أقوى 10 مرات من الملصق: الفن الحقيقي يحفز الدماغ

time reading iconدقائق القراءة - 4
لوحة - رويترز
لوحة - رويترز
دبي-الشرق

وجد علماء مختصّون بالفن في هولندا، أن الأعمال الفنية الحقيقية الموجودة في المتحف، تحفّز الدماغ أقوى 10 مرّات من النظر إلى الملصقات المطبوعة، أو الصور المنقولة عن الأعمال الأصلية.

توصّلت الدراسة إلى ذلك الاستنتاج، عبر استخدام فحوصات تتبع العين والتصوير بالرنين المغناطيسي، على متطوّعين من أعمار مختلفة، وأظهرت "فرقاً هائلاً" بين الأعمال الأصلية والملصقات"، واستنتجت أنه "لا يوجد مثل الشيء الحقيقي على الإطلاق".

وكشفت الدراسة العصبية التي  أجريت في هولندا، بتكليف من متحف "موريتشهاوس" في لاهاي، موطن لوحة "الفتاة ذات القرط اللؤلؤي" لرسام العصر الذهبي الهولندي يوهانس فيرمير، ورصدت نشاط الدماغ للمتطوّعين الذين ينظرون إلى الأعمال الفنية الأصلية والنسخ، أن استجابة المتطوّعين العشرين كانت أقوى بعشر مرات عند النظر إلى المجموعة الأولى.

وقالت مارتين جوسيلينك، مديرة المتحف لصحيفة "الغارديان": "العامل 10 هو فرق هائل، وهذا ما يحدث عندما تنظر إلى نسخة طبق الأصل مقارنة بعمل حقيقي".

أضافت: "تصبح التجربة أكثر ثراءً عقلياً عندما ترى الأشياء، سواء كنت واعياً بها أم لا، لأنك تقوم بإنشاء اتصالات في دماغك".

وأكدت أنها كانت "مقتنعة بقوّة الواقع قبل الدراسة، لكنها أرادت أن تتحقّق من حدسها بشكل رسمي. نشعر جميعنا بالفرق، ولكن هل هو قابل للقياس، هل هو حقيقي؟ اليوم يمكننا أن نقول إن ذلك صحيح بالفعل".

وأوضح مارتن دي مونيك، أحد مؤسسي معهد أبحاث علم الأعصاب، الذي أجرى البحث مع مختصّين آخرين في طبّ الأعصاب، أن الدراسة تضمّنت عنصرين: إذ تمّ ربط المتطوّعين، الذين تتراوح أعمارهم بين 21 و65 عاماً بجهاز مسح الدماغ الكهربائي (EEG)، ومعدات تتبع العين، وطُلب منهم إلقاء نظرة على خمس لوحات في المتحف، فضلاً عن ملصقات نسخة عنها في متجر المتحف.

ونظر الباحثون أيضاً في تأثيرات صور الأعمال الحقيقية، مقابل النسخ التي يتم عرضها على نظارات المتطوّعين، داخل جهاز المسح الوظيفي بالرنين المغناطيسي بجامعة أمستردام.

واستنتج أنه "إذا كنت تريد أن تعرف ما يفكر فيه الناس، فمن الأفضل أن تقيسه بدلاً من أن تسألهم. كانت النتائج غير عادية."

وقال الباحثون إن الأعمال الفنية الحقيقية "أثارت استجابة إيجابية قوية في منطقة الطلل، وهي جزء من الدماغ مسؤول عن الوعي والتأمل الذاتي والذكريات الشخصية". 

قام البحث أيضاً بتحليل لوحة "الفتاة ذات القرط اللؤلؤي"، إذ اجتذب هذا العمل الشعبي الاهتمام العام، ولفت الأنظار فيما وصفه الباحثون بـ "حلقة الاهتمام المستمر"،  مثلث بين عين الفتاة وفمها وقرطها اللؤلؤي.

وقال إريك شيردر، أستاذ علم النفس العصبي السريري الذي تمّت دعوته للتعليق على النتائج، "إن الدراسة أكدت على أهمية الثقافة، فالدراسة توضح ما يفعله عقلك عندما ترى عملاً فنياً. إنها بيئة غنية تُحدث فرقاً حقيقياً وخصوصاً بالنسبة للأطفال في مرحلة النمو".

تصنيفات

قصص قد تهمك