
تعمل الفنانة الفلسطينية الشابة إيمان حمدية، على توثيق أكبر عدد من الزخارف الهندسية الإسلامية التي تزخر بها المواقع الدينية والتاريخية في مدينة القدس للحفاظ عليها وتعليمها للأجيال جديدة.
وافتتحت إيمان المتخصصة في فن الزخارف الإسلامية، السبت، معرضها الفني "ترس القدس" في "مركز يبوس الثقافي"، على بعد عدة أمتار من أسوار البلدة القديمة في المدينة المقدسة، وكان نتاج ورشة عمل استمرت 3 أشهر بمشاركة عدد من السيدات.
يضم المعرض العديد من اللوحات الفنية التي أعادت فيها المشاركات رسم مجموعة من الزخارف الهندسية الإسلامية في المسجد الأقصى، إضافة إلى توظيف هذه الزخارف في عمل لوحات فنية جديدة.
ويمكن لزائر المعرض الذي يستمر حتى نهاية يونيو الجاري، أن يشاهد مجموعة واسعة من الأعمال الفنية التي استُخدمت فيها الزخارف الإسلامية من السيراميك والخشب والجلد، إذ عملت المشاركات في الورشة على إنتاج مجموعة من الأواني المزخرفة وحقائب اليد وعلب الهدايا والألعاب والإكسسوارات.
إحياء التراث
وقالت إيمان وهي تستقبل زوار معرضها: "اخترنا عنوان المعرض (ترس القدس) ليحمل مدلولات ما هو معروض فيه، والترس يعني الدرع ويعني الحماية وفن الزخرفة الهندسية هو النجمة المتوسطة".
وأضافت: "نطمح أن نعيد الحياة إلى فن الزخرفة الإسلامية ليكون جزءاً من حياتنا في أشياء حولنا مهما كانت صغيرة".
وتابعت إيمان: "بدأنا نشهد إقبالاً على هذا الفن، وهناك طلب عليه سواء لاستخدامه في الفن المعماري أو في أشياء أخرى نستخدمها في الحياة اليومية"، موضحة أن هذا النوع من الفن "يحتاج إلى التركيز والصبر".
وقالت: "جزء مما تشاهدونه في المعرض هو توثيق لبعض الزخارف الهندسية الإسلامية على شبابيك المسجد الأقصى التي تعرض بعضها للكسر خلال المواجهات الأخيرة نتيجة قنابل الصوت والرصاص المطاطي".
وترى إيمان أن القدس بما فيها من المسجد الأقصى والعديد من المدارس الإسلامية والمراكز التاريخية بحاجة إلى جهد كبير وتعاون للعمل على توثيق ما هو موجود.
وقالت: "قريباً سنفتتح الباب لدراسة دبلوم في فن الزخرفة الإسلامية لمدة سنتين". وأضافت: "كما سيكون لدينا في القدس ستديو نعمل من خلاله على إنتاج الفن الزخرفي الإسلامي، وتدريب من يريد أن يتعلم هذا الفن".
"نقطة تحدث الفرق"
وذكرت إيمان أنها بدأت مشروعاً لتوثيق فن الزخارف الهندسية الإسلامية في المسجد الأقصى لإصداره في كتاب.
ومع افتتاح معرض "ترس القدس" يعود "مركز يبوس" لاستئناف أنشطته الثقافية بعد حوالي عام ونصف العام من التوقف بسبب جائحة كورونا.
وقالت رانيا إلياس، مديرة المركز، خلال كلمة في افتتاح المعرض: "يشرفنا أن نعود لنستقبل جمهورنا المقدسي ليكون معنا في برامجنا الثقافية التي نخصصها لخدمة القدس والحياة الثقافية فيها".
وأضافت: "لازم نستمر على الرغم من كل الظروف التي نعيشها في مدينة القدس، الثقافة تؤكد على هويتنا، على صمود الناس، وعلى حضورنا في هذه المدينة".