من أم كلثوم إلى فيروز وداليدا.. متحف سرسق يحتفي بـ"ديفاز" العرب

time reading iconدقائق القراءة - 7
ملصق المعرض الديفاز في متحف سرسق - sursock.museum
ملصق المعرض الديفاز في متحف سرسق - sursock.museum
دبي-الشرق

بعد نجاحه في باريس وأمستردام وعمّان، يحط معرض "ديفا: من أم كلثوم إلى فيروز إلى داليدا"، الذي ينظمه معهد العالم العربي، في متحف سرسق في بيروت.

ينطلق المعرض المتعدّد الوسائط، الجمعة في 17 أكتوبر، ويكرّم إرث أشهر نجمات العالم العربي، مــن أم كلثــوم إلى وردة الجزائريــة، ومــن أســمهان إلى فيروز، ومــن ليلــى مــراد إلى ســامية جمــال، مــروراً بســعاد حــسني وصبــاح وداليــدا.

وقالت مديرة متحف سرسق كارينا الحلو: "في ستينيات القرن الماضي، كانت بيروت إضافة إلى القاهرة، عاصمة للموسيقى العربية. هنا لعبت مطربات نجمات مثل "كوكب الشرق" أم كلثوم، التي قدّمت أداءً لا يُنسى في مهرجان بعلبك. كذلك فيروز "سفيرة لبنان الى النجوم" التي لاقت شهرة عالمية. ووردة وأسمهان وكلاهما من أصل لبناني، دوراً حاسماً في تشكيل الموسيقى العربية الحديثة ودفعها إلى الواجهة على المستوى العالمي". 

وأكدت أنه "لطالما أثبتت بيروت استمرارية حيويتها الثقافية رغم الصراعات التي عصفت بها، من خلال الموسيقى والمسرح والمهرجانات. ويعكس هذا المعرض ذكريات الماضي المجيد، ويؤكد في الوقت نفسه على التراث الحي الذي لا يزال مصدر إلهام ويستحق الالتفات إليه من جديد".

يطمــح المعــرض إلى أخــذ الجمهــور نحو فــن هــؤلاء المطربــات والممثلات والراقصات الأسطوريات، اللواتي يمثّلن رمــوزاً خلدهــا الزمــن، ونســوة تمتعــن بصلابــة العزيمــة.

هكــذا يســلط المعــرض الضــوء علــى التاريــخ الاجتماعــي للمــرأة العربيــة، من خلال هؤلاء النجمات، وولادة النســوية داخــل هــذه المجتمعــات، وعلــى دورهــن في الدفــاع عــن القوميــة العربيــة والنضــال مــن أجــل الاســتقلال.

نجمات بين القاهرة وبيروت

يختلف معرض "ديفاز" البيروتي عن سابقاته في باريس وأمستردام وعمّان، بطريقة العرض وإضافة مساحات أرشيفية وأزياء وأفلام فيديو وصور فوتوغرافية.

في الركن الخاص بالديفا اللبنانية فيروز، ينفرد متحف سرسق بعرض فساتين ارتدتها "جارة القمر" في مسرحية "قصيدة حب"، في مهرجانات بعلبك الدولية عام 1973. للمصمّم اللبناني الأرمني جان بيير ديليفر، أحد أبرز الأسماء التي صاغت صورة فيروز على المسرح في السبعينيات.

 كثيراً ما استلهم المصمّم الزخارف البدوية التي تعكس موضوعات أغنيات فيروز. وكان يؤمن بأن الموضة حوار بين الشرق والغرب، ومزج تقنيات الخياطة الأوروبية بالقصّات الشرقية.

ومن الأزياء الى الفيديوهات النادرة الخاصة بالسيّدة فيروز في أميركا الجنوبية، يعرض متحف سرسق لقطات من استعدادات جولتها في ريو دي جانيرو عام 1961، إضافة الى فيديو آخر  مقتطف من فيلم وثائقي عن جولة الولايات المتحدة الأميركية عام 1972، من إنتاج باركر وشركاه.

 وفي هذا الركن، تُعرض صوراً نادرة من حياة "سفيرة النجوم" الخاصة، العائلية والمهنية، استعارها المتحف من أرشيف منجد الشريف ابن المخرج الراحل صبري الشريف.

ومن أرشيف تلفزيون لبنان، يعرض "سرسق" فيديو كليب أغنية "بكرم اللولو" من غناء فيروز عام 1966. سُجِّل في استوديوهات التلفزيون الوطني اللبناني، ضمن برنامج "ضيعة الأغاني" . 

شحرورة لبنان

وفي ركن "الصبوحة" التي تميزّت بأناقتها وجرأة أثوابها المُبهرة، وفساتينها ذات الهوية العربية، ينفرد متحف سرسق بعرض صور وفساتين "الشحرورة" من تصميم وليام خوري (1946-2016). 

على مدار صداقتهما الطويلة، صمّم خوري لصباح نحو 400 فستان، من عروض مهرجان بعلبك إلى مسرحيات كازينو لبنان الموسيقية والحفلات الموسيقية العالمية. أصبحت إبداعاته جزءًا لا يتجزأ من صورتها المشرقة.  حظي خوري بتقدير دولي، وقدم عروضاً في جميع أنحاء أوروبا والأميركيتين وأفريقيا والخليج، وحصل على جوائز في كان وباريس. 

بدأت بابو لحود سعادة مسيرتها في عالم الأزياء عام 1965 بتصميم الملابس المسرحية، بتشجيع من شقيقها روميو، المخرج والمؤلف المسرحي المعروف. وألبست نجمات بارزات مثل سلوى وفيروز وصباح.

وعلى مر السنين، صمّمت أزياء 62 عرضاً مسرحياً وغنائياً وراقصاً، بينها 12 مهرجاناً دولياً، متعاونة مع أسماء كبيرة مثل روميو لحود، والأخوين رحباني، وريمون جبارة وغيرهم. كما صمّمت أزياء للفرقة الوطنية الليبية وللفرقة الملكية الأردنية خلال الذكرى الأربعين واليوبيل الفضي للملك حسين.

فنانون معاصرون

أما في ركن الفنانين المعاصرين، فسيحظى رواد المعرض بفرصة مشاهدة فيلم "اختفاءات سعاد حسني الثلاثة" للمخرجة اللبنانية رانيا اسطفان. لقّبت سعاد حسني ب "سندريلا الشاشة العربية"، عبر مسيرة فنية استثنائية امتدت من ستينيات حتى تسعينيات القرن العشرين، مثّلت خلالها في أكثر من 80 فيلماً جسّدت فيها تناقضات المرأة العربية الحديثة.

كما يخصّص المتحف مساحة لعرض لوحتين للفنان التشكيلي المصري شانت أفيديسيان (1951-2018). الأولى هي عبارة عن بورتريه للمثلة سعاد حسني (من مجموعة رانيا اسطفان) وآخر لكوكب الشرق أم كلثوم (من مجموعة كارلا وكارلوس غصن).

يُعرف الفنان المصري الأرمني شانت أﭬيديسيان بسلسلة "أيقونات النيل"، التي أعاد فيها تصوّر الشخصيات الشهيرة في العصر الذهبي لمصر من خلال أنماط زخرفية وألوان جريئة. 

ويقدّم المصوّر الفوتوغرافي والمخرج اللبناني محمد عبدوني، عملاً بعنوان "ديفا في دور صباح" (2023). عُرفت صباح "شحرورة لبنان" كأيقونة للموضة، صُممت صورتها باستمرار بمساعدة مصفّفي الشعر وخبراء التجميل من مجتمع الميم.

وتقدّم الفنانة التشكيلية والكاتبة اللبنانية لمياء زيادة، تجهيزاً فنياً بعنوان "يا ليل يا عين"، مستوحى من روايتها المصّورة التي تحمل العنوان نفسه، الصادرة في 2015. ولمياء زيادة فنانة وكاتبة لبنانية مقيمة في باريس، تجمع أعمالها بين الذاكرة الجماعية والتجربة الشخصية.

 في روايتها المصوّرة "يا ليل يا عين"، تتبّعت سِيَر عدد من نجمات عربيات بارزات مثل أسمهان، أم كلثوم، فيروز، صباح، ليلى مراد وغيرهن، إلى جانب الشعراء والسياسيين والشخصيات الثقافية. كما ترسم مسار ازدهار الموسيقى والسينما العربية في عصرها الذهبي، وتروي قصة النضال ضد الاستعمار في الشرق الاوسط.

تحية من إيلي صعب

حياة النجمات ونجاحاتهنّ لا تكتمل من دون الأناقة والإبهار والألوان والأزياء، التي صمّمها مبدعون مثل اللبناني العالمي إيلي صعب، الذي قرر تقديم فيديو قصير "تحية الى الديفا" من إنتاج وإخراج إيلي فهد. 

يقدّم إيلي صعب تحية شخصية وصادقة إلى أيقونات خالدات، شكّلن بجمالهنّ وحضورهنّ وأناقتـهنّ جوهر حقبة بكاملها. فمنذ بداياته الأولى، أسرته هؤلاء النساء المتألّقات وألهمن أحلامه الإبداعية. أصواتهن، وجمالهن، وقوتهن شكّلت روح زمن كامل.

تصنيفات

قصص قد تهمك