
بين أفراد من العائلة وعلى خلفية متاعب صحية توفيت، السبت، الكاتبة الأميركية الشهيرة آن رايس عن عمر ناهز 80 عاماً، بعد أن أفنت عقوداً طوالاً في تقديم أعمال أدبية مرعبة.
وحظيت أعمال رايس بشهرة واسعة، وحققت نجاحاً جماهيرياً ملحوظاً استمر منذ سبعينيات القرن الماضي، وحتى اليوم، إذ تتبدى أمارات الإعجاب بالكاتبة عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي تسعينيات القرن الماضي، اقتنصت هوليوود فرصة تحويل إحدى رواياتها للفيلم السينمائي "مقابلة مع مصاص دماء" من بطولة براد بيت وتوم كروز.
إلا أن الرواية الشهيرة وما تلاها من أعمال رايس شكلت فرصة تعبير الكاتبة عن آلامها الشخصية وبناء عالم خاص لا يعرف المستحيل.
لحظات أخيرة
على صفحة الكاتبة الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك التي تحظى بقرابة مليون متابع، أعلن ابن آن، كريستوفر رايس، وافتها عبر منشور شاركه مع الجمهور قبل السبت، موضحاً أن الوفاة حدثت نتيجة لمضاعفات سكتة دماغية تعرضت لها الروائية. كما نعاها بكلمات مؤثرة، واصفاً مجلسه بجوار سريرها خلال لحظاتها الأخيرة.
وأضاف كريستوفر كذلك، أن نشاط المعجبين عبر موقع فيسبوك خلال السنوات الماضية، منح والدته متعة كبيرة فضلاً عن شعورها بصحبة أصدقاء ومُجتمع.
بدايات قاتمة
وُلدت رايس في ولاية لويزيانا الأميركية في عام 1941، ووجدت من حولها بيئة اجتماعية ثرية، تأثرت بها وظهرت لاحقاً في أعمالها الأدبية ما بين تراث مدينة نيو أورلينز حيث نشأت، وحس القاص لدى أفراد أسرتها ذوي الأصول الأيرلندية.
إلا أن رايس لم تبدأ حياتها المهنية ككاتبة، سوى بعد إنهاء دراستها الجامعية وزواجها، بل وإنجابها ابنتها الأولى وكانت تُدعى ميشيل.
وفقاً للموسوعة البريطانية كانت تلك الطفلة ذات الأعوام الخمس، مصدر إلهام والدتها، التي دفعتها لكتابة روايتها الأولى الشهيرة "مقابلة مع مصاص دماء"؛ ذلك لأن الصغيرة أُصيبت بالسرطان وفارقت الحياة، فُحرمت الأم من رؤية ابنتها تكبُر عاماً بعد الآخر.
لكنها في عام 1976 خطّت رواية كاملة في بضعة أسابيع، تدور في عالم مصاصي الدماء السُّفلي، ومن بين شخصياتها، طفلة صغيرة، مصاصة دماء بدورها، تنعم بحياة أبدية وطفولة دائمة، وجسّدت دورها لاحقاً الممثلة كيريستن دانسنت في فيلم بالاسم ذاته عام 1994.
سجل أدبي
غير أن روايتها الأولى سرعان ما تحولت لسلسلة من الأعمال تُعرف باسم "سجلات مصاص الدماء"، التي تطورت على مدار العقود لتضم 13 رواية منفصلة، من بينها "ليستات مصاص الدماء" عام 1985، و"ملكة الملعونين" عام 1988 وهي الرواية التي تحولت لفيلم سينمائي أيضاً في عام 2002.
وفي 2018 نشرت رايس آخر أجزاء السلسلة الذي صدر باسم "قربان الدماء.. قصة الأمير ليستات"، إلا أن أعمالها تنوعت لتشمل سلاسل أخرى تتناول عالم الكائنات الخرافية كالمذؤوبين، فضلاً عن حياة الساحرات، كما قدمت رايس أيضاً روايات تاريخية منفردة وسلسلة من الكتب الدينية.