
"تعلم حب سيزان في مسقط رأسه المثالي".. شعار ترفعه مدينة آكس بروفانس الفرنسية، التي تحتفي هذا الصيف، بالفنان الشهير بول سيزان (1839-1906)، أحد أعظم الرسامين الفرنسيين، الملقب بأبو الرسم الحديث.
تبدأ الاحتفالات اعتباراً من يونيو، وتستمر حتى أكتوبر، تُخلّد خلالها المدينة إرث الفنان، بسلسلة من الفعاليات المرتبطة بإعادة افتتاح مسكنه، وهو قصر عائلي يعود للقرن الثامن عشر، وورشته الأخيرة "أتيليه دي لوف".
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إن حدث "سيزان 2025" جعل مدينة Aix-en-Provence، "واحدة من 52 وجهة سياحية لعام 2025، إذ سيجذب نحو 400 ألف زائر إضافي إليها، وستكون المواقع الرئيسة مفتوحة فقط للزيارات المصحوبة بمرشدين".
تعتبر مدينة آكس بروفانس في جنوب فرنسا، مثالية لاكتشاف بول سيزان، وهي المكان الذي جاء إليه العديد من الرسامين بحثاً عن هذا الضوء الشهير.
قضى الفنان معظم حياته في تلك المدينة التي ولد فيها، وتوفي فيها، وألهمته في معظم أعماله. وقال ذات مرّة، وهو يرسم بالقرب من بحيرة آنسي: "انتهى الأمر، عندما تولد هنا، لا شيء سيعني لك بعد الآن".
80 نسخة من الجبل
الرسام اشتهر بهوسه بجبل "سان فيكتوار" قرب مسقط رأسه، وأغوته الشمس المتنقلة على تلاله الجيرية، فرسم أكثر من 80 نسخة من الجبل. كما أذهل الجمهور بألوانه الجريئة وأشكاله الهندسية.
يقول برونو إيلي، مدير متحف "غرانيه"، الذي سيعرض أكبر مجموعة من أعمال سيزان ضمن معرض "سيزان 2025": "يستغرق الإعجاب بسيزان وقتاً، لأنه أكثر تعقيداً مما نتصوّر".
وكانت مدينة آكس بروفانس استحدثت تطبيقاً رقمياً بعنوان "على خطى سيزان"، وهو عبارة عن جولة سَير ذاتية، تشمل زيارات أماكن عدّة ترتبط بالفنان، مثل كاتدرائية "سان سوفور" الفخمة، التي استغرق بناؤها سبعة قرون، حيث كان سيزان يحضر قداس الأحد فيها، تليها على بُعد مبانٍ عدّة، آخر شقة لسيزان، ثم أطلال قصر كونتال الذي يعود للقرن الثالث عشر، وكنيسة مادلين حيث تمّ تعميد الفنان.
تُعدّ مدينة آكس آن بروفانس القديمة، من أجمل مدن فرنسا، بشوارعها المرصوفة بالحصى، وواجهاتها الأنيقة، وشرفاتها المشمسة. تُذكّر مئات النوافير المتدفقة بتأسيسها كمستعمرة رومانية، ويعود تاريخ العديد من المباني المحفوظة بعناية إلى العصور الوسطى، وعهد آكس كعاصمة لبروفانس.
ازدهرت المدينة في العصور الوسطى، وأصبحت مركزاً للفنون والعدالة والتعليم، مع تأسيس جامعتها التي لا تزال تعمل منذ عام 1409.