في ذكرى ميلاده.. محطات في حياة الروائي البريطاني جورج أورويل

time reading iconدقائق القراءة - 5
الروائي البريطاني جورج أورويل - entalfloss.com
الروائي البريطاني جورج أورويل - entalfloss.com
القاهرة-آلاء عثمان

"1984" كلاسيكية روائية خطها الكاتب والأديب البريطاني جورج أورويل، ونُشرت قبل عام واحد من رحيله في 1950 كخاتمة أيقونية لمشوار أدبي وإنساني طويل، إذ إن مسيرة أورويل الحافلة لا يمكن اختصارها في حدود الإنجاز الأدبي، بل تتشعب وتتمدد تاركة بعض فصولها في أراضي بورما الآسيوية وساحات الحرب الإسبانية الأهلية ثلاثينيات القرن الماضي. 

وفي ذكرى مولده في الـ25 من يونيو 1903 نسترجع بعض الأوجه الاستثنائية من شخصية الكاتب البريطاني الشهير. 

بلير وليس أورويل

في الأصل لم يكن أورويل، بل كان إريك آرثر بلير هو اسم الكاتب الحقيقي الذي اكتسبه عند الميلاد لأب يعمل في الخدمة المدينة البريطانية في الهند، فوفقاً لموقع Biography لم ينتقل الكاتب طفلاً إلى بريطانيا إلا بعد عامه الأول، وظل هناك رفقة والدته إلى أن أنهى والده خدمته ولحق بالأسرة عام 1912. 

أما عن أورويل، فهو اسم مستعار استخدمه الكاتب لاحقاً لنشر أعماله، وتحديداً كتاب "متشرداً في باريس ولندن" عام 1933، وتذكر الموسوعة البريطانية أن الاسم المستعار اقترن بصاحبه بشدة، حتى إن اسم "بلير" ظل مجهولاً فترة طويلة، خارج أوساط العائلة. 

ضابط في البداية

وكما لم يكن الكاتب الشهير "أورويل" في البداية، فإنه لم يستهل حياته كاتباً كذلك، بل ضابط شرطة، تحديداً يعمل رفقة شرطة الإمبراطورية الهندية على أراضي بورما التي أصبح اسمها ميانمار لاحقاً، إذ كانت آنذاك مستعمرة بريطانية، وحصل أورويل الشاب على وظيفته تلك بمجرد إنهاء دراسته في مدرسة إيتون كوليدج الداخلية وفقاً لـ"هيئة الإذاعة البريطانية". 

مع بداية خدمته عام 1922، بدأ وكأن أورويل ضابط مثالي، لكن التبرم سريعاً ما استحوذ على مزاج الشاب، فضلاً عن الشعور بالعار إزاء دوره كضابط استعماري، حيث بات يمكنه رصد مدى ضيق السكان المحليين من سلطات الاحتلال وفقاً للموسوعة البريطانية. 

في عام 1927 عاد أورويل لبريطانيا في عطلة، وفي العام التالي استقال نهائياً من الشرطة الإمبراطورية، لينتقل إلى مرحلة جديدة في حياته. 

تشرد اختياري

مدفوعاً بالشعور بالذنب، قرر أورويل بعد عودته إلى بريطانيا أن يتذوق من كأس مختلفة، فانتقل للعيش ضمن أحياء الفقراء في شرق لندن، واندمج في يوميات المهمشين وبين العمال والعاطلين والمتسولين وغيرهم، وفقاً للموسوعة البريطانية، حتى إنه انتقل لاحقاً لباريس، وعمل في عدد من الوظائف البسيطة كغسل الصحون في المطاعم.

لاحقاً خط الكاتب مُشاهداته عن المرحلة في كتاب "متشرداً في باريس ولندن" الذي حظي بتقدير أدبي مبدئي، لكن لنشره اضطر الكاتب إلى الاستعانة بالاسم المستعار للمرة الأولى كي لا تُسبب وقائع الكتاب التي شهدها بنفسه الإحراج لعائلته، كما ورد بموقع Biography. 

مقاتل عسكري 

وعلى الرغم من ممارسة أورويل للكتابة وإنتاجه للأعمال الأدبية في السنوات اللاحقة، إلا أنه لم ينصرف عن المشاركة فعلياً في خطوب العالم من حوله، حتى إنه انضم للقتال المشتعل في إسبانيا عام 1936 خلال الحرب الأهلية، وقاتل في صفوف الجمهوريين ضد قوات الجنرال فرانكو القومية، حسب هيئة الإذاعة البريطانية، كما أنه أُصيب أثناء القتال في حنجرته وذراعه واستغرق تعافيه أسابيع طويلة لم يتمكن من الحديث خلالها، كما ورد في موقع Biography.

لكنه في النهاية انسحب من المشهد العسكري، مدفوعاً بخوفه على حياته من القوات الشيوعية المحسوبة على الاتحاد السوفييتي، ولذا ظل طوال حياته مناهضا لما عُرف بالستالينية. 

الكاتب 

يعتقد البعض أن كتاب أورويل "الحنين إلى كاتالونيا" الذي نُشر عام 1939 يُعد من بين أفضل أعماله قاطبة، إذ يعبر من خلاله الكتاب عن تجاربه في ساحة القتال الإسبانية، إلا أن الكتاب لا يحظى بذات الشهرة التي حققتها آخر أعمال حياته، القصة السياسية مزرعة الحيوانات ورواية 1984 التي تستعرض رؤية مستقبلية سوداوية للدولة الشمولية. 

 على مدار حياته، قدم أورويل كذلك عدداً من الأعمال الأخرى التي عكست تجاربه الحياتية أو رؤاه السياسية، من الأناركية للاشتراكية، ومن بينها روايته الأولى "أيام بورمية" ورواية "ابنة القس". 

وسخَّر أرويل كتاباته لأغراض الصحافة والنقد في بعض المراحل من حياته كما عمل لفترة في مجال الدعاية الخاصة بهيئة الإذاعة البريطانية وعمل كذلك محرراً أدبياً.