"طبيب أرياف" لمحمد المنسي قنديل.. خيال يتقمص الواقع

time reading iconدقائق القراءة - 4
الروائي المصري محمد المنسي قنديل
الروائي المصري محمد المنسي قنديل
القاهرة-علا الساكت

تصدر نهاية الشهر الجاري، رواية "طبيب أرياف" للروائي المصري محمد المنسي قنديل، الذي يستكمل بها مشروعه الذي ابتدأه في رواية "انكسار الروح" (الصادرة عام 1988)، ويسرد من خلالها جزءاً من سيرته باعتباره طبيباً مصرياً في إحدى قرى الصعيد، بنهاية السبعينيات.

وقنديل هو ابن مدينة المحلة الكبرى، المدينة الصناعية التي تقع في غرب الدلتا، وتضم أكبر مصانع الغزل والنسيج المصرية. ومن هذه النقطة تحديداً ينطلق قنديل في حديثه مع "الشرق" عن عالم روايته الجديدة.

يقول: "أعرف أن كثيراً من أبناء جيلي كتبوا عن الريف، كتابات بارعة مثل خيري شلبي وسعيد الكفراوي، لكني أشعر بأنه لدي ما أكتبه، وسيكون مختلفاً، فأنا ابن مدينة صناعية، وتكويني مختلف عمن عاشوا في الريف أو ولدوا فيه".

وتدور أحداث الرواية في صعيد مصر داخل إحدى القرى الفقيرة، حيث عمل المنسي قنديل طبيباً فور تخرجه. في هذه القرية تعرّف قنديل إلى الصعيد البدائي الأعزل من كل مقومات الحياة المدنية، لكنه سرعان ما تمكن لتطويع تلك البدائية وجعلها عزلةً مكنته من نسج روايته وتفاصيلها.

و"طبيب أرياف" رواية ذات تفاصيل وملامح مختلفة عن روايته السابقة "الكتيبة السوداء" الصادرة في عام 2015، التي تتخذ من ساحة الحرب القائمة في المكسيك عام 1863 مسرحاً لأحداثها، بينما تدور أحداث روايته الجديدة في أروقة العيادة.

خيال يتقمص الواقع 

بعد تخرج المنسي في كلية طب المنصورة عام 1975، انخرط في حياته العملية التي بدأ أولى محطاتها في ريف محافظة المنيا لمدة عام ونصف العام، وفي هذه الجزئية تحديداً يلتقي الواقع بالخيال وتتقاطع أحداث الرواية المتخيلة مع أحداث الحياة الحقيقية للكاتب.

يقول قنديل: "أعتبر هذه الرواية جزءاً ثانياً من رواية (انكسار الروح) التي كانت تحكى عن طالب في كلية الطب يكافح حتى يتخرّج. وفي هذا الجزء أتناول رحلتي في عام التكليف، حيث يجب على كل طبيب أن يخدم في قرية صغيرة لمدة سنة على الأقل. كان المفترض أن أكتب هذه الرواية منذ 20 أو 30 سنة، لكن أخذتني تفاصيل الحياة".

ويضيف: "الرواية تجربة شخصية وعامة في الوقت نفسه، تجربتي وأنا طبيب صغير في وحدة ريفية في بلد على حافة الصحراء الغربية وشبه معزول عن العالم، وهي مشكلة عامة، لأنها تجسد مأزق العناية الصحية في مصر وقلة الإمكانات الطبية، تتقاطع فيها قصة حب، وقصة البحث عن المصائر الإنسانية".

لا يتوقف عن الكتابة

صدر لقنديل 5 مجموعات قصصية هي: "من قتل مريم الصافي؟" فاز عنها بجائزة الدولة التشجيعية، و"احتضار قط عجوز"، و"بيع نفس بشرية"، و"آدم من طين"، و"عشاء برفقة عائشة"، إضافة إلى كتاب في التاريخ بعنوان: "لحظة تاريخ.. 30 حكاية من الزمن العربي".

أما الروايات، فإلى جانب روايتي "انكسار الروح"، و"كتيبة سوداء"، هناك "قمر على سمرقند" الصادرة عام 2005، ورواية "يوم غائم في البر الغربي" الصادرة في 2009، والتي وصلت إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) في العام نفسه، إضافة إلى رواية "أنا عشقت" الصادرة في 2012.

ومن المقرر أن تصدر "طبيب أرياف" عن دار الشروق، بحسب البيان الصادر عن الدار عبر صفحتها على فيسبوك. وحظي نبأ توقيع عقد صدور روايته، حفاوة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي. 

يقول قنديل: "أعتبر أن منصات التواصل على الرغم من قسوتها في الحكم على كثير من الناس، كانت رفيقة بي طوال الوقت، وساعدت كتاباتي على الوصول إلى جيل الشباب. أنا أعتز بهذه الفئة من قرائي، فهم جيل واسع المعرفة ونهم للقراءة، كتّاباً وقراءً، ولديهم نوافذ كثيرة على العالم يستقون منها الفكر والمعرفة".