مصر.. "جاليري بيكاسو" يجمع رواد الفن التشكيلي والشباب في معرضين

time reading iconدقائق القراءة - 7
من معرض "المقتنيات 24" الذي تستضيفه قاعة "جاليري بيكاسو للفن" بالزمالك في العاصمة المصرية - الشرق
من معرض "المقتنيات 24" الذي تستضيفه قاعة "جاليري بيكاسو للفن" بالزمالك في العاصمة المصرية - الشرق
القاهرة -الشرق

يواصل عشاق الفن التشكيلي في العاصمة المصرية الاستمتاع بوجبة دسمة من أعمال أجيال الرواد المصريين والشباب والمعاصرين، بقاعة "جاليري بيكاسو" في منطقة الزمالك بالقاهرة.

ويستضيف "جاليري بيكاسو للفن" طوال فترة الصيف معرضي "المقتنيات 24"، و"مختارات صيفية" اللذين يعرضان عدداً من الأعمال المتنوعة لفنانين مصريين ودوليين من الرواد والمعاصرين وحتى الشباب المنضمين حديثًا إلى أوساط الفنون التشكيلية.

تقليد سنوي

للعام الرابع والعشرين على التوالي، يواظب "جاليري بيكاسو" على تقليده السنوي، بإقامة المعرض الصيفي المخصص للمقتنيات. وبحسب رحمة وليد، إحدى القائمين على إدارة الجاليري، فإن المعرض يجتذب جمهوراً شديد التنوع.

تقول وليد: "نوعية جمهور معرض المقتنيات متنوعة، ما بين الأجانب القاطنين بالقاهرة ويهتمون بالحركة الفنية، والشباب، وكبار السن الذين ربما عايشوا الفنان في حياته وكانوا متابعين عن كثب لأعماله، فلا يسلم الأمر من حكايات غير معروفة عن أولئك الفنانين الذين تعرض أعمالهم، فضلاً عن الترحم عليهم".

ويجتذب المعرض أيضاً المقتنين الذين ينتظرون المعرض لتوسعة مجموعاتهم الفنية، إلى جانب طلاب الفنون وتاريخ الفن والحداثة، "الذين يشاهدون ما درسوه بجامعاتهم"، بحسب تعبير وليد.

وتحتاج عملية تنظيم المعرض إلى جهد كبيرة من إدارة الجاليري لاختيار المجموعة التي ستُعرض كل عام، بناء على ذوق الجمهور، بحسب وليد.

تقول: "يبدأ الأمر بالتفرقة بين الأعمال الصالحة للعرض من مجموعة مدير الجاليري إبراهيم عبدالرحمن، وبين الأعمال التي تحمل قيمة فنية أثمن من العرض العام".

وتضيف: "لاحقًا، يأتي دور التنسيق والاختيار، فيُراعى عرض عمل من مجموعة كل فنان، إضافة إلى مراعاة الأعمال التي لم تعرض من قبل، ثم بعد ذلك دور توليف الأعمال وتناسق القطع بين المدارس الفنية المختلفة كالتكعيبية والسريالية والتجريدية".

وتوضح قائلة: "ربما نختار إبراز فترة معينة من حياة فنان، أو نعرض أعمال بمناسبة ذكرى مهمة في تاريخه، كنوع من الاحتفال بالقطعة".

الرواد

يحفل معرض المقتنيات بعدد كبير من الأعمال التي ينتمي أصحابها لجيل الرواد، فالثلاثية النسوية إنجي أفلاطون وتحية حليم، باسكتش معنون "آدم وحواء"، وجاذبية سري، حاضرات بأعمال متجاورة على جدران معرض "مقتنيات" كما كنّ دوماً متجاورات في مسيرتهم الفنية والحياتية.

بعض الأعمال المعروضة أيضاً تجافي الأسلوب المعتاد للأسماء التي نفذتها. وبينما يعرف التشكيلي جورج بهجوري بأسلوبه الساخر الذي لا يحتاج لتوقيع، يُعرض له في "مقتنيات" كولاج من وسائط متعددة، تشي برافد آخر من روافد ريشة الفنان المصري.

مؤسس السريالية الشعبية المصرية، الراحل سمير رافع حاضر أيضاً بلوحة باستيل على ورق، يبرز من خلالها أسلوبه المميز الذي يستلهم مبادئ السريالية، موظفاً رموزاً شعبية قريبة للمتلقين البسطاء، بعيدة عن النخبوية.

