قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال لقاء نظيره الصيني شي جين بينج، الأربعاء، إن موسكو وبكين "لا تسعيان إلى إنشاء أي تحالفات ضد دول أخرى"، معتبراً أن العلاقات بين البلدين "تمر بأفضل مراحلها في التاريخ، ومبنية على أسس المساواة".
وأشار بوتين، خلال لقاءه شي على هامش قمة شنغهاي للتعاون المنعقدة في العاصمة الكازاخستانية أستانا، إلى أن "موسكو وبكين تنفذان باستمرار خطة التعاون الاقتصادي حتى عام 2030"، لافتاً إلى "النهج الإيجابي للتجارة المتبادلة وذلك خلال النصف الأول من العام الجاري".
وتابع: "قيل أكثر من مرة لسبب وجيه أن العلاقات الروسية الصينية القائمة على الشراكة الشاملة والتفاعل الاستراتيجي تشهد أفضل فترة في تاريخها؛ فهي مبنية على مبادئ المساواة والمنفعة المتبادلة، واحترام سيادة الطرف الآخر".
واعتبر الرئيس الروسي أن "منظمة شنغهاي للتعاون اليوم هي إحدى الركائز الأساسية لنظام عالمي عادل"، مؤكداً أن بلاده "ستدعم رئاسة الصين للمنظمة خلال الفترة 2024-2025".
وأضاف: "أود أن أذكركم بأن بلدينا كانا السبب وراء إنشاء منظمة شنجهاي للتعاون عام 2001، ومع توسع دائرة المشاركين، وغداً ستصبح بيلاروس عضواً كاملاً آخر في المنظمة التي بات دورها أحد الركائز الأساسية لنظام عالمي عادل متعدد الأقطاب".
ومنظمة شنغهاي للتعاون هي منظمة سياسية واقتصادية وأمنية دولية ودفاعية أنشأتها الصين وروسيا عام 2001. والأعضاء الآخرون بالمنظمة هم الهند وإيران وكازاخستان وقرغيزستان وباكستان وطاجيكستان وأوزبكستان.
وستصبح بيلاروس أحدث دولة تنضم إلى المنظمة، بعد أن انضمت إيران كعضو كامل العام الماضي.
وتنظر روسيا والصين إلى منظمة شنغهاي للتعاون التي تدعم التوجهات المشتركة في التعامل مع التهديدات الأمنية الخارجية، وتركز على مواجهة أي حالة من عدم الاستقرار الداخلي، باعتبارها وسيلة لبسط نفوذهما في مختلف أنحاء آسيا، بحسب وكالة "رويترز".
وأشار بوتين، خلال لقاءه شي، إلى أنه "ينتظر مشاركة الرئيس الصيني في قمة مجموعة بريكس المرتقبة بمدينة قازان الروسية الخريف المقبل".
ويأتي توسع منظمة شنغهاي للتعاون بعد أن قامت كتلة أخرى بقيادة الصين وروسيا، وهي مجموعة "بريكس" التي تضم الاقتصادات الناشئة الكبرى، بزيادة عضويتها، ووسعت نطاقها العالمي بشكل كبير العام الماضي، بحسب شبكة CNN الأميركية.
وقبل الاجتماع مع شي، التقى بوتين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، ورئيسي أذربيجان إلهام علييف، ومنغوليا أوخناجين خوريلسوخ.
ومن المقرر أن يواصل الرئيس الصيني بعد القمة زيارته إلى طاجيكستان كجزء من زيارته الثامنة لمنطقة آسيا الوسطى منذ أن أصبح رئيساً للصين عام 2013، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".
وسبق أن التقى الرئيسان الروسي والصيني قبل شهر ونصف، فيما كانت الصين أول دولة يزورها بوتين بعد إعادة انتخابه، بحسب وكالة "تاس" الروسية.
وكانت الصين وروسيا أعلنتا في فبراير 2022 عن شراكة "بلا حدود" وذلك قبل أيام من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، ومنذ ذلك الحين، عمل شي وبوتين على تعميق العلاقات بين البلدين، بحسب "رويترز".
وفي خطوة سلطت الضوء على النهج الاقتصادي لبكين، حضر شي حفلاً مع نظيره الكازاخستاني قبل ساعات فقط من لقائه مع بوتين، الأربعاء، بمناسبة مغادرة شحنة جديدة من البضائع عبر طريق النقل الدولي في قزوين.
يعد طريق النقل الدولي العابر لبحر قزوين والمعروف باسم "الممر الأوسط"، أحد طرق التجارة المهمة التي تربط بين الصين وأوروبا. وفي إطار مبادرة الحزام والطريق، من المتوقع أن تزيد التجارة عبر الممر بين آسيا وأوروبا، وكازاخستان واحدة من الدول التي تمر فيها السكك الحديدية والمسار البحري، وفقاً لقناة CGTN الصينية.
لكن في المقابل، تعتبر الولايات المتحدة الصين "أكبر منافس لها"، أما روسيا فـ"أكبر مهدد لدولتها القومية"، فيما ذكر الرئيس الأميركي جو بايدن أن "القرن الحالي سيشهد تنافساً وجودياً بين الأنظمة الديمقراطيات والاستبدادية".