عرض "التنورة" المصري.. فلكلور شعبي يجذب المواطنين والسياح

time reading iconدقائق القراءة - 5
فرقة مصرية تؤدي رقصة التنورة التقليدية في قصر ثقافة الغوري، القاهرة - 20 أبريل 2022 . - AFP
فرقة مصرية تؤدي رقصة التنورة التقليدية في قصر ثقافة الغوري، القاهرة - 20 أبريل 2022 . - AFP
القاهرة - أ ف ب

تحول عرض "التنورة" المصري المستلهم من الممارسات الصوفية للدراويش إلى موروث "فلكلور" شعبي أصبح يجذب المواطنين والسياح على السواء.

تنظم عروض التنورة في أماكن عديدة في مصر، بينها مسرح قصر الغوري الأثري الذي يرجع تاريخه إلى السلطان قنصوه الغوري، آخر سلاطين المماليك في مصر.

داخل مسرح حجري عمره 500 عام تقريباً في وسط العاصمة القاهرة، وتحت أضواء خافتة، يبدأ علي ومحمد الدوران حول نفسيهما ببطء وقد حمل كل منهما تنانير ملونة يلفونها حول خصريهما، ثم يسرّعان الوتيرة شيئاً فشيئاً حتى يتواريا عن نظر الجمهور الذي لا يعود يرى سوى ألوان التنانير المتطايرة.

دراويش تركيا

في شارع المعز المجاور لحي الغورية، وقبل لحظات من صعوده إلى المسرح حاملاً تنورته الأرجوانية المزينة باللونين الأخضر والأصفر، قال محمد عادل الذي ورث فن رقص التنورة عن والده وجده: "أختار الألوان والأشكال التي تزين التنانير بنفسي".

ويختلف عرض التنورة المصرية عن عرض الدراويش في تركيا، على الرغم من أن الاثنين يتحدران من الطريقة المولوية التي أسسها الشاعر الصوفي جلال الدين الرومي في القرن 13 في قونية جنوب تركيا.

في تركيا، يرتدي الدراويش ثوباً أبيضاً فضفاضاً وقبعة مصنوعة من وبر الإبل، ويدورون بوتيرة هادئة على أنغام الموسيقى.

وأدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو" تقليد رقص الدراويش في تركيا ضمن "التراث الشفهي وغير المادي للإنسانية".

في مصر، البلد الذي يقدر عدد الصوفيين فيه بنحو 15 مليوناً يتبعون نحو 80 طريقة صوفية، يرتدي الدرويش أو الراقص أو كما يطلق عليه "اللفّيف"، التنانير الملونة التي تشكّل الجزء الأساسي من العرض.

تنورة الـ 10 كيلوجرام

يدور عادل البالغ من العمر 20 عاماً، في عكس اتجاه عقارب الساعة. في غضون ذلك، تتفتح تنورته المعلقة حول خصره ويرفع ذراعه اليمنى إلى أعلى ويمد الآخرى إلى الأسفل، في إشارة إلى الوصل بين الأرض والسماء.

وبينما يسرّع وتيرة الدوران، يفصل حبلاً في تنورته فتنقسم إلى اثنتين، يرفع واحدة عالياً فوق رأسه بينما تبقى الأخرى حول خصره. ويقول إنه بذلك، يروي كيفية انفصال السماء عن الأرض.

وتتطلّب هذه الحركات التي يؤديها الدرويش على أنغام أناشيد صوفية وإيقاعات الطبول والدفوف، قدرة بدنية عالية، خصوصاً أن كل تنورة تزن ما يقرب من 10 كيلوجرامات، ما قد يهدد الراقص بالسقوط في حال اختل توازنه أو فقد الإيقاع.

ويقول عادل لوكالة "فرانس برس": "في البداية، كنت أشعر بالدوار حتى أنني كنت أسقط أحياناً"، مستدركاً: "لكنني أتدرب يومياً، سواء على المسرح أو في المنزل.. مع الموسيقى، أجد نفسي في مكان آخر".

أضواء التنانير

على المسرح يلتف راقصون آخرون من أعضاء "فرقة الجيزة للفنون الشعبية" حول عادل ويؤدون الأداء نفسه بشكل متناغم، مثل حركة الكواكب حول الشمس.

وأثناء العرض، يؤدي راقصو التنورة بعض الألعاب البهلوانية جنباً إلى جنب، لكن من دون أن تتلامس تنانيرهم أبداً، ويلقي البعض تنانيرهم فوق رؤوسهم ويمسكون بها في الهواء.

وتعد التنورة اليوم من العناصر الأساسية في السياحة المصرية، وأصبح الراقصون، خصوصاً في الفنادق وأماكن الترفيه، يعلّقون الأضواء على تنانيرهم لإبهار السائحين والمتفرجين.

اقرأ أيضاً:

تصنيفات