الشارقة-ثناء عطوي
لم نرَ يوماً شاعر العرب أبا الطيّب المتنبي يمشي بين الناس ويتحدّث إليهم بأريحية عن شعره وحياته الشخصية، مثلما فعل الشاعر دانتي أليجييري، شاعر إيطاليا الأشهر الذي "نزل" إلى أرض معرض الشارقة للكتاب، وفق قواعد مسرح الشارع الأوروبي، حاملاً "بيزنس كارد" أو بطاقة شخصية، وزّعها بسخاء على الجمهور المتحلّق حوله، معرّفاً بنفسه وبكتبه بأسلوب مليء بالمرح.
كتب دانتي أليجييري على بطاقته:
الشاعر العظيم الذي لا نظير له
الإلهي الأعلى الذي لا يقارن
"أبو اللغة" الإيطالية
الرجل المتواضع أيضاً!
بياتريس ودانتي
الممثلة الإيطالية فرانشيسكا بيزاري جسّدت شخصية دانتي أليجييري ومحبوبته بياتريس في شخص واحد، إذ ارتدت زيّاً من التراث الإيطالي المصنوع يدوياً، مقسوماً إلى قسمين وشخصيتين، واحدة تجسّد بياتريس المعشوقة الأبدية التي سطع نورها في كتب الشاعر الفلورنسي وقصائده كلها، والأخرى جسّدت شخصية دانتي بلباسه الأحمر الطويل، أحد أعظم شعراء أوروبا في العصور الوسطى.
تعدّ أعمال دانتي من أهم نصوص الأدب العالمي، وخصوصاً تحفة الأدب الإيطالي "الكوميديا الإلهية" بأجزائها الـ3 الجحيم والمطهر والفردوس التي تركت أثراً مهماً في المشهد الثقافي والفني العالمي، واعتبرت من الأعمال الرئيسة التي مهّدت للانتقال من العصور الوسطى إلى مرحلة النهضة الأوروبية والفكر الجديد.
الممثلة الإيطالية فرانشيسكا بيزاري التي كانت تضع ضوءاً (لمبة) في أعلى رأسها تحدّثت إلى "الشرق" عن دورها في تجسيد أحد شعراء إيطاليا الكبار فقالت: "أنا سعيدة جداً بأدائي هذا الدور الذي يحمل معاني وقيماً تمثّل بلدي إيطاليا، وهي الثقافة والشعر والحب".
وأضافت: "هذا الضوء الذي أضعه في أعلى رأسي، هو ضوء بياتريس التي شكّلت نور وبصيرة الشاعر الإيطالي دانتي".
وأكدت أنها تسعى إلى "إيصال رسالة مهمة إلى المجتمعات العربية عن هذا الشاعر، عبر الفن والاستعراض".
بينوكيو وأنفه
عروض بينوكيو أبرز الرموز الثقافية الإيطالية، الذي اشتهر بأنفه الطويل كلما كذب، كانت تجول في ردهات معرض الشارقة للكتاب وممراته أيضاً بهدف إعادة سرد الحكاية الأشهر في التراث الإيطالي التي كتبها كارلو كولودي نهاية القرن التاسع عشر، واستحوذت على قلوب الصغار والكبار من حول العالم.
اشتهرت حكاية بينوكيو منذ تحويل الكتاب إلى عدد من الأعمال السينمائية والتلفزيونية، وخصوصاً فيلم الرسوم المتحركة الذي أنتجه صانع الأفلام الأميركي والت ديزني عام 1940، محققاً أكثر من 160 مليون دولار في شبّاك التذاكر.
وبثت الممثلة الإيطالية إيلينا جافوري الحياة في الدمى الخشبية وتفاعلت مع الجمهور وفق قواعد مسرح الشارع نفسها، بما يحمله من متعة وإدهاش وتواصل عفوي يجذب المارّة من الفئات العمرية كافة.
آلة لبيع الكتب
تأتي هذه الفعاليات ضمن اختيار إيطاليا ضيف شرف معرض الشارقة للكتاب في دورته الـ41، ما أضاف هذه السنة أفكاراً مبدعة جذبت الناس من مختلف أنحاء الوطن العربي.
من هذه الأفكار المبدعة "آلة لبيع الكتب" تابعة لمجموعة كلمات، التي تعمّد أصحابها أن يكون تصميمها مشابهاً لآلة بيع الشوكولاته والمياه، ولكنها تقدّم "غذاءً للروح"، وتغدق الكتب حالما يضع الطفل رمز الكتاب وثمنه من العملة الورقية.
اقرأ أيضاً:
تصنيفات
