
رحل الروائي والمسرحي التشيكي إيفان كليما، أحد أبرز الكُتّاب في النصف الثاني من القرن العشرين، السبت، عن عمر ناهز 94 عاماً.
وقال ابنه ميخال كليما: "توفي والدي الكاتب إيفان كليما في وقت مبكر اليوم في منزله محاطاً بعائلته بعد مرض طويل".
ونعت وزارة الثقافة التشيكية الأديب الراحل على موقع (X) مستعيدة إحدى عبارات كليما: "الانتظار يعني التطلع إلى الأمام. ما دام لديك من تتطلع إليه، فالحياة لها معنى".
عارض كليما الأنظمة الشمولية والأحزاب الديكتاتورية، بعد أن أمضى خلال الحرب العالمية الثانية نحو ثلاث سنوات في معسكر اعتقال تيريزين. ولأن والده كان مسؤولاً عن إدارة الكهرباء في المعسكر، نجا من المجازر النازية، وتم إعفاؤه من النقل إلى معسكرات الإبادة.
ولد إيفان كليما في سبتمبر 1931 في براغ. بعد الحرب درس العلوم السياسية والاقتصادية، وتخرّج لاحقاً في اللغة والأدب التشيكي من كلية الآداب في براغ. ثم عمل محرراً لمجلة "كفيتي". بين عامي 1963 و1969 شغل الراحل منصب نائب رئيس تحرير "الرواية الأدبية".
انضم إلى الحزب الشيوعي عام 1953، ثم جرى فصله من الحزب بعد انتقادات علنية وجّهها في مؤتمر الكُتّاب الرابع عام 1967. عاد إلى الحزب في أواخر الستينيات قبل أن يُفصل نهائياً عام 1970.
في الحقبة التالية، وحتى سقوط النظام الاشتراكي، لم يتمكن من النشر إلا في الخارج أو في الصحف المحلية. ساهم بشكل كبير في نشأة هذه الصحف ووجودها.
منعت السلطة الحاكمة كتاباته، بعد أن قضى غزو عسكري بقيادة السوفييت عام 1968، على الإصلاحات الليبرالية لحكومة ألكسندر دوبتشيك، وأنهى حقبة أكثر ليبرالية عُرفت بـ"ربيع براغ".
صرّح كليما للإذاعة التشيكية العامة عام 2010 عن مذكراته المؤلفة من مجلدين بعنوان "قرني المجنون" التي فازت بجائزة "ماغنيسيا ليتيرا": "إن جنون القرن العشرين الذي أكتب عنه يتعلق بالأيديولوجيات الشمولية التي كانت مسؤولة عن جرائم لا تُصدق".
بعد الثورة، أصدر كليما العديد من القصص والروايات والمسرحيات، أبرزها "حب وقمامة"، التي تناول فيها سيرته من خلال كاتب يصبح عامل تنظيف بعد أن تمّ القضاء على "ربيع براغ" عام 1968. كذلك رواية "لا قديسون ولا ملائكة" و "في انتظار العتمة، في انتظار النور"، و"حرفي الذهبي"، إضافة إلى كتاب "روح براغ ومقالات أُخرى".
عام 2002 منحه الرئيس فاتسلاف هافل وسام الاستحقاق لجمهورية التشيك، كما نال جائزة فرانز كافكا في العام نفسه، تقديراً لإسهامه الكبير في الأدب التشيكي والعالمي.