"وقفات متروّية".. فن معاصر بين جبال حتا الإماراتية

خمس حلقاتٍ معدنية حمراء، تتوزّع على مسارات المشي قرب بحيرة "ليم" في منطقة حتا، صمّمتها الفنانة الإماراتية شيخة المزروع، في أكبر تركيب فني مخصّص لموقع طبيعي في دبي، أطلقت عليه "وقفات متروّية".

دمجت الفنانة دوائرها المسطّحة مع التضاريس الجبلية وألوان الصخور المترسبة الحمراء والسمراء، بعد أن ثبّتتها على أرض الجبال الخشنة، بأسلوب جذّاب أظهر تفاعل الفن المعاصر مع طبيعة المنطقة، وما تمتاز به من إمكانات تاريخية وبيئية.

تمّت دعوة الفنانة شيخة المزروع لإنشاء العمل من قِبل هيئة الثقافة والفنون في دبي "دبي للثقافة"، بالتعاون مع اللجنة العليا للإشراف على تطوير منطقة حتا، وبتكليف من مؤسسة السركال للفنون، في إطار استراتيجية نشر الفن في الأماكن العامة، بهدف تحويل الإمارة إلى معرض عالمي مفتوح.

سنتان من العمل

استغرق العمل على المشروع عامين، كانت خلالها الفنانة تقوم برحلات منتظمة في الجبال مع شروق الشمس، تتأمل طبيعة المكان وتدقّ مسامير في الصخور، في كل موقع تراه مناسباً، ثم ترشّه بالأحمر، وتراقب المشهد من الأعلى  عبر طائرة "درون". من هنا جاء اسم مشروعها "وقفات متروّية".

تقول المزروع: "في جبال حتا أتوقف بتأنٍ، ليس للبحث عن إجابات، وإنما للسؤال عن مدى الحاجة إليها، فالأمر لا يتعلق بالتقدم أو الرجوع، وإنما بتقدير لحظات الهدوء التي تسود بين الجبال، حيث يمكن التأمّل في تفرّد المشهد الطبيعي الذي تتميّز به المنطقة".

أشرف على العمل القيّم الفني فيصل طبارة، العميد المشارك وأستاذ العمارة في الجامعة الأميركية بالشارقة، الذي تحدث عن أهمية الفن العام في علاقة أفراد المجتمع بمحيطهم.

وقال: "يعزّز الفن العام الإحساس بالمكان، ويسهم في تمكين أفراد المجتمع من فهم بيئتهم بدقة، كما يسهم هذا العمل تحديداً في سرد قصص حتا وبحيرة "ليم"، وتحفيز الجمهور على التأمل في تفاصيل المكان والتواصل معه".  

الفن العام والناس

وقالت هالة بدري، مدير عام "دبي للثقافة": "يمثّل "وقفات متروّية" إضافة جديدة لاستراتيجية الفن في الأماكن العامة في دبي، وتكمن أهميته في قدرته على إظهار ما تتمتع به منطقة حتا من تنوع طبيعي وثقافي وتاريخي، ما يتناغم مع أهداف الخطة الشاملة لتطوير منطقة حتا".

تُعرف الفنانة شيخة المزروع بأعمالها النحتية المبتكرة، وهي حاصلة على درجة الماجستير في الفنون الجميلة من كلية "تشيلسي" للفنون في لندن عام 2014، ونالت جائزة طلاب الماجستير المرموقة، وعُرضت أعمالها في العديد من المعارض البارزة، من بينها مركز جميل للفنون في دبي، ومهرجان "فريز للنحت" في لندن.