مفقود منذ 1890.. تعرف إلى قصة صاحب أقدم فيديو في التاريخ

time reading iconدقائق القراءة - 5
صورة من غلاف كتاب "الرجل الذي اخترع الصور المتحركة.. قصة حقيقة عن الهوس والقتل والأفلام" - simonandschuster.com/books/
صورة من غلاف كتاب "الرجل الذي اخترع الصور المتحركة.. قصة حقيقة عن الهوس والقتل والأفلام" - simonandschuster.com/books/
القاهرة -آلاء عثمان

في سبتمبر عام 1890، صعد رجل في أواخر الأربعينيات من العمر، على متن قطار متجه من مدينة ديجون الفرنسية إلى العاصمة باريس، كان من المفترض أن يلتقي باثنين من الأصدقاء هناك ليتوجهوا سوياً إلى إنجلترا محل إقامته، إلا أن المُسافر لوي لو برانس، لم يعد من ديجون ولم يصل باريس، بل اختفى تماماً إلى الآن. 

أحجية لوي لو برانس، تُطرح من جديد في كتاب صدر في أبريل الماضي، عن "دار سايمون وشوستر" الأميركية بقلم الكاتب بول فيشر، يتناول رحلة لو برانس القصيرة. فالمسافر الفرنسي لم يكن رجلاً تقليدياً، بل فنان ينسب إليه البعض السبق في اختراع أول آلة تصوير للفيديو عام 1888، ليتفوق بذلك على أقرانه من المهتمين بمجال التصوير والمخترعين حول العالم، وفي مقدمتهم توماس إديسون الذي يُعزى إليه والأخوين أوغيست ولويس لوميير الفضل في ابتكار كاميرا السينما التي بدلت من ملامح العالم. 

وعلى صفحات كتاب "فيشر"، يُذكر إديسون في سياق مُغاير، إذ أن أرملة لو برانس الراحلة اعتقدت أن المخترع الأميركي يعتبر كلمة السر في حادث اختفاء زوجها الغامض.

"الهوس والقتل والأفلام"

وفي كتابه المعنون "الرجل الذي اخترع الصور المتحركة.. قصة حقيقة عن الهوس والقتل والأفلام"، يسترجع الكاتب فيشر شريط حياة المخترع والفنان الفرنسي لو برانس، متطرقاً للجوانب الخاصة من حياته، وعلاقته بأخيه ألبرت فضلاً عن أسرته وأطفاله، وكذلك تفاصيل ابتكار المخترع للكاميرا وتسجيله لقطات الصورة المتحركة الأقدم في التاريخ في باحة منزله.

ويعرج الكاتب أيضاً، على تفاصيل الساعات الأخيرة التي شوهد خلالها برانس على قيد الحياة، برفقة عائلته في ديجون، إذ كان المخترع في زيارة قصيرة لأخيه الأرمل وأطفاله، حيث أمضى 3 أيام في اللهو مع الصغار ومساعدتهم في استذكار الدروس وقراءة القصص، إلى أن صعد على متن القطار السريع الثلاثاء (16 سبتمبر العام 1890).

واختفي لو برانس في حينها، من دون أثر، لينتهي حلم آلة التصوير خاصته، وتتراجع ذكراه تاريخياً حتى تكاد تختفي، إلا أن فيشر يعود لتأملها ورسم ملامحها الحية النابضة في كتاب قوامه 416 صفحة.

"سيرة ولغز"

إضافة لتناول حياة المخترع الخاصة والتفاصيل المتعلقة باختراعه، يتطرق الكاتب أيضاً للرؤى المتباينة حول أحجية اختفاء لو برانس. إذ اعتبرت أرملة لو برانس وتُدعى "Lizzie Whitley" أن المخترع توماس أيدسون مسؤول عن اختفاء زوجها، والمستفيد الأول من عدم تقديم الابتكار الجديد بأيدي وتوقيع زوجها، فعند رحيله من ديجون إلى باريس، كان لو برانس يُخطط للذهاب لمدينة ليدز الإنجليزية حيث محل إقامته، ليحمل ابتكاره الجديدة معه في رحلة عبر المُحيط إلى الولايات المُتحدة.

وفقاً لرواية فيشر، كان الاختراع الجديد مجهز للسفر بالفعل في حقائب خاصة مُبطنة من الداخل تحميه من التلف، بينما جهزت الزوجة قصر في ضاحية مانهاتن بنيويورك الأميركية، كي يستقبل لو برانس فيه زواره، ويعرض عليهم للمرة الأولى إنجازه العلمي وجهازه الجديد، غير أنه لم يتمكن من إتمام الرحلة ورفع الستار عن كاميرا الصور المتحركة.

حادث سطو

بيد أن الرؤى حول اختفاء المخترع الفرنسي متعددة، إذ يعتقد البعض أن لو برانس انتحر في ضوء معاناته مع الأزمات المادية، بينما يرى آخرون أن شقيقه آلبرت قتله وأحسن إخفاء معالم الجريمة، بينما تضع إحدى حفيدات المخترع رؤيتها ونظريتها الخاصة حول كيفية اختفاء جدها الأكبر، وذلك وفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية.

وتُدعى الحفيدة لوري سنايدر، وشاركت رؤيتها في العام 2015، مُرجحة أن جدها قد تعرض لعملية سطو وقتل بعد وصوله باريس. وتستعين بمذكرات جدتها الكُبرى ليزي، التي أشارت إلى أن القطار الذي صعد إليه زوجها كان من المفترض أن يصل في الـ11 مساءً، تعتقد الحفيدة أن جدها ربما ركب عربة خاصة بعد وصوله المدينة، فاستغل سائقها ظُلمة الليل وقتل جدها وألقاه في نهر السين بغرض السطو.

وثيقة مصورة

إضافة إلى لغز الاختفاء المفاجئ، ترك الفنان الفرنسي وثيقة تاريخية لاختراعه، ما تزال باقية، وهي مقطع فيديو قصير يتعدى بالكاد بضعة ثوان التقطة لو برانس في باحة منزله بمدينة ليدز البريطانية، في أكتوبر العام 1888، ويعتبر بذلك أقدم مقطع فيديو مصور في التاريخ، ويظهر خلاله أحد أصدقاء الفنان ووالدي زوجته وابنه يتحركون بعشوائية أمام العدسة.

وما تزال كاميرا لو برانس التاريخية مع مقطع الفيديو البالغ من العمر 134 عاماً، محفوظة في المملكة المُتحدة بالتحديد داخل المتحف الوطني للعلوم والإعلام في مدينة برادفورد. 

اقرأ أيضاً: