أحلام مستغانمي: أنا صاحبة قضيّة والشهرة فُرضت علي

time reading iconدقائق القراءة - 4
الأديبة الجزائرية أحلام مستغانمي  - twitter/Sharjah
الأديبة الجزائرية أحلام مستغانمي - twitter/Sharjah
الشارقة-الشرق

اعتبرت الكاتبة والروائية الجزائرية أحلام مستغانمي نفسها "كاتبة قضيّة"، وقالت إن جلّ أعمالها الأدبية تتحدث عن قضايا وهموم الوطن العربي، مشيرة إلى أن الشهرة كانت واقعاً فرض عليها، فهي "سيّدة العتمة".

ورأت مستغانمي أنّ الكاتب لا يمكن أن يكتب تحت الأضواء الكاشفة، مشيرة إلى أن كتاباتها في الحب هي تأملات ومشاهدات من خلال علاقاتها وملاحظاتها، لافتةً إلى أنّها قد تغيّر رأيها في هذا المجال بحسب حالتها العاطفية.

جاء ذلك، خلال جلسة التقت فيها الكاتبة الجزائرية قرّاءها ضمن فعاليات الدورة الـ 40 من "معرض الشارقة الدولي للكتاب"، الأربعاء، وأدارها الإعلامي مصطفى الآغا، تحت عنوان: "القارئ كاتباً".

واكتظت القاعة التي شهدت الجلسة بمئات الحاضرين، واصطف القراء حتى منتصف الليل للحصول على توقيع مستغانمي على أعمالها.

وأعربت مستغانمي خلال الجلسة عن حجم سعادتها لمشاركتها في هذا الحدث الدولي الكبير، مشيرةً إلى أنّ أجمل ذكرياتها توجد في هذا الحدث على أرض الشارقة، إذ وقعت في الدورة السابقة على أعمالها لأكثر من 7 ساعات متواصلة وغادرت المعرض في الواحدة والنصف صباحاً.

وردت مستغامني، على تعليق مصطفى الآغا، على ثوبها التقليدي بقولها إنها اعتادت أن تكون حاضرة في الشارقة بالثوب العربي، ولم يحدث أن دخلت إليها إلا بثوب عربي، وهذه إحدى طقوسها الخاصة عند زيارتها المدن التي لها معزّة خاصة في وجدانها مثل مدينتها قسنطينة.

وقالت مستغانمي: "أعيش في عالم قرّائي أكثر مما أعيش مع عائلتي وأبنائي، فأنا أقرأ كل ما يكتبونه على صفحتي، بعد أن أصبح كل من قرأني كاتباً، وتحوّلت من كاتبة  إلى قارئة لقرائي، ففي زمن الحروب والتهجير الذي  تعيشه كثير من الشعوب العربية أصبح لكل شخص قصة يرغب في روايتها وهي وسيلته في الشفاء من مأساته.

وأضافت: "لديّ قرّاء ومتابعون من مختلف أقطار الوطن العربي أهبهم قسطاً من وقتي على أهمّيته، لعلمي بأن القليل قد يغيّر حياة أحدهم".

الكاتب لم يخلق للضوء

وتحدّثت مستغانمي عن تجربتها مع منصات التواصل الاجتماعي، بقولها: "دخلت إلى عالم منصات التواصل الاجتماعي مكرهة، وحتى فترة قريبة لم أكن من يدير صفحاتي، لكنني وجدت نفسي مجبرة على تعلّم آلية استخدامها بسبب انتشار صفحات كثيرة باسمي، لكن هذا العالم لا يشبهني".

وأضافت: "التكنولوجيا عبثت بنا وسرقت منا الكثير من مباهجنا الجميلة، على الرغم من أنها جعلتنا في متناول الأحبة، ولكن أصبحنا بسببها مباحين أي مستباحين، فلا وجود لأيّ خصوصية، نعيش كأننا مطاردون بآلة تصوير". وزادت: "أحب عتمتي، فالكاتب لم يخلق للضوء، وهو ليس نجماً، بل عليه أن يشبه قراءه لا أن يتميّز عنهم، هذا ما يجعله محبباً لديهم". 

وتابعت: "لدي حساسية مفرطة تجاه حالة التشاوف المتزايدة في انتشارها، واستعراض كل ما هو ليس في متناول ملايين البشر اليوم، ولا بدّ من مراجعات حقيقية لهذه الحالة، فالقدوة عند الأبناء تغيرت عمّا كانت بمفهومنا، والاهتمامات اختلفت، فأصبح الثراء السريع هو الغاية أي لا جدوى من العلم.

وأكدت مستغانمي أنها لم تسع يوماً إلى الشهرة، ولم تقبل أيّ عرض لاستغلال إسمها إعلانياً، وقالت: "أتقبّل شهرتي كاختبار لنعمة أكرمني الله بها، وأحاول دائماً أن أحمل هموم الإنسان العربي ما استطعت، وأن أكون وفيّة في ذلك، لقد كانت  لي أمنيات كبيرة، تغيرت مع الزمن، وأمنيتي الآن هي راحة البال في هذا الزمن الصعب، وما يعنيني أكثر أن أنقذ سيرتي الذاتية، فلا بدّ من أن أوثّق كل الحروب التي استنزفتني، حتى لا أقع فريسة التشويه والافتراء بعد ما أرحل كما حدث مع كتاب غيري".

اقرأ أيضاً: