يعتزم رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، الخميس، الاجتماع مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في فلوريدا، وذلك بعد أقل من أسبوع من زيارته روسيا ولقائه فلاديمير بوتين، وذلك وسط مخاوف بشأن وساطته بين الطرفين، بحسب "بلومبرغ".
وسيلتقي أوربان مع ترمب بمنتجع مارالاجو في بالم بيتش بولاية فلوريدا، بعد اختتام قمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" في واشنطن، إذ أصبحت زيارته لموسكو نقطة محورية لإحدى مناقشات الاجتماع، وسط تعهد حلفاء آخرون بدفاعات جوية إضافية إلى أوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي واسع النطاق الذي بدأ في عام 2022.
وقال مسؤول مطلع، إن "ترمب لم يطلب من أوربان وضع الأساس لنوع من اتفاق السلام بين أوكرانيا وروسيا"، واصفاً الزيارة، التي ستتم قبل أيام من انعقاد المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري في ميلواكي (يستمر من 15إلى 18 يوليو الجاري)، بأنها أقرب إلى "لقاء غير رسمي".
بدورها، أشارت مجلة "بوليتيكو" إلى أن أوربان يعتقد أن السياسة الأميركية تتناقض بشكل سلبي مع "خطة السلام" الصينية، التي وصفها بـ"الموثوقة"، وتوقع أن تكون فرص عدم إعادة انتخاب الرئيس الأميركي جو بايدن "كبيرة للغاية"، فيما أشاد أوربان بترمب ووصفه بأنه "رجل عصامي" يتمتع بـ"نهج مختلف في كافة الأمور".
وفي الأشهر الأخيرة، اقترنت خطة سلام بترمب يتم بموجبها دفع أوكرانيا للتفاوض على السلام أو المخاطرة بفقدان الدعم الأميركي، وتقديم حوافز إلى روسيا لكي تسعى إلى إنهاء الحرب.
علاقات وثيقة مع ترمب وبوتين
وأقام الزعيم المجري الذي ترأس بلاده الاتحاد الأوروبي منذ الأول من يوليو الجاري، وترمب علاقة وثيقة، حيث قام أوربان بزيارة منتجع ترمب في مارس الماضي، واستقبله ترمب بجولة في مقر إقامته، وتناولا العشاء معاً، كما اجتمع لمدة ساعة مع كبار مساعديه.
واستغل الرئيس الأميركي جو بايدن، هذا الاجتماع في تجمع سياسي لاحق في فيلادلفيا، قائلاً إن أوربان "لا يعتقد أن الديمقراطية ناجحة وكان يبحث عن الديكتاتورية".
وانتقدت إدارة بايدن، أوربان بسبب علاقاته الودية مع بوتين، فضلاً عن التشريعات في المجر التي حذرت وزارة الخارجية من أنها قد "ترهب وتعاقب منتقدي حكومة أوربان".
في الجانب الآخر، أعلن ترمب وبوتين عن ولعهما ببعضهما البعض خلال فترة الولاية الأولى للرئيس الأميركي، الأمر الذي أثار انتقادات من الحزبين في كثير من الأحيان، ومؤخراً، قال الزعيم الجمهوري إنه يعتقد أنه يستطيع إقناع بوتين بإنهاء حربه في أوكرانيا والإفراج عن أميركيين محتجزين في روسيا، حال فوزه بولاية ثانية في نوفمبر الماضي.
كما زار أوربان الصين، والتقى الرئيس شي جين بينج في بكين، بعد رحلة إلى أذربيجان في وقت سابق من هذا الشهر.
وانتقد مسؤولو الاتحاد الأوروبي رحلات أوربان، قائلين إنها "قد تقوض مواقف الكتلة المكونة من 27 دولة بشأن القضايا العالمية".
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، ينس ستولتنبرج، لبرنامج Face the Nation على شبكة CBS NEWS الأميركية، إن أوربان "أوضح عندما جاء زار موسكو أنه لم يذهب إلى هناك نيابة عن الناتو. يتفاعل حلفاء الناتو المختلفون مع موسكو بطرق مختلفة".
وسبق للمجر تولي الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في النصف الأول من عام 2011. وكان فيكتور أوربان في السلطة حينها، لكن العلاقات مع بروكسل صارت أكثر توتراً في ظل خلافات عدة.