أكدت منظمة "اليونسكو" الدولية، أن التراث العالمي يدور حول ما نتشاركه، بغض النظر عن المكان الذي جئنا منه أو ننتمي إليه، إذ لدينا جميعاً الحق في تقدير التراث الإنساني المتميّز".
ورأت في بيان نشرته على موقعها، بمناسبة اليوم الدولي للمواقع الأثرية والتاريخية، الذي يصادف في 18 أبريل من كل عام، أن حماية التراث العالمي "تسهم في إحياء ذكرانا نحن، وتلهمنا كي نحدّد من نريد أن نكون في المستقبل".
وشدّدت على أن مواقع التراث العالمي "تحمل في جوهرها أكثر مما تراه العين، إذ يجب أن نتذكّر أن هذه الأماكن غير العادية تحمل إرثاً كبيراً يتعلق بالمجتمعات وماضيها، والمراكز الحضرية ذات طبقات التاريخ، والآثار التي تجسّد تجارب الأجيال المتعاقبة، ومنازل الأجداد، ونقاط التنوّع البيولوجي".
وأعربت اليونسكو عن قلقها من "تصاعد التهديدات ضدّ المواقع الطبيعية والثقافية. وقالت: "وفقاً لأحدث أبحاثنا، فإن 60% من غابات التراث العالمي مهدّدة بالأحداث المتعلقة بتغيّر المناخ، بينما يتوقّع أن تختفي الأنهار الجليدية في ثلث مواقع التراث العالمي بحلول عام 2050".
أضافت: "في مواجهة التهديدات الناجمة عن المناخ، تعمل اليونسكو مع الشركاء والدول لتحسين مراقبة هذه الآثار، ويجمع مرصد المناخ للتراث الحضري، أصحاب المصلحة عبر علوم المناخ والتراث الحضري ورصد الأرض، لتوثيق آثار تغيّر المناخ على مدن التراث العالمي، عبر استخدام أدوات رصد الأرض".
وأشارت إلى مشروع آخر مهمّ تنفّذه اليونسكو في هذا المجال، يتعلق بحملات DNA البيئية، وهي "مبادرة علمية لمواقع التراث العالمي البحري. إذ طوال عام 2023، سيقوم المتطوّعون من جميع أنحاء العالم، بجمع عيّنات المياه التي تساعد في تحديد ثراء الأنواع في المنطقة، من دون استخراج الكائنات الحيّة، مما يجسّد نهج اليونسكو الأخلاقي والشامل والمبتكر للحماية.
وللمناسبة، خصّصت اليونسكو عبر موقعها الرسمي، رحلة افتراضية إنسانية لزيارة مواقع التراث العالمي عبر الرابط التالي:
من جهتها دعت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "ألكسو"، كل المعنيين بالتراث الثقافي في هذا اليوم، إلى "مواصلة الجهود المبذولة للتوعية بأهمية هذا التراث، وتعميق الدراسات والبحوث لفهمه بعمق، واستخلاص العِبر منه، والمحافظة عليه للأجيال القادمة".
وطالبت المنظمة في بيان، بوضع "تصوّر المشاريع الرائدة لإدماج التراث الثقافي في الدورة الاقتصادية، وجعله