ويحفل معرض "المقنيات 24" أيضاً بعمل لصاحب "المجنون الأخضر"، الفنان السكندري عبد الهادي الجزار، وعمل آخر لأحد أبرز أسماء السيريالية الشعبية "حامد ندا".

غرام سويسري

لا تتوقف معروضات "مقتنيات" لدى حدود الجنسية، فبعض الأعمال يتجاوز تلك الحدود، ولكنها تشترك مع باقي المعروضات في رافدها الشعبي والثقافي المصري، كأعمال التشكيلية السويسرية مارجو فيون، التي عاشت في مصر خلال القرن الماضي.

مارجو فيون، السويسرية المحبة للريف المصري والموالد، كانت أيضاً مغرمة بأعمالها لدرجة جعلت مجموعتها حصرية وخاصة خلال حياتها، فكانت قليلة في معارضها، وصارمة في مسألة إتاحتها للبيع.

وبينما اهتمت الجامعة الأميركية في أواخر أعوام فيون قبل رحيلها، بمجموعتها وباستعراض فنها، حرصت إدارة "جاليري بيكاسو" على اقتناء إحدى لوحاتها في تلك المرة الأولى والأخيرة التي أتيحت مجموعتها للاقتناء، وتعرض في "المقتنيات 24"، إلى جوار غيرها من التشكيليين المصريين.

تكريم

يكرم معرض "المقتنيات 24" عدداً من كبار التشكيليين الذين ما زالوا على قيد الحياة، وما زال عطاؤهم متواصلاً.

وبعمل متعدد الطبقات يبدو فيه الطابع الجرافيكي، يحجز التشكيلي مصطفى الرزاز له موضعاً على جدران "المقتنيات"، بلوحة من الزيت على الكانفاس، والذي يعانق عملاً لزوجته التشكيلية المخضرمة والأكاديمية سرية صدقي، من الأكريليك على الكانفاس.

الفنان صلاح عناني أيضاً، بأسلوبه الكاريكاتيري المميز حاضر هو الآخر في المعرض الثري، بلوحته "عزبة القرود"، زيت على كانفاس، يكرس فيها ولعه الخاص بالحارة المصرية وشخصياتها.

ومن الحارة الشعبية إلى مزيج متفرد من الأيقونات الفنية المنتمية للحقبة القبطية، ووجوه الفيوم، والموضوعات ذات الصبغة الشعبية والإسلامية، يحضر الفنان السكندري جرجس لطفي بثلاثة أعمال على خامة الكانفاس.

أما التشكيلي سمير فؤاد فيوجد بلوحتين، تبرزان همومه ذات البعد العالمي، من الزيت على الخشب، إذ تظهر عبرها بوضوح رموز راسخة في الذاكرة العالمية كغيمة الفطر التي تعقب الهجوم النووي، كما تجسد اللوحة الثانية حالة الوحدة الموحشة في السفر عبر الفضاء.

وفي فئة البورتريه، تحتفي قاعة بيكاسو بالتشكيلي الراحل العام الماضي عبد العال حسن، بلوحتين من البورتريه في مقدمة القاعة، إضافة إلى بورتريه رقيق للراحل حسن سليمان تتغلب فيه مساحات الظل على النور في رسم الموديل، كما هو المعتاد في أسلوبه.

مختارات صيفية

في القاعة المجاورة لمعرض "المقتنيات 24" تنتمي اللوحات لسنوات أكثر قُربًا، وتتجاور أعمال معاصرين نالوا حظهم من الشهرة، مع شباب ما زالوا يشقون طريقهم ويختبرون التفاعل مع جمهور الفنون التشكيلية، تحت سقف واحد.

في مقدمة العارضين التشكيلي الكبير حلمي التوني، الذي يحضر بشخوصه النسائية المميزة، وخطوطه التي لا تخطئها عين، بلوحة تحمل جميع سماته الأسلوبية، ولكن بموضوع صيفي بامتياز، كما يحضر أيضاً الفنان مصطفى رحمة، والفنان نذير الطنبولي.

تجربة الفنان سيد عبلة في فن الكولاج أيضاً تتصدر "المختارات الصيفية"، بجدارية بدأت من اللاشيء؛ إذ يصنع عبلة من الألوان عدداً لا نهائياً من الدرجات بعون المكبس والورق والأخبار، ثم يبدأ رحلته في صنع الجدارية التي تتسم ببروز ملامس عناصرها كما لو أنها ثلاثية الأبعاد، تقابلها  قطعة نحتية من البرونز المطلي بالأخضر، من تنفيذ المثال عراقي نشأت الألوسي.

تصنيفات

قصص قد تهمك