بايدن أم ترمب.. هل تنجح مفاتيح ليتشمان في تحديد الرئيس القادم؟

time reading iconدقائق القراءة - 5
المؤرخ الأميركي آلان ليتشمان، أستاذ التاريخ في الجامعة الأميركية خلال مائدة مستديرة للصحافيين والسياسيين، واشنطن. 3 مايو 2017 - AFP
المؤرخ الأميركي آلان ليتشمان، أستاذ التاريخ في الجامعة الأميركية خلال مائدة مستديرة للصحافيين والسياسيين، واشنطن. 3 مايو 2017 - AFP
دبي-صديق السامرائي

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، برز اسم المؤرخ الأميركي آلان ليتشمان، الذي يُوصف بـ"نوستراداموس الجديد"، لقدرته العالية على التنبؤ، إذ استطاع توقع نتائج 9 من أصل 10 انتخابات رئاسية منذ إعادة انتخاب رونالد ريجان في عام 1984.

وفي عام 2000، توقع ليتشمان فوز المرشح الديمقراطي آل جور، الذي حصد بالفعل الفوز عبر التصويت الشعبي، لكنه خسر كرسي الرئاسة في نهاية المطاف لمصلحة منافسه الجمهوري، الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، عندما قضت المحكمة العليا بوقف إعادة الفرز نتيجة الخلاف على الأصوات غير الحاسمة التي جرى الإدلاء بها في ولاية فلوريدا.

 ومنذ ذلك الحين، أدخل المؤرخ الأميركي تعديلاً على الآلية التي يعتمدها لإقرار توقعاته الانتخابية، فتنبأ بفوز باراك أوباما عام 2008 في سباق البيت الأبيض.

وصدم ليتشمان الجميع عندما تنبأ بدقة أن المرشح الجمهوري دونالد ترمب سيهزم الديمقراطية هيلاري كلينتون في  الانتخابات الأميركية عام 2016، عكس كل التوقعات، وأن جو بايدن سيحسم السباق أمام ترمب في انتخابات 2020.

أسرار "مفاتيح البيت الأبيض"

ونمت توقعات ليتشمان لتصل إلى انتخابات العام الجاري، في ظل مواجهة مرتقبة بين ترمب وبايدن، ويضع ليتشمان 13 مفتاحاً من خلالها يستطع الوصول إلى الفائز المحتمل في الانتخابات.

وقال ليتشمان إنه لا يستند إلى تكهّنات عبثية في إرساء توقعاته، بل يعتمد على نموذج مكوّن من 13 عاملاً أطلق عليه اسم "مفاتيح البيت الأبيض".

وتتضمن هذه المفاتيح عوامل عدة، أبرزها نجاحات السياسات الخارجية وإخفاقاتها، والاضطرابات الاجتماعية، والازدهار الاقتصادي والكساد، والفضائح، وابتكار السياسات، فضلاً عن الحضور القوي.

وطور ليتشمان مقاييس تنبؤاته بمساعدة الجيوفيزيائي الروسي فلاديمير كيليس بوروك في عام 1981، ويستخدم 13 مفتاحاً لتحديد السباقات الرئاسية، 4 من هذه المفاتيح تعتمد على السياسة، و7 على الأداء، و2 على شخصية المرشح. وسيحتاج الحزب الحاكم إلى خسارة 6 من هذه "المفاتيح"، حتى يخسر مفاتيح البيت الأبيض.

وفي حال تعارُض 6 مفاتيح أو أكثر مع المرشح الذي يشغل منصب الرئيس، ترجح كفّة الفوز لمصلحة منافسه.

وبشأن الاستحقاق الحالي، لم يجيب ليتشمان عن أسئلة متابعيه لكنه يفترض أن إدانة ترمب لن تؤثر على مشواره الانتخابي. أما عن بايدن، فبنظر ليتشمان فقد بات يفقد بعض مفاتيح الفوز، أبرزها الكاريزما لكنه لا يزال على بر الأمان طالما لم يفقد حتى الآن 6 مفاتيح الأخرى.

وقال ليتشمان في حديث مع برنامج "سباق القمة" الذي تبثه قناة "الشرق" إن الديمقراطيين بزعامة بايدن خسروا حتى الآن، مفتاحين؛ هما المسؤولية السياسية، إثر فشلهم في الانتخابات البرلمانية، والمفتاح الثاني هو الكاريزما، فبايدن ليس هو فرانكلين روزفلت وليس جون إف كينيدي".

ويخلص البروفيسور ليتشمان أنه من السابق لأوانه فهم تداعيات إدانة ترمب على السباق الانتخابي.

أسباب "فشل بايدن"

وفي حديثه مع الشرق" يقول ليتشمان إنه "إذا انقلبت 6 مفاتيح ضد بايدن، فمن المرجح أن يخسر. والمفاتيح الأربعة التي ينبغي مراقبتها هي استطلاعات الرأي الوطنية، ثم الاضطرابات الاجتماعية المرتبطة بالاحتجاجات واسعة النطاق المناهضة لإسرائيل في الحرم الجامعي، ونجاح أو فشل مساعي بايدن في السياسة الخارجية وسط الحروب في أوكرانيا وغزة".

كما شددالمؤرخ الأميركي على أن توقعاته عادة ما تهم الحزب الذي يحكم، حيث يتم التركيز بالأساس على المفاتيح السلبية، وبايدن خسر مفتاحين، مفتاح الكاريزما ومفتاح المسؤولية السياسية، ويجب أن ننتظر 5 أشهر أخرى لتقييم باقي المفاتيح الأخرى خصوصاً النجاح العسكري والدبلوماسي والاضطرابات الاجتماعية.

واعتبر أن ما يقع في الشرق الأوسط وأوكرانيا سيؤثر لا محال على مصير المفتاحين المتعلقين بنجاح أو فشل السياسة الخارجية والعسكرية، مضيفاً أن مفتاح الاحتجاجات والاضطرابات أكثر استقراراً من المفتاحين السابقين، بالنظر إلى خفوت الاحتجاجات التي شهدتها الجامعات الأميركية وعدم قدرتها على التأثير في الاستقرار الاجتماعي برمته.

ويقوم أستاذ التاريخ بالتدريس في الجامعة الأميركية بواشنطن منذ نصف قرن. وهو بطل سابق لأميركا الشمالية في سباق 3000 متر موانع، ويبلغ من العمر 77 عاماً، ويهدف إلى المنافسة في دورة الألعاب الأولمبية القادمة لكبار السن. وفي عام 1981 ظهر في برنامج المسابقات التلفزيوني Tic-Tac-Dough وفاز بمبلغ 110 ألف دولار نقداً وجوائز أخرى.

تصنيفات

قصص قد تهمك