استعرض مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب أجندة سياسته الخارجية حال فوزه بانتخابات الرئاسة المقررة في نوفمبر، مشدداً على أهمية أن تتضمن قطعاً للعلاقات الاقتصادية مع الصين واستئنافاً للتجارب الحية للأسلحة النووية.
وأضاف روبرت أوبراين، الذي قد يتولى منصباً رفيعاً آخر، حال عودة ترمب إلى البيت الأبيض ثانية، في مقال من المقرر نشره في مجلة "فورين أفيرز" ونقلته "بلومبرغ: "إذا عاد ترمب إلى البيت الأبيض، فيتعين عليه قطع العلاقات الاقتصادية مع الصين، وبحث نشر قوات مشاة البحرية الأميركية بأكملها في آسيا، واستئناف التجارب الحية للأسلحة النووية".
وكتب أوبراين أنه "مثلما تسعى الصين إلى تقويض القوة الاقتصادية والعسكرية الأميركية، يتعين على واشنطن رد الجميل"، مشدداً على ضرورة أن "تسعى واشنطن إلى فصل اقتصادها عن الصين".
وأكد أوبراين، في مقاله الذي يحمل عنوان "استعادة السلام بالقوة: السياسة الخارجية لترمب"، على أن فرض رسوم جمركية بنسبة 60% على البضائع الصينية، وفق ما طرحه ترمب، يجب أن يكون "مجرد خطوة أولى تعقبها ضوابط أكثر صرامة على تصدير أي تكنولوجيا يمكن أن تستخدمها بكين".
وأضاف: "هذا المستنقع من الضعف والإخفاق الأميركي يدعو إلى استعادة ترمب للسلام من خلال القوة"، داعياً أيضاً إلى "فرض تحديات عسكرية على الصين تتجاوز الاهتمام الإضافي الذي أولته إدارة الرئيس جو بايدن تجاه منطقة آسيا والمحيط الهادئ".
كما طالب أوبراين الولايات المتحدة بـ"المساعدة في توسيع قاعدة جيوش إندونيسيا والفلبين وفيتنام، وزيادة المساعدات العسكرية لتايوان، وتعزيز الدفاع الصاروخي وحماية الطائرات المقاتلة في المنطقة".
ورغم أن أوبراين ساعد في تأجيج الموقف المتشدد الذي برز في أواخر ولاية ترمب تجاه الصين، إلا أن هذه المقترحات تتجاوز كل ما دعا إليه علناً في ذلك الوقت.
الترسانة النووية
من جهة أخرى، دعا أوبراين إلى إعادة توجيه القوات الأميركية بشكل كامل، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة يجب أن تبحث نشر جميع قوات مشاة البحرية، البالغ عددها 177 ألف جندي، في منطقة المحيط الهادئ، وإعفائها بشكل خاص من المهام في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وأشار مستشار الأمن القومي السابق إلى ضرورة أن "تعزز الولايات المتحدة ترسانتها النووية بإجراء تجارب نووية تحت الأرض لأول مرة منذ الحظر الذي فرضته على نفسها في عام 1992"، مؤكداً أنه يجب على الولايات المتحدة استئناف إنتاج "اليورانيوم 235" و"البلوتونيوم 239"، حال واصلت الصين وروسيا رفضهما المشاركة في محادثات تقوم على حسن النوايا للحد من الأسلحة.
أمن أوكرانيا
وتطرق أوبراين إلى الغزو الروسي لأوكرانيا، موضحاً أن "ترمب أوضح أنه يرغب في رؤية تسوية تفاوضية للحرب تنهي القتل وتحافظ على أمن أوكرانيا".
وأضاف أن مقاربة ترمب ستقوم على "مواصلة إمداد أوكرانيا بمساعدات فتاكة بتمويل من الدول الأوروبية مع استمرار فتح باب الدبلوماسية أمام روسيا، ومواصلة إبقاء موسكو في حالة من عدم الاتزان بدرجة من عدم القدرة على التوقع".
ووفقاً لـ "بلومبرغ"، لم يتطرق المقال إلى انسحاب الولايات المتحدة من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، بل قال إن ترمب "جعل الحلف الدفاعي أكثر قوة بمطالبته الحكومات الأوروبية بزيادة الإنفاق على الدفاع".
وطلب أوبراين من التحالف الغربي، نقل القوات البرية والجوية إلى بولندا، لتعزيز قدراتها على مقربة من الحدود الروسية وتوضيح أن الحلف سيدافع عن كل شبر من أراضيه ضد أي عدوان خارجي.
"لا ضمانة" لالتزام ترمب
ويعد المقال حلقة أخيرة في سلسلة من هذا النوع من المبادرات التي أطلقها مسؤولون سابقون في إدارة ترمب ومراكز أبحاث محافظة، لكن دور أوبراين السابق واحتمالية عودته تمنح هذه المقترحات وزناً نسبياً أكبر من غيرها.
ولا توجد ضمانة على أن ترمب سيلتزم بالمقترحات السياسية التي عرضها أوبراين، خاصة تلك التي سيكون من شأنها أن تخلف هذا التأثير الزلزالي على الولايات المتحدة والعالم، نظراً لمدى التشابك الذي أصبح عليه اقتصاد القوتين العظميين.
ولكن أوبراين أشار إلى أنه لا يزال على "اتصال" بالرئيس السابق، وقد ظهر على الساحة العامة في كثير من الأحيان في الأشهر الأخيرة، حيث التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إسرائيل وانتقد بايدن على ما اعتبره "رد فعل غير كاف" تجاه الهجمات على القوات الأميركية في العراق وسوريا.
في هذا السياق، قال كريستيان وايتون، المعين السياسي في وزارة الخارجية في عهد الرئيسين جورج بوش وترمب، والذي ساعد في كتابة المقال، إن أوبراين "أعطى نسخة من هذا المقال لمستشارة حملة ترمب سوزي ويلز، التي عرضت نسخة مطبوعة على الرئيس السابق".