"اللوفر أبوظبي" يعود بفعاليات عالمية بعد إغلاق طويل

time reading iconدقائق القراءة - 7
معرض التجريد وفن الخط (نحو لغة عالمية)، دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي - Ismail Noor
معرض التجريد وفن الخط (نحو لغة عالمية)، دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي - Ismail Noor
أبوظبي-الشرق

بعد إغلاق وفترات حجر طويلة، يفتتح متحف "اللوفر أبوظبي" الأربعاء معرضه الأول لعام 2021 تحت عنوان "التجريد وفن الخط–نحو لغة عالمية"، المستمر حتى 12 يونيو المقبل. 

ويتتبع المعرض الذي يضم قطعاً فنية نادرة تعرض للمرة الأولى في المنطقة العربية نشأة فن التجريد الحديث من خلال العلامات والرموز، وصولاً إلى مصدر إلهام الفنانين الذي يعود إلى فن الخط العربي والآسيوي، مسلطاً الضوء على الإلهام المشترك بين الثقافات. 

ويضم المعرض الذي تولى تنسيقه الخبير الفرنسي بالفن المعاصر والحديث ديدييه أوتينجيه أكثر من 80 عملاً فنياً معاراً من 16 مؤسسة شريكة و6 أعمال من مجموعة "اللوفر أبوظبي" الخاصة، وهي أعمال لفنانين تشكيليين عالميين مثل بول كلي، لي كراسنر، أندريه ماسون، جاكسون بولوك، سي تومبلي، فاسيلي كاندنسكي، ناصر السالم، وغيرهم من فناني القرن العشرين الذين شعروا بالحاجة إلى إنشاء لغة عالمية جديدة مستمدين الإلهام من فن الخط. 

حوار الأماكن والأزمنة

وخلال جولة خاصة بالصحافيين أقيمت الثلاثاء في أرجاء المتحف، قال ديدييه أوتينجيه، المدير المساعد في المتحف الوطني الفرنسي للفن المعاصر: "يجسّد المشروع الذي عملت عليه مع اللوفر أبوظبي الحوارات والتبادلات بين الثقافات". 

وأضاف: "يسلط المشروع الضوء على الحوارات بين الأماكن والأزمنة التي يجسّدها مفهوم المتحف العالمي والحوارات بين الصور والأحرف التي تنعكس في انبهار الرسامين بفن الخط، والحوارات عبر الزمن بين فناني الشرق من جهة والغرب من جهة ثانية، والذي نراه يتجلى في استخدام أحد أبرز فناني فن الشارع من نيويورك الفنون المصرية القديمة، لنشهد بذلك لغة عالمية تتخطى العصور والأماكن". 

بينما اعتبر رئيس دائرة الثقافة والسياحة -أبوظبي، محمد خليفة المبارك، أن "المعرض يجسّد استمراراً للجهود المهمة التي بذلتها دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي على مدار العام الماضي، على الرغم من التحديات العالمية التي فرضتها جائحة كوفيد-19، بعد تقديم ​​مبادرات ثقافية طموحة إلى جانب برامج ثقافية متنوعة وديناميكية موجهة لجميع أفراد المجتمع المحلي".

 وأكد أن "القدرة على التكيّف والمرونة التي ظهرت خلال هذا الوقت ساهمت في تطوير المشهد الثقافي للإمارة سعياً إلى تلبية احتياجات الجمهور من مختلف الثقافات وتطلعاته.

الفن العربي المعاصر

ويسلط المعرض الضوء أيضاً على أعمال الفنانين العرب من القرن العشرين والحادي والعشرين، مثل ضياء العزاوي، أنور جلال شمزه، غادة عامر، شيرازه هوشياري ومنى حاطوم، الذين استمدوا الإلهام من الأحرف وأشكالها ليحرروا الكتابة من قالبها اللغوي البحت ويلبسوها حلّة فنية جديدة. 

ويضم أعمالاً فنية تركيبية لفنانَين معاصرين هما إل سيد وسانكي كينغ، يبينان من خلالها أن الفنانين اليوم ما زالوا في بحث عن أشكال بصرية جديدة لدمجها في فنهم استجابة للتغيرات المجتمعية الحالية.

متاحف عالمية 

أما الأعمال المعارة فتضم مجموعات من متاحف ومؤسسات في باريس مثل مركز بومبيدو، متحف اللوفر، المركز الوطني للفنون التشكيلية، مؤسسة جان ماتيس، غاليري جاك بيلي، غاليري جين بوشر جايجر، و"نوارمون آرت برودكشن"، إضافة إلى مجموعات من نيويورك وتحديداً مؤسسة بولوك-كراسنر، ومؤسسة أدولف وإستير غوتليب، وغاليري ماكي. 

كما أن هناك مجموعات استقدمت من متحف بلدية سان جيرمان لافال، ومتحف غرونوبل للفنون الجميلة، وغاليري مايكل فيرنر، وماركيش فيلمرسدورف في تريببين، واستوديو منى حاطوم في لندن، ، واستوديو إل سيد في دبي، إلى جانب متحف غوغنهايم أبوظبي.

4 أقسام

ويضم المعرض 4 أقسام، يركز القسم الأول منها على "الرسوم التصويرية"، وهي صور رمزية تمثل كلمات وأفكاراً في الحضارات القديمة في بلاد الرافدين ومصر، شكّلت مصدر إلهام لفناني "التجريدي". 

أما القسم الثاني فيركز على "العلامات" التي احتلت في تاريخ الكتابة مكان الرسوم التصويرية، لتكسر بذلك الحاجز الفاصل بين الكتابة والصور. 

ويبيّن القسم الثالث من المعرض، تحت عنوان "ملامح"، كيف دمج فنانو الغرب الطاقة التي تكمن في فن الخط الشرقي في ضربات الفرشاة لابتكار خطوط انسيابية. ويُختتم المعرض بقسم "فنون الخط" الذي يوضح كيف لجأ الفنانون من حول العالم، من بريون جيسين إلى هنري ميشو وشاكر حسن السعيد وسليمان منصور، إلى فن الخط في أعمالهم. 

برنامج ثقافي 

يترافق معرض "التجريد وفن الخط- نحو لغة عالمية" مع برنامج ثقافي شامل يحتفي بالممارسات الفنية التي تجسّد هذه اللغة المشتركة. فبعد افتتاح المعرض والسماح للزوار أيضاً باكتشافه من منازلهم عبر موقع المتحف الإلكتروني، سيقدم منسق المعرض من مركز بومبيدو، ديدييه أوتينجيه، جلسة حوارية تتناول كيفية انتقال الخط عبر الحدود وتطوّر رموز تشكيل اللغة، والموسيقى والأصوات وراء الخطوط المرسومة، والممارسة التأملية والروحانية وراء الكلمات، وتطوّر فن الخط والتجريد من مرحلة رسومات الكهوف إلى مرحلة فن الشارع.

ويستمر البرنامج مع جلسة حوارية تشمل عرضاً مباشراً لفن الخط ستكون متاحة عبر موقع المتحف الإلكتروني في 6 مارس في الخامسة مساء، يقدمها الفنان والخطاط الإماراتي محمد مندي باللغة العربية مع ترجمة بالإنجليزية، ليتأملوا عمله ويكتشفوا ممارساته متتبعاً تاريخ معاني الخطوط، والفعل التأملي لضربة الفرشاة، والأهمية الروحانية للحرف. 

 

موسيقى وأفلام تجريبية

ويقدم "اللوفر أبوظبي"، ليلة 24 مارس المقبل، عرضاً موسيقياً افتراضياً مستوحى من الإلهام المشترك لفناني القرن العشرين، عبر حساب المتحف في يوتيوب لموسيقيين من "بيركلي أبوظبي". 

سيشمل البرنامج عرض 3 أفلام قصيرة متتالية في مسرح المتحف من 31 مارس إلى 2 أبريل، حيث ستعرض الأفلام الحائزة جوائز عالمية، وهي فيلم "فيرتشوس فيرتشوول" (Virtuos Virtuell) للمخرج الألماني توماس ستيلماتش والفنانة ماجا أوشمان، وفيلم "الدهشة" (Wonder) لفنان الرسوم المتحركة الياباني ميراي مازو، والتي ستسمح للزوار بربط العلاقة بين الشكل المجرد والموسيقى.

وسيخصص العرض الثالث لفيلم "عن الأم" (About a Mother)، للمخرجة دينا فيليكوفسكايا للرسوم التصويرية والرموز التي سيكتشف من خلالها الجمهور قوة الفن في تجاوز اللغات والثقافات من خلال تضحية الأم من أجل أطفالها.