دبي-الشرق
أفاد مسؤولون أميركيون، الخميس، بأن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة عزمها نقل مزيد من العتاد العسكري من جنوب قطاع غزة إلى الحدود الشمالية مع لبنان، استعداداً لهجوم محتمل ضد جماعة "حزب الله".
ولكن هؤلاء المسؤولين أشاروا، في حديث لشبكة CNN، إلى مخاوف أميركية من عدم قدرة القبة الحديدية في إسرائيل على التصدي للترسانة الضخمة التي يمتلكها "حزب الله" من الصواريخ والطائرات المسيّرة، في حالة نشوب حرب شاملة بين الجانبين، ولفتوا إلى أن إسرائيل نقلت لهم هذه المخاوف أيضاً.
وتوقّع مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، نفاد ذخيرة بعض البطاريات الخاصة بأنظمة القبة الحديدية على الأقل، فيما صرّح مسؤول إسرائيلي بأن هذا قد يحدث فقط إذا نفّذ "حزب الله" هجوماً واسع النطاق باستخدام أسلحة موجهة بدقة، وهو ما قد يُشكل تحدياً لنظام القبة الحديدية.
ويُقدّر الجيش الإسرائيلي أن لدى "حزب الله" ما يقرب من 150 ألف صاروخ وقذيفة، بما في ذلك الآلاف من الذخائر الدقيقة.
وأبلغت تل أبيب واشنطن بأن لديها الموارد اللازمة لشن هجوم ضد "حزب الله" في حال احتاجوا إلى ذلك، وخاصة إذا انتهت العملية العسكرية في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة.
ولفتت مصادر مطلعة لـCNN إلى أن "الجيش الإسرائيلي ينوي الحفاظ على وجوده في غزة، لكن عملياته الأعنف في القطاع ستنتهي إلى حد كبير بعد رفح".
وأعربت إدارة بايدن عن قلقها بأن تتسبب الحرب بين إسرائيل و"حزب الله"، باستهداف القوات الأميركية المتواجدة في الشرق الأوسط من قبل الجماعات الأخرى المدعومة من طهران.
وأشارت عدة مصادر مطلعة لـCNN إلى وجود "قلق كبير بشأن احتمال أن يؤدي الصراع الواسع النطاق إلى دخول جماعات أخرى للصراع".
"مرحلة خطيرة للغاية"
وفي السياق، ذكر مصدر مطلع لـCNN أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أبلغ أحد نظرائه العرب خلال جولته الأخيرة في المنطقة، بأن "إسرائيل تعتزم التوغل في لبنان".
وشدد على "جدية" إسرائيل للذهاب إلى لبنان، موضحاً أن "رد المسؤول العربي على بلينكن هو أن (حزب الله) قال إنه لن يوقف هجماته على إسرائيل حتى توقف الأخيرة عملياتها في غزة".
وأشار المسؤولون الأميركيون إلى دخول المنطقة لـ"مرحلة خطيرة للغاية"، لافتين إلى إمكانية أن "يحدث شيء ما دون سابق إنذار".
ووصف مسؤول أميركي كبير جهود بلاده الأخيرة لمنع توسُّع الهجمات بين إسرائيل و"حزب الله" إلى حرب شاملة بـ"معجزة"، متوقعاً أن يكون لتوسع هذه الحرب "تداعيات مدمرة".
كما لفت إلى "تصاعد" احتمال تحوّل النزاع القائم بين الجانبين إلى "الحرب، مع تلاشي احتمالات التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة".
وأشارت CNN إلى أنه في حال تم التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحركة "حماس" بشأن غزة، فهناك اتفاق دبلوماسي موازٍ بين تل أبيب و"حزب الله" قد يدخل حيز التنفيذ، وهو ما تم التفاوض عليه من قِبَل المبعوث الأميركي آموس هوكستين.
وزار هوكستين هذا الأسبوع القدس وبيروت، واجتمع مع كبار المسؤولين الإسرائيليين واللبنانيين بهدف دعم خطته، ومنع الجانبين من التصعيد.
ووصف هوكستين الوضع على طول الحدود اللبنانية-الإسرائيلية بأنه "خطير"، قائلاً إن "هذا هو السبب الذي دفع الرئيس الأميركي جو بايدن لإرساله إلى لبنان".
وأضاف: "لقد شهدنا تصعيداً على مدى الأسابيع القليلة الماضية. وما يريد الرئيس بايدن فعله هو تجنب تفاقم التصعيد إلى حرب أكبر".
يأتي ذلك فيما تقود الولايات المتحدة وفرنسا الجهود للتوسط في اتفاق لضمان عدم خوض "حزب الله" وإسرائيل حرباً، وسط تبادل يومي للقصف عبر الحدود.
وتسببت صواريخ "حزب الله" في أضرار وخسائر كبيرة في إسرائيل في الأشهر الأخيرة، فيما أجْلت السلطات عشرات الآلاف من السكان من البلدات والقرى في شمال البلاد، وردت إسرائيل بغارات وقصف مدفعي على لبنان واغتالت عدداً من قادة الحزب.
تصنيفات
