مشروع "الألف باب".. رحلة جمالية في تاريخ أبواب القاهرة

time reading iconدقائق القراءة - 6
أبواب القاهرة المختلفة في فنونها وتنوعها تحكي تاريخاً من الجمال - مشروع الألف باب
أبواب القاهرة المختلفة في فنونها وتنوعها تحكي تاريخاً من الجمال - مشروع الألف باب
القاهرة-أماني السيد

ألقت الحقب التاريخية المتعاقبة على مصر بظلالها الأثرية على تصاميم البيوت وأبوابها، وهو ما جذب الشابة المصرية سارة خيري، خريجة كلية الهندسة جامعة عين شمس، لإطلاق مشروع "أبواب القاهرة"، لتوثيق جماليات الحرفيين المصريين خلال العصور الفنية المختلفة.

الفن القبطي والإسلامي ثم المملوكي والحديث، مدارس عدة يجمعها "مجمع الأديان" في منطقة مصر القديمة بالقاهرة، كانت السبب وراء إطلاق سارة لمشروعها الفني لتوثيق وإظهار الاختلافات والتقاربات التي تظهر جلية في حرفية أبواب تلك البيوت، والتي يعتبر كل واحد منها رمزاً لفترة زمنية معينة.

لكل باب حكاية

قالت سارة (24 عاماً): "فكرة المشروع وتوثيق جماليات فن وحرفية صانعي الأبواب، بدأت من مجمع الأديان، حين رأيت ذلك الباب الضخم، فتخيلت أنني أقف مكان شخص قوي اعتاد فتحه وغلقه، وقررت البحث وراء تاريخ ذلك الباب المنسي، وعرفت مدرسته الفنية وكيف تعاقبت المدارس المختلفة عليه. فاكتشفت أن لكل باب حكاية".

الانشغال بالدراسة لم يتح لها فرصة لتدشين المشروع في وقت سابق، لكنها بدأت في تنفيذ فكرتها مطلع عام 2019، وأجرت بشكل فعلي جولات ميدانية مخصصة لتصوير الأبواب في أغسطس من العام ذاته.

تشجيع زيارة الأماكن السياحية غير المشهورة كان الهدف من وراء مشروع "الألف باب"، وأكدت أن التنوع والاختلاف الكبير بين كل عصر تظهره براعة الصانعين، وتمنح كل باب طابعه الخاص.

أبواب القاهرة

بدأت سارة التصوير بالهاتف لتوثيق شكل وطراز "أبواب القاهرة"، وقررت تدشين صفحة على فيسبوك وإنستغرام لنشر صور 1000 باب مختلف ومتميز في أنحاء مصر.

ومع كل صورة تنشرها سارة، تكتب تعليقاً عن تاريخ الباب وعصره الفني ومدرسته المعمارية.

لقي مشروع توثيق جماليات الأبواب المختلفة الاهتمام في محافظات مصر، ورغب متابعو الصفحة على منصات التواصل في المشاركة في المشروع الفني. لتنشر الصفحة لاحقاً أبواباً من محافظات السويس وبورسعيد والإسماعيلية، ذات طرز معمارية مميزة، ومرفقة بالتواريخ والتعليقات على المدرسة الفنية التي صنعت تلك الأبواب.

جالت سارة في الكثير من المناطق القديمة بحي العباسية ومنطقة الحطابة بحي القلعة. وقالت: "في المرة الأولى التي ذهبت فيها إلى الحطابة، كنت مفتونة بوجود مثل هذه الأبواب الفريدة في تلك المنطقة المهملة، ما جعلني أتساءل عن قصة المكان، فعرفت أن الحطابة منطقة تاريخية غنية أُنشِئت بالقرب من قلعة صلاح الدين الأيوبي. لقد اكتشفتُ كنزاً من القصص الرائعة والتاريخ وراء كل مبنى هناك، لهذا السبب بالضبط بدأت مشروعي، لأخبر الناس عن الجمال الخفي لأماكن مختلفة في القاهرة حتى يتمكنوا من اكتشافه بأنفسهم".

رحلة الألف باب 

بلغ عدد الأبواب الموثقة بواسطة مشروع "أبواب القاهرة" حتى الآن نحو 200 باب، قبل أن يوقفه تفشي فيروس كورونا، والإجراءات المشددة التي اتخذتها السلطات المصرية، وما زالت سارة في طريقها لاستكمال الرحلة، ولكنها تفضل أن يتم التوثيق خلال الفترة المقبلة عبر الجولات الميدانية.

 

وقالت: "بحكم دراستي، يتضح الفرق في الشكل والطراز المعماري لكل باب باختلاف الحقبة الزمنية التي تم تصنيعه فيها، من العصر القبطي للإسلامي، وكذلك الحديث، فالأبواب الإسلامية تميزت بصنعها من الأخشاب والأرابيسك عن غيرها"، حسب وصفها.

نقل التوثيق من مواقع التواصل الاجتماعي إلى أرض الواقع هو الحلم الذي تتمنى سارة تحقيقه من خلال إقامة معرض يضم صور "أبواب القاهرة" وأجمل الأبواب التي تم تصويرها بالمحافظات، أما الخطوة المقبلة فتقول سارة إنها قد تصبح أكثر تخصصاً في أبواب كل محافظة أو دول أخرى، "رحلتي لا تزال طويلة".