
بعد قرن من التخزين، يعرض قصر بلينهايم الفخم في بريطانيا، الذي يعود تاريخه إلى القرن الثامن عشر، لوحة نسيجية نادرة، تجسّد انتصارات الإسكندر الأكبر العسكرية في معركة أربيل، التي تعدّ نقطة تحوّل رئيسة في التاريخ القديم.
وقعت معركة "أربيلا" عام 331 قبل الميلاد، بين الجيش المقدوني بقيادة الإسكندر الأكبر، والجيش الفارسي بقيادة الملك داريوس الثالث. دارت المعركة في قرية غوغاميلا، وهي قرية تقع حالياً في مدينة أربيل في كردستان العراق. انتصر الإسكندر، مُحكماً سيطرته على الإمبراطورية الأخمينية (المعروفة أيضاً باسم الإمبراطورية الفارسية الأولى).
تعدّ هذه اللوحة النسيجية جزءاً من سلسلة "قصة الإسكندر الأكبر"، التي تمّ تكليف دوق مارلبورو الأوّل بصنعها عام 1707. نسجها الفلمنكي جودوكوس دي فوس من القرن الثامن عشر، وصمّمها الفنان الفرنسي تشارلز لو برون، وتركز على حياة الملك المقدوني والقائد العسكري الإسكندر الأكبر وانتصاراته العسكرية.
ساهم ترميم اللوحة أوائل القرن الحادي والعشرين، في إتاحة الفرصة للزوّار للاستمتاع ببراعة صناعتها وتفاصيلها الفنية الدقيقة.
تقول كارمن ألفاريز، مديرة المجموعات والترميم في قصر بلينهايم، لصحيفة "The Art Newspaer": "تمّ ترميم هذه القطعة الجدارية في أوائل القرن الحادي والعشرين. لا توجد لدينا أي سجلات تشير إلى عرضها منذ ترميمها، لذلك قررنا عرضها أمام ضيوفنا لرؤية هذه القطعة الجميلة عن قرب، والتمعّن في تفاصيلها، والاستمتاع ببراعة النساجين الفلمنكيين في القرن الثامن عشر".
تمّ إدراج قصر بلينهايم في قائمة اليونسكو للتراث العالمي عام 1987. وبحسب اليونسكو فإن القصر "بناه الشعب تكريماً لأحد أبطاله وهو بلينهايم، وقبل كل شيء، هو منزل أحد الأرستقراطيين الإنجليز، دوق مارلبورو الأوّل، الذي كان أيضاً أميراً للإمبراطورية الرومانية المقدسة الجرمانية".
وأشارت اليونسكو إلى أن القصر "نموذجي للمساكن الأميرية الأوروبية في القرن الثامن عشر، وغيرها من مواقع التراث العالمي، مثل قلاع أوغسطسبورغ وفالكنلوست في برول بالقرب من كولونيا".