وزير الثقافة العراقي: الثقافة مصدر شرعية الدول

time reading iconدقائق القراءة - 4
وزير الثقافة العراقي الدكتور حسن ناظم أثناء لقائه في معرض الرياض الدولي للكتاب - srmg/home
وزير الثقافة العراقي الدكتور حسن ناظم أثناء لقائه في معرض الرياض الدولي للكتاب - srmg/home
الرياض - حسن رحماني

بدأ البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض الرياض الدولي للكتاب، السبت، فعالياته بلقاء وزير الثقافة والسياحة والآثار العراقي الدكتور حسن ناظم، إذ يحتفي المعرض بدولة العراق كضيف شرف لهذه النسخة من المعرض عبر سلسلة من الندوات والأمسيات الشعرية المختلفة التي تتناول رموز الثقافة والأدب في العراق.

واستهل ناظم لقاءه الذي عقد تحت عنوان: "الثقافة وبناء الدولة" بالحديث عن تاريخ العراق السياسي والاجتماعي وأثر غياب الثقافة.

واعتبر أن غياب الثقافة والفكر من أهم التحديات التي تواجه الدول لأن غياب الثقافة يجعل الدول حكراً على فئات معنية وهو ما يجعلها تقوم على فكر استعماري، مشيراً إلى أن دور الثقافة المتمثل في وزارات الثقافة للدول يعد من أهم الأدوار التي تسهم في بناء الدول.

وقال وزير الثقافة العراقي إن الدول تقوم على شرعية القوة وشرعية الإقناع، لكن مسيرة العراق خاصة بعد 2003 لم تركن إلى شرعية الإقناع أبداً بل إلى شرعية القوة، واصفاً إياه بالمسار "الأعرج"، معتبراً أن "الشرعية تخلقها الثقافة في الدول، وكل دولة بلا شرعية لا أفق لها للاستمرار".

وأضاف: "لهذه الأسباب لاقى العراق صعوبات قد تنضوي تحت عدة ذرائع من ضمنها الوعي السياسي والصراعات السياسية، وحقبة الاحتلال، وموجة الإرهاب التي ضربت العراق، ولذلك تغلبت شرعية القوة على شرعية الإقناع".

وأشار ناظم إلى أن العراق تأثر بمشاركة الثقافة في بناء الدولة، منذ الحدود التي رسمها الاستعمار إبان اتفاقية "سايكس بيكو"، ثم عهد الملكية في حقبة فيصل الأول، وبعدها عهد الجمهوريات .

 "أعراق" العراق

وتحدّث الوزير العراقي عن ذكرى مرور 100 عام على تأسيس الدولة العراقية، موضحاً أن كل محاولات تأسيس الدولة في الحقبتين الملكية والجمهورية حاولت طمس هويات العراقيين من خلال برامج بناء الدولة تحت اسم الهوية الموحدة؛ لأن كل من حاول جمع الناس على هوية واحدة فشل لأن الناس ظلت منكفئة على خصوصياتها العرقية والمذهبية والدينية.

وأضاف: "محاولاتنا منذ 100 عام لبناء دولة على هوية واحدة جامعة لم تتحقق؛ لأن العراق أعراق وهذا التناغم اللفظي له خصوصية، فبلدنا بلد حضارات ولغات وألسن، وأي طمس لهذا التنوع ينذر بفشل مهما استخدمت القوة لإثباته".

واعتبر أن العراق ليس بحاجة لإعادة التاريخ لبناء دولة، فهناك دولة بنت هويات عظيمة على أساس التفكير في الحاضر والمستقبل، مستشهداً بالولايات المتحدة الأميركية.

وقال إن "المجتمع المتعدد ليس بحاجة إلى إعادة كتابة تاريخ حضارات قديمة يعيده آلاف السنين ليصوغ له هوية قديمة"، لافتاً إلى أن "هذا المشروع انتهى في عام 2003 (تاريخ غزو العراق)".

ورأى أن المشكلة الحقيقية في قراءة التاريخ هي الغايات الميتافيزيقية التي تتحكم بها، وتابع موضحاً: "تجدنا نبحث عن حقيقة خالصة ندافع عنها ونطمس هويات الآخرين من أجلها بل قد نموت في سبيلها لأنها في تصورنا حقيقة خالصة ونريد إثباتها ولذلك أدخلتنا في حروب أهلية ومشاكل، وهي في ظني ترتفع لدرجة المرض، وأحد أعمدة بناء الدولة هو الشفاء من مرض القراءة الميتافيزيقية للتاريخ".

مبدعو العراق

ورداً على سؤال بشأن غياب رموز الفكر والأدب العراقي من أمثال عالم الاجتماع الدكتور علي الوردي، والزهاوي، ونازك الملائكة، والبياتي، والرصافي، وغيرهم عن المعرض وعن التكريم أسوة بالأسماء الكبيرة المطروحة في المعرض، قال إن الوردي اسم لا يسقط سهواً وقد حظي بتكريم في العراق، الأسبوع الماضي، كما أن الأسماء في العراق كثيرة وكلها تستحق التكريم والإشادة.

أسبوع ثقافي سعودي عراقي

وأعلن ناظم عن أسبوع ثقافي سعودي يُعقد قريباً في العاصمة العراقية بغداد، بحضور أكاديميين وفنانين وأدباء من المملكة العربية السعودية، معرباً عن تفاؤله حيال الواقع الثقافي العراقي، معتبراً أن "كل ما مر به العراق من أحداث سيثبت أنه يستحق العناء".

اقرأ أيضاً: