ماذا سيحدث لو قرر بايدن الانسحاب من السباق الرئاسي؟

أثار أداء الرئيس الأميركي المتعثر في المناظرة الأولى قلق الديمقراطيين

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الأميركي والمرشح الديمقراطي لانتخابات 2024 جو بايدن يلوح بيده لأنصاره خلال تجمع انتخابي في ولاية نورث كارولينا- 28 يونيو 2024 - Reuters
الرئيس الأميركي والمرشح الديمقراطي لانتخابات 2024 جو بايدن يلوح بيده لأنصاره خلال تجمع انتخابي في ولاية نورث كارولينا- 28 يونيو 2024 - Reuters
دبي-الشرق

أثار أداء الرئيس الأميركي جو بايدن المتعثر في المناظرة الرئاسية التي أُجريت ليلة الخميس تساؤلات جديدة من الديمقراطيين القلقين بشأن ما إذا كان سينسحب من السباق الرئاسي قبل الانتخابات المرتقبة في نوفمبر هذا العام.

وفي تقرير نشرته الجمعة، رأت شبكة CNN، إن هذه العملية لن تكون سهلة لأن بايدن هو بالفعل المرشح المفترض للديمقراطيين والاختيار الأساسي لناخبي الحزب، مشيرة إلى أنه لم يواجه تحديات كبيرة خلال الانتخابات التمهيدية لحزبه، كما أن حقيقة فوزه بجميع أصوات مندوبي الحزب تقريباً تعني أنه من غير المرجح أن يتم إجباره على الانسحاب من السباق ضد إرادته.

ونقلت الشبكة عن المحلل والخبير الاستراتيجي الديمقراطي ديفيد أكسلرود قوله: "لسنا في الستينيات، الناخبون هم مَن يختارون المرشح، وهو بالفعل مرشح الديمقراطيين".

وقالت CNN إن نظام الترشيح الحالي، الذي يمنح الناخبين سُلطة أكبر من رؤساء الأحزاب في المرحلة التمهيدية، نشأ في الأساس نتيجة الشعور بالاستياء بعد أن اختار الديمقراطيون نائب الرئيس هيوبرت همفري كمرشح لهم في عام 1968.

وعلى الرغم من انسحاب الرئيس الأميركي السابق ليندون جونسون من السباق الرئاسي في ذلك العام، بعد أن أدرك تلاشي شعبيته وتزايد معارضة الناخبين للحرب في فيتنام، فإن همفري كان يمثل استمرارية سياسة جونسون تجاه فيتنام في المؤتمر الوطني الديمقراطي بشيكاجو، ولذا اندلعت أعمال عنف عندما اشتبك المتظاهرون مع الشرطة حينما قبل همفري ترشيح الحزب له.

وأضافت أن الوضع سيكون مختلفاً تماماً  عام 2024 إذا قرر بايدن الانسحاب من السباق، وذلك لأنه إذا انسحب المرشح الرئيسي من الحملة بعد انتهاء معظم الجولات التمهيدية أو حتى أثناء مؤتمر الحزب، فإن المندوبين الفرديين سيكونوا بحاجة إلى اختيار مرشح الحزب في قاعة المؤتمر.

وحدد الحزب الديمقراطي موعداً نهائياً في 22 يونيو الحالي للولايات لاختيار أكثر من 3 آلاف و900 مندوب، والذين تعهدوا جميعاً تقريباً بالتصويت لبايدن، فهؤلاء المندوبين ليسوا ملتزمين بالتصويت لصالح الرئيس الأميركي فحسب، بل أنهم تمت الموافقة عليها من خلال حملته، ولذا فإنه في حال قررت أغلبية مندوبي المؤتمر اختيار مرشح جديد، فإن القيام بذلك سيتطلب حدوث انشقاقات واسعة النطاق بين أنصار الرئيس نفسه، وهذا يعني أنه إذا انسحب بايدن من السباق، فسيكون مؤيدوه هم المسؤولون إلى حد كبير عن اختيار بديل له.

من يمكن أن يحل محل بايدن؟

يفترض البعض أن نائبة الرئيس كامالا هاريس ستكون من بين أبرز المرشحين في مثل هذا السيناريو، لكن هناك مرشحون محتملون آخرون أعلنوا في السابق أن بإمكانهم إدارة حملة أكثر فعالية ضد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.

وتساءلت CNN عما إذا كان شخص مثل حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم، الذي قدم دعماً غير مشروط لبايدن في أعقاب المناظرة التي أُجريت الخميس، يمكن أن يُنافس هاريس في مؤتمر الحزب، معتبرةً أن الاستقرار على بديل سيكون "أمراً مثيراً للخلاف وقبيحاً، وسيكون الأمر متروكاً للمندوبين".

وعلى الجانب الديمقراطي، هناك أيضاً مجموعة أخرى يجب وضعها في الاعتبار وهم "المندوبين الكبار"، وهي مجموعة تتألف من حوالي 700 من كبار قادة الحزب والمسؤولين المنتخبين الذين يصبحون مندوبين بشكل تلقائي في المؤتمر بناءً على مناصبهم.

وبموجب قواعد الحزب فإنه لا يمكنهم التصويت في الجولة الأولى إذا كان بإمكانهم تغيير الترشيح، لكن لديهم الحرية في التصويت في الجولات اللاحقة، بحسب CNN.

ماذا لو انسحب أحد المرشحين بعد المؤتمر؟

يتطلب الأمر حدوث شيء استثنائي للغاية حتى ينسحب أي مرشح من السباق في الأشهر القليلة التي تقع بين مؤتمر ترشيح الحزب في الصيف والانتخابات العامة في نوفمبر.

ولدى الديمقراطيين والجمهوريين أساليب مختلفة للتعامل مع هذا الاحتمال، فبالنسبة للديمقراطين، فإن اللجنة الوطنية الديمقراطية مخولة، بموجب قواعد الحزب، بترشيح بديل في حال عدم وجود مرشح بعد انتهاء المؤتمر، وذلك بعد أن يتشاور رئيس الحزب مع الحكام الديمقراطيين وقيادة الكونجرس.

أما بالنسبة للجمهوريين فإنه في حال عدم وجود مرشح في تلك المرحلة، فإنه يمكن للجنة الوطنية للحزب، إما إعادة عقد المؤتمر الوطني أو اختيار مرشح جديد بنفسها.

هل سيترشح نائب الرئيس تلقائياً؟

تشير مذكرة مفصلة من خدمة أبحاث الكونجرس إلى أنه في حال أصبح الرئيس الحالي عاجزاً بعد فوزه بترشيح الحزب، فإنه بموجب التعديل الخامس والعشرون يصبح نائب الرئيس هو الرئيس، لكن القواعد الحزبية هي التي تحدد مَن يصبح مرشح الحزب.

ووفقاً لخدمة أبحاث الكونجرس، فإنه لا يتطلب أي من الحزبين أن يحل نائب مرشح الرئاسة محل المرشح المنسحب، على الرغم من أن هذا قد يكون السيناريو الأكثر ترجيحاً.

هل انسحب أحد المرشحين الأميركيين من السباق بعد المؤتمر؟

وفقاً لمذكرة أصدرتها خدمة أبحاث الكونجرس، اضطر السيناتور الديمقراطي الذي ترشح لمنصب نائب الرئيس عام 1972، توماس إيجلتون، إلى التنحي في أعقاب المؤتمر، وذلك بعد أن تم الكشف عن أنه كان يُعالج من مرض عقلي.

وكانت اللجنة الوطنية الديمقراطية بحاجة في ذلك الوقت إلى عقد اجتماع لتأكيد ترشيح سارجنت شرايفر باعتباره الاختيار الثاني لمنصب نائب الرئيس للمرشح الديمقراطي جورج ماكجفرن.

ماذا لو أصبح الرئيس المنتخب عاجزاً بعد الانتخابات؟

في حال أصيب الرئيس المنتخب بعجز بعد الانتخابات الأميركية فإن التوقيت عادةً ما يكون مهم أيضاً، إذ أنه بموجب الدستور، فإن أعضاء المجمع الانتخابي يجتمعون في عواصم الولايات ويدلون بأصواتهم لاختيار الرئيس، وفي حين أن بعض الولايات تشترط عليهم التصويت لصالح المرشح الفائز في ولايتهم، فإن بعضها تمنحهم حرية الاختيار.

وأفادت المذكرة، التي تستشهد بالعديد من جلسات الاستماع في الكونجرس بشأن هذا الموضوع، بأنه سيكون من المنطقي في هذه الحالة أن يتولى نائب الرئيس المنتخب مسؤولية الرئيس، لكن الإطارات القانونية اللازمة لحدوث ذلك تبدو غير واضحة.

وتساءلت CNN في نهاية التقرير بشأن متى يصبح الشخص رئيساً منتخباً، قائلة: "هل يتم ذلك بعد اجتماع المجمع الانتخابي لتأكيد النتيجة في ديسمبر، أم بعد اجتماع الكونجرس لفرز أصوات المجمع الانتخابي في 6 يناير؟

تصنيفات

قصص قد تهمك