قال الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما إن الحزب الديمقراطي سيخوض في الأيام المقبلة "مياهاً مجهولة"، في إشارة إلى مرحلة سياسية غير معهودة بعد انسحاب الرئيس جو بايدن من حملة إعادة انتخابه، معرباً عن ثقته في أن قادة الحزب سيقومون بتصميم عملية لاختيار "مرشح رائع" لخلافة بايدن على رأس تذكرة الحزب لانتخابات الرئاسة.
وذكر أوباما الذي لم يعلن دعمه لنائبة الرئيس كامالا هاريس لنيل ترشيح الحزب، رغم تأييد بايدن لها، في بيان أن بايدن هو أحد أكثر الرؤساء الأميركيين تأثيراً، و"صديق وشريك عزيز لي"، معتبراً أن قراره الانسحاب من الحملة "يذكرنا مرة أخرى، بأنه رجل وطني من أرفع المراتب".
وقال أوباما إنه يعتقد أن رؤية جو بايدن "لأميركا كريمة ومزدهرة وموحدة، توفر فرصاً للجميع"، ستكون حاضرة في المؤتمر الوطني الديمقراطي أغسطس المقبل.
وقال إنه يأمل في أن يستعد الديمقراطيون لحمل "رسالة الأمل والتقدم إلى الأمام هذه، إلى انتخابات نوفمبر، وما بعدها".
وأظهرت ردود الفعل من الديمقراطيين عقب إعلان انسحاب الرئيس، أنه لا إجماع بعد في الحزب على من سيخلفه على رأس بطاقة الاقتراع الديمقراطية في الانتخابات المقبلة، خاصة وأن دوائر الحزب تتداول منذ أسابيع أسماءً مقترحة لخلافة بايدن، بعد مناظرته الكارثية في 27 يونيو الماضي، مع منافسه الجمهوري دونالد ترمب.
وفيما أعلن عدد من الديمقراطيين البارزين دعمهم لهاريس على رأسهم الرئيس السابق بيل كلينتون وزوجته المرشحة الرئاسية السابقة هيلاري كلينتون، إلا أن هناك وجهات نظر ترى أن "تتويجها" مرشحة للحزب، يخرج عن العملية الديمقراطية.
ولم تعلن قيادات الحزب الديمقراطي وزعماءه، وأبرزهم أوباما، ورئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي حليفة بايدن، وكذلك زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر وزعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب حكيم جيفريز، دعمهم لبايدن بعد.
أوباما يثني على مسيرة بايدن
وقال أوباما الذي اختار بايدن قبل 16 عاماً نائباً له في حملته الانتخابية: "قبل 16 عاماً، وحين بدأت رحلة البحث عن نائب للرئيس، كنت أعرف مسيرة جو بايدن في الخدمة العامة، ولكن أكثر ما أبهرني هو شخصيته، وتعاطفه، وصموده، ونزاهته، واعتقاده بأن كل فرد له قيمة".
وأضاف: "منذ توليه المنصب، أظهر بايدن مرة تلو الأخرى شخصيته تلك، ساهم في إنهاء أزمة كورونا، وأنشأ ملايين الوظائف، وخفض تكلفة العقاقير الطبية، ومرر أول تشريع بشأن الحد من الأسلحة في 30 عاماً، وقام بأكبر استثمار لمواجهة تغير المناخ، وحارب لضمان حقوق العمال في أجور ومزايا عادلة وحقهم في التنظيم النقابي".
وتابع: "عالمياً، استعاد موقف أميركا في العالم، وجدد حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وحشد العالم ليقف ضد العدوان الروسي في أوكرانيا".
وقال: "ما يزيد على هذا هو أن بايدن، أخذنا بعيداً عن 4 سنوات من الفوضى والأكاذيب والانقسامات التي كانت سمة لإدارة الرئيس دونالد ترمب".
وأضاف: "عبر سياساته والمثال الذي ضربه، ذكرنا جو بايدن، ببلد يلتزم بقيمنا التقليدية، الثقة والأمانة والرفق والعمل الجاد، بلد يؤمن بالديمقراطية وحكم القانون والمحاسبة، بلد يصر على أن كل شخص، بغض النظر عن هويته، لديه صوت والحق في فرصة لحياة أفضل".
واعتبر أن "سجل إنجازات بايدن الرائع، منحه الحق في الترشح لإعادة انتخابه واستكمال المهمة التي بدأها. جو يفهم أكثر من أي شخص الرهانات في هذه الانتخابات، وكيف أن كل شيء حارب لأجله عبر حياته، وكل شيء يمثله الحزب الديمقراطي، سيكون في خطر إذا ما سمحنا لدونالد ترمب بالعودة إلى البيت الأبيض، ومنح الجمهوريين السيطرة على الكونجرس".
ولفت إلى أن: "جو بايدن لم يتراجع عن أي معركة خاضها. أن ينظر بايدن إلى المشهد السياسي ويقرر أنه يجب أن يمرر الشعلة إلى مرشح جديد، هو بالتأكيد أحد أصعب القرارات في حياته، ولكني أعلم أنه لم يكن ليتخذ قراراً كذها إلا إذا كان يعتقد أنه القرار الصحيح لأميركا. إنه شهادة عن حب جو بايدن لبلده، ومثال تاريخي على موظف عام، وضع مصالح الشعب الأميركي قبل مستقبله، وسيتبعه القادة المستقبليون".