"أوبرا باريس" تسمح لـ"غير البيض" بالانضمام لصفوفها

time reading iconدقائق القراءة - 4
راقصو "أوبرا باريس" يؤدون عرضاً في قصر غارنييه خلال بروفة لباس "جيزيل"- 30 يناير 2020 - AFP
راقصو "أوبرا باريس" يؤدون عرضاً في قصر غارنييه خلال بروفة لباس "جيزيل"- 30 يناير 2020 - AFP
باريس - أ ف ب

أعلنت "أوبرا باريس"، الاثنين، أنها ستعدّل شروطها المتعلقة بضمّ الفنانين إلى صفوفها، لتشجيع التحاق المزيد من الفنانين غير البيض إليها، وأنها ستعيّن "مسؤولاً عن التنوع" كما فعلت أخيراً "أوبرا متروبوليتان" في نيويورك.

وكشفت دار الأوبرا عن هذه الخطوات بمناسبة عرضها مضمون تقرير عن التنوع، أعدّه المؤرخ باب ندياي، والأمينة العامة لهيئة "المدافع عن الحقوق" المستقلة، كونستانس ريفيير.

وقال المدير العام لدار الأوبرا، ألكسندر نيف، لوكالة الأنباء الفرنسية: "نحن فخورون جداً بأن نكون أول منظمة ثقافية كبرى في فرنسا تطلق مثل هذه العملية، ومن المؤكد أن الآخرين سيحذون حذونا".

ومنذ تسلّمه منصبه في سبتمبر الماضي، على رأس المؤسسة ذات الأعوام الـ300، أولى المدير الجديد اهتماماً بالغاً لمسألة التنوع، في موازاة بيان غير مسبوق عن التنوع العرقي في دار الأوبرا أصدره راقصون وموظفون مختلطو الأعراق في المؤسسة.

وأكد نيف للوكالة الفرنسية، رداً على من اتهمه باستلهام الولايات المتحدة، أن "الأمر لا يتعلق إطلاقاً باستيراد مفاهيم التنوع من سياق" غير السياق الفرنسي.

توصيات

وتضمن التقرير سلسلة توصيات، أبرزها ضرورة مراجعة شروط الدخول إلى مدرسة الرقص المرموقة التي تشكّل خزّاناً يرفد باليه الأوبرا، بحيث تتيح التعديلات "رصد المواهب" في كل أنحاء فرنسا، أو حتى إشراك أشخاص من خارج الدار في هيئة التحكيم التي تتخذ القرارات بشأن ضمّ الموسيقيين إلى المؤسسة. 

وأوصى التقرير الذي طلبت الدار إعداده قبل 5 أشهر، بأن تبادر مدرسة الرقص نفسها إلى البحث عن المواهب، بدلاً من أن تستمر، كما هي الحال الآن، بانتظار تقدّم المرشحين إليها، ودعا إلى إقامة تجارب لا مركزية تشمل الأقاليم الفرنسية ما وراء البحار. 

وشدد التقرير على أن "الهدف ليس ضمّ تلاميذ أدنى مستوى من أجل تحقيق أهداف التنوع، بل البحث عن طلاب جيدين جداً أينما كانوا".

وأبرز باب ندياي أهمية توفير "نموذج" للأطفال المهتمين بالرقص أو الموسيقى أو الغناء على تنوع انتماءاتهم، واستشهد بحالة ميستي كوبلاند، أول أميركية من أصل إفريقي حصلت على صفة "راقصة رئيسية" في دار "أميريكان باليه ثياتر" عام 2015، مشيراً إلى أنها تحولت إلى مصدر إلهام للأطفال الأميركيين من أصل إفريقي.

"توضيح سياق" الأعمال   

وحضّ التقرير على إعادة النظر في المعايير البدنية لاختيار تلاميذ مدرسة الرقص في المستقبل، وتجاوز الزعم القديم القائل إن الخصائص البدنية لأصحاب البشرة السمراء لا تناسب الرقص الكلاسيكي، بحجة أن "أقدامهم مسطحة عموماً" و"عضلاتهم أكثر بروزاً"، في حين يتطلب الباليه أقداماً مقوسة وعضلات ممدودة. 

ورأت التوصيات ضرورة التخلي عن "فكرة أن التجانس أمر مطلق".

وأكد ألكسندر نيف التزامه بتحقيق "حضور أكبر للفنانين من خلفيات متنوعة اعتباراً من موسم 2021-2022"، من خلال "توسيع عمليات استقطاب الفنانين واختيارهم".

وأعلن أن دار الأوبرا ستعين "مسؤولاً عن التنوع والإدماج"، وستستحدث في الأشهر المقبلة "لجنة استشارية علمية مكونة من فنانين من الدار وشخصيات من خارجها تُعرَض عليها قضايا التنوع"، إضافة إلى نظام للإبلاغ عن حالات العنصرية أو التمييز.

وأشار نيف إلى أن الدار ستعمل على "تحديد" الصور النمطية الواردة في سجلّ أعمالها التاريخية، سواء أكانت غنائية أو في مجال الباليه، على أن يُعمَل على "توضيح سياقها" التاريخي للجمهور، لكنه أكد أن "هذا لا يعني إعادة صوغ الكتيبات" المتعلقة بها.