"فلسطين من الأعلى".. معرض يؤرخ لدور التصوير الجوي في خدمة الاحتلال

time reading iconدقائق القراءة - 4
شعار معرض "فلسطين من الأعلى" للصور - facebook/QattanFoundation
شعار معرض "فلسطين من الأعلى" للصور - facebook/QattanFoundation
رام الله -رويترز

يستخدم المعرض التاريخي "فلسطين من الأعلى" مجموعة من المواد الأرشيفية والفنون البصرية، في محاولة لفهم دور التصوير الجوي في خدمة الاحتلال البريطاني ثم الإسرائيلي، وسيطرته على الأراضي الفلسطينية.

ويضم المعرض الذي افتتح مساء السبت، ويستمر حتى 15 ديسمبر المقبل، في مؤسسة عبد المحسن القطان في رام الله، 58 مادة أرشيفية، بالإضافة لأعمال فنية قسمت إلى أربعة أقسام، منها ما يتيح للجمهور التفاعل معها، سواء من خلال لوحة مفاتيح الحاسوب، أو النظر من خلال المجهر أو الاستماع، إضافة إلى مشاهدة الأفلام والرسومات والمنحوتات.

وقال يزيد عناني، وهو أحد القائمين على المعرض: "يصعب في بعض الأحيان إخراج المعارض التاريخية، تحديداً إذا كانت كلها نصوص، فهي بحاجة معالجة بالمواد البصرية، من أجل أن يشاهدها الناس ويتفاعلون معها".

 مشروع بحثي

يأخذ المعرض الزائرين في رحلة عبر الماضي، من خلال صور جوية قديمة وخرائط عن فلسطين، وما كان فيها من موانئ ومطار وسكك حديد تربطها بالعالم الخارجي.

وأوضح عناني أن تجهيز المعرض استمر قرابة عام ونصف العام، بمشاركة عدد كبير من الباحثين والفنانين.

ولفت إلى أن المعرض جزء من مشروع بحثي، تم خلاله إنتاج عدَدَين من مجلة "فصلية القدس"، بالتعاون مع مؤسسة الدراسات الفلسطينية، إضافة إلى تنظيم العديد من الندوات واللقاءات حول موضوع التصوير الجوي، وكيفية توظيف الاستعمار له للسيطرة على الأرض.

وحصلت مؤسسة عبد المحسن القطان على المواد الأرشيفية في المعرض من العديد من المصادر، من بينها مؤسسات تركية، منها المتحف العسكري في إسطنبول، ومكتبة أتاتورك، والنصب التذكاري الأسترالي للحرب، والمكتبة الوطنية الأسترالية، ومكتبات الجامعة العبرية، وأرشيف دولة إسرائيل، والأرشيف الوطني للمملكة المتحدة، وأرشيف مقاطعة بافاريا، وأرشيف مكتبة الكونجرس الأميركي.

وجاء في بيان حول المعرض: "شكّل مشهد فلسطين من السماء، تاريخياً، جزءاً من حرب استعمارية واضحة شُنت باستخدام أحدث أشكال تكنولوجيا التصوير، ورسم الخرائط، والاستشعار عن بُعد، والرصد، التي رافقت تحركات الجيوش على الأرض، وهدفت إلى الهيمنة على المنطقة والسيطرة عليها".

وأضاف البيان: "في الأزمان المعاصرة، تحوّل هذا المنظور إلى تكنولوجيا أمنية معقدة، ووسيلة من وسائل الردع".

وقال عناني: "لم يكن هدف المعرض فقط أن نرى فلسطين من العين الاستعمارية؛ لأنه كان يمتلك هذه التكنولوجيا، والتي كما تلاحظ أنه لا وجود للإنسان في هذه الصور، وإنما يقدمها على أنها أرض فارغة".

وأضاف: "إنما قررنا عمل أشياء من الأرض وشرح كيف استخدمها الاستعمار، سواء البريطاني أو الإسرائيلي، في إعادة تغيير المشهد الفلسطيني وكثير من المعالم فيه".

وأوضح عناني أن المعرض يتضمن مقارنات بين رسومات لفنانين مستشرقين، كان بعضهم يحاول تقديم فلسطين على أنها أرض خالية من السكان، وبين فنانين قدموا رسومات تعكس حقيقة ما كان موجوداً على الأرض.

أعمال وأسماء 

ويمكن لزائر المعرض أن يقرأ نصوصاً من مذكرات التربوي الفلسطيني خليل السكاكيني، المولود في القدس عام 1878، عند احتلال مدينة القدس عام 1917، من قبل الجنرال البريطاني إدموند ألينبي.

ويحتوي المعرض على أعمال فنية لكل من آندرو ييب، وجاك برسكيان، وجمعية دار للتخطيط المعماري والفني (ساندي هلال وأليساندرو بيتي)، وجيان سبينا، وخالد جرار، وخالد حوراني، ورواق مركز المعمار الشعبي (مهند يعقوبي)، وسوليداد سلامة، وصوفي إرنست، وصوفي حلبي، وعامر شوملي، وضياء العزة، ونداء سنقرط.

كما يتضمن المعرض أفلاماً لكل من الأخوين لوميير، ووكالة الاستقصاء المعماري، وآيرين أنسطاس ورينيه جابري، وبيير باولو بازوليني، وديما أبو غوش، ورائد الحلو (روزا لوكسمبورج)، ورانيا أسطفان، وكمال الجعفري، ومشروع كامب (شاينا أناند، وأشوك سوكوماران، ونِدا غوص)، وناهد عواد، ونداء سنقرط.

ويضم المعرض أعمالاً فنية وتذكارات من مجموعة النحات فوزي نسطاس ومجموعة جورج الأعمى.

اقرأ أيضاً: