إسرائيل تقتل فنانين فلسطينيين في غارة على مقهى للصحفيين

time reading iconدقائق القراءة - 5
الفنانان الفلسطينيان الراحلان فرانس السالمي وإسماعيل بو حطب - francalsalmi/ismailabuhatab/Instagram
الفنانان الفلسطينيان الراحلان فرانس السالمي وإسماعيل بو حطب - francalsalmi/ismailabuhatab/Instagram
دبي-الشرق

أدى القصف الإسرائيلي المباغت على استراحة شاطىء غزة، الاثنين، إلى مقتل الفنانة التشكيلية الفلسطينية آمنة السالمي (36 عاماً)، والمخرج الفني والمصوّر إسماعيل أبو حطب (32 عاماً)، وذلك من بين 30 شخصاً على الأقل قتلتهم إسرائيل في غارة على مقهى "البقعة".

وكان المقهى تحوّل خلال حرب غزة، إلى ملتقى للصحفيين والفنانين والناشطين، إذ كان يوفّر خدمات الإنترنت وخدمات الشحن وغيره.

الفنانة السالمي المعروفة باسم "فرانس"، والمخرج أبو حطب كانا صديقان مقربان، وكانا في ذلك اليوم يلتقيان بزملاء وأصدقاء في المقهى عندما وقعت الغارة.

آخر أعمال الفنانة فرانس على إنستغرام، نشرتها قبل عشرة أيام من مقتلها، لوحة تصوّر 3 نساء قتيلات، يغطي أجسادهن اللون الأحمر المنثور مثل الرذاذ. وكتبت تعليقاً: "دم الشهيدة، دم معطّر بالهيل".

بعد وفاتها، شارك أصدقاؤها وآخرون على الإنترنت صورة لجثتها الملطّخة بالدماء، إلى جانب العمل الفني، ما أثار تشابهاً مخيفاً بين جثتها واللوحة.

شقيق الفنانة الضحية

رفيق السالمي، الشقيق الأصغر للفنانة فرانس، وهو فنان أيضاً، تحدث من بلجيكا لموقع "The Art Newspaper" قائلاً: كنت على اتصال بشقيقتي قبل ساعة تقريباً من مقتلها، اطمأنت عليّ وكتبت لي عن معاناتها قائلة: "قد تكون الحياة قاسية، فهي تضعنا في مواقف تجعلنا ندرك مدى ضعفنا عندما نكون بمفردنا، وكم نستمدّ القوة من أحبائنا".

يقول السالمي إن شقيقته "كانت تأمل في مغادرة غزة ومواصلة دراستها". يضيف: "أريد أن يعرف العالم أنها أحبت كل شيء جميل، وأنها أحبت الحياة، وأرادت أن تعيش لتبدع. أريد أن يعرف العالم أنها كانت تطمح أن تصبح فنانة لامعة".

فرانس هي واحدة من عشرة أشقاء، تخرّجت بامتياز في التصوير الفوتوجرافي من جامعة الأقصى بغزة، وقضت حياتها المهنية في الرسم والجداريات والنحت والفن الرقمي. 

شاركت في معرض "إلتقا"، وكتبت عن مشاركتها في كتيب المعرض: "ربما لم تكن تجربتي الأولى، لكنها كانت التجربة التي فهمتها بعمق. أحاول الآن تجسيد هويتي الفنية ضمن دائرة الفنون المعاصرة".

واجهت فرانس صعوبات عدّة خلال الحرب، من بينها وفاة والدها في ديسمبر 2023، بسبب نقص الرعاية الطبية، وإصابة شقيقها الشديدة في العمود الفقري بسبب الشظايا. 

عملت مع العديد من المنظمات الخيرية والثقافية، وأشرفت على ورش عمل وفعاليات للأطفال لمساعدتهم على التكيّف مع الصراع الدائر. 

يقول شقيقها: "أحبها كثيراً، وآمل أن يعود الزمن لأتحدث معها، لأني لا أستطيع العيش من دون أن أسمعها وهي تطمئن عليّ".

المخرج الشاب

إسماعيل أبو حطب، هو خريج كلية العلوم التطبيقية في غزة عام 2014،  حاصل على بكالوريوس في الآداب. واصل عمله طيلة الحرب، على الرغم من إصابته بجروح بالغة في هجوم إسرائيلي، أثناء تصويره فيلماً وثائقياً عن النضال الفلسطيني.

وعلى الرغم من إصاباته وعدم كفاية العلاج الطبي، الذي جعله يعاني من محدودية الحركة لمدة عام، واصل أبو حطب تصوير الحرب وعرض أعماله. 

يقول زميل له للموقع نفسه: "كان دائماً الوجه المتفائل في قلب كل مشهد مأساوي، مصوّر صحفي ومخرج قوي، طيب القلب ومجتهد، أراد فقط أن يُظهر للعالم الصورة الحقيقية للحرب في غزة، وكيف أن شعبه يحب الحياة، ويصرّ على العيش بكرامة وأمل، حتى تحت الحصار".

في مايو، عُرضت أعماله في معرض "ما هو الوطن" في "هاي ماركت هاوس" في شيكاغو، وفي معرض "غزة: ضد المحو" في معرض "باين شوغر" في ريفرسايد، كاليفورنيا. 

كما عُرضت سلسلة من صوره في الدورة الرابعة من مهرجان برشلونة الدولي للتصوير الفوتوجرافي، حول حقوق الإنسان والعدالة العالمية، الذي عُقد في الفترة من 10 ديسمبر 2024 إلى 10 يناير 2025.

أسس أبو حطب أيضًا منصّة "باي با"، وهي مخصّصة للمبدعين الفلسطينيين لسرد قصصهم.

تصنيفات

قصص قد تهمك