انطلقت فعاليات النسخة السابعة من المهرجان الدولي للتصوير "إكسبوجر"، الخميس، في مركز "إكسبو الشارقة" بتنظيم من المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة في الفترة من 9 إلى 15 فبراير.
يشهد المهرجان حضور 74 مصوراً عالمياً يعرضون 1794 صورة في 68 معرضاً فردياً وجماعياً. ويتيح المهرجان الفرصة أمام الجمهور من عشاق التصوير، سواء المحترفين أو الهواة، للاطلاع والتعرف على تجارب مبدعين وفنانين ومتخصصين في الفنون المرئية.
وأشار طارق سعيد علاي، مدير عام المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، في كلمته بحفل الافتتاح، إلى قوة الصورة في تصحيح الأفكار النمطية التي يكرسها الجمهور عن البلدان والأشخاص والأحداث، لافتاً إلى الرسالة التي تحملها الصورة.
وأضاف أن "تأملنا للصور يعين على استكمال تصورنا للأمكنة والحقائق، ويؤكد لنا أن للحياة مكان وسط الظروف القاسية، وأن الجمال في كل مكان من حولنا، ومهمتنا أن نراه ونعيشه".
وتابع: "تتمثل رسالة فن التصوير التي يرسخها المهرجان، في أن الصورة قادرة على إعادة خلق الوقائع في الذهن والمخيلة، وقادرة على ترتيب الأولويات الإنسانية".
الصور والطبيعة
وقال المصور دان وينترز، خلال حديثه في حفل الافتتاح: "بدأت التصوير عندما كنت صغيراً في مجال الصحف والمجلات، لأني كنت أحب صور المجلات، وهذا ما قادني لاحتراف مهنة التصوير، وقادني لتوثيق وتسجيل أحداث كبيرة من مسيرة المنجزات الإنسانية".
وأضاف: "صورت مشروع هبوط مركبة (أبولو 11)، وواجهنا في المشروع تحدياً كبيراً، فقد تجاوزنا الميزانية المخصصة للمشروع، وأخبرني رئيس تحرير مجلة (ناشيونال جيوجرافيك) شيئاً بقي صداه معي حتى الآن: كيف يمكننا أن نتوقع من القارئ القيام برحلة إذا لم نقم بها بأنفسنا أولاً؟".
وأشار المصوّر العالمي جيمس بالوج إلى العلاقة بين الإنسان والطبيعة خلال عرضه أرشيف الصور المستوحى من الطبيعة، موضحاً: "يمتلك البشر القدرة في التأثير على سطح الأرض وطبقتها الخارجية، فكما تؤثر البراكين والزلازل وغيرها من الظواهر الطبيعية على طبوغرافيا الأرض، يتسبب الإنسان بشكل مباشر بظواهر مثل التصحر والجفاف والتهديد بانقراض المزيد من الحيوانات".
جائزة الجوائز
وقال علاي في تصريح لـ"الشرق": "تتفوق هذه النسخة عن سابقاتها بالأرقام، إذ حققت نمواً بلغ 125% عن النسخ الماضية من حيث زيادة عدد العارضين، وعدد المصورين الذين تم استقطابهم، وعدد ورش العمل، والمعارض الفردية والجماعية".
وأضاف: "هذه النسخة تتفرد ولأول مرة بوجود جناح خاص بالفضاء تم تصميمه بشكل يمنح الزائر تصوراً وكأنه على سطح القمر، بالإضافة لكثير من الصور من الوكالة الأميركية للفضاء (ناسا) للمجرات ورواد الفضاء ورحلاتهم الفضائية".
وأشار إلى وجود جائزتين، الأولى هي جائزة الجوائز العالمية والتي تنقسم إلى 8 فئات، والثانية جائزة المصور الصحافي المستقل التي تم استحداثها العام الماضي، وهي خاصة بالمصورين الذين لا ينتمون لأي جهة بل يمثلون أنفسهم ويدخلون مواقع الحروب، والأدغال، والبحار، وغيرها من الأماكن لالتقاط الصور.
مكانة عالمية
وقال المصور السعودي طالب المري لـ"الشرق"، إن المشاركة في المعرض "تسلّط الضوء على المشارك من قبل المعارض الأخرى، وتمنحه مكانة عالمية، كما أن الاحتكاك بالفنانين العالميين المشاركين يضيف الكثير".
وأضاف المصور المتخصص في تصوير الحياة البرية والحائز جائزة المعرض العام الماضي، أن "اهتمام المعرض بالمجالات المختلفة في التصوير ينعكس إيجاباً على المحيط من حوله، سواء في الإمارات أو خارجها، فالصورة تصل بشكل أسرع".
وأرجع اختيار الحياة البرية للتصوير إلى "التحديات"، لأنه "لا يمكن التحكم في الحيوانات في اختيار وضع معين لتصويرها، ولذلك لا تستطيع التقاط الصورة المرسومة في مخيلتك، ما يجعلك تنتظر أكثر وتركز أكثر، وهذه التحديات هي ما تجعلني أستمر في هذا المجال، إضافة لأنها تعكس شخصيتي وأسلوبي في التصوير".
عالم السيارت
واعتبر مصور السيارات الأردني عبد الله الجعفري أن المعرض من أهم مهرجانات التصوير على مستوى الشرق الأوسط، وقال لـ"الشرق": "أحضر للمعرض لأشاهد الصور والمصورين، لكن هذه المرة أتيحت لي الفرصة لأكون من ضمن المشاركين، وهذا يعطيني دافعاً، بعدما وجدت أعمالي بجوار أعمال مصورين عالميين، على منصة عالمية".
وأضاف: "كنت أكتب في مجال السيارات بحكم اهتمامي بهذا العالم، ولذلك كنت أحتاج إلى صور واضحة، ولم أكن أشاهد العديد من مصوري السيارات أو فن تصوير السيارات في المعارض، على الرغم من الإقبال الكبير عليها. وحين دخلت عالم التصوير، توجهت شيئاً فشيئاً إلى عالم تصوير السيارات حتى أغرمت به، وأردت أن تكون مشاركتي الأولى في هذا التخصص".
الإمارات.. تقدم وهوية
المصورة الإمارتية علياء بنت سلطان المهتمة بتصوير التراث الإماراتي والتي تشارك للمرة الأولى، قالت لـ"الشرق": "يهمني كهاوية للتصوير إبراز هويتنا الإماراتية الأصيلة، وفي المقابل أحاول توصيل رسالة مفادها أنه في عز هذا التطور ما زلنا متمسكين بعاداتنا وتقاليدنا وهويتنا".
اقرا أيضاً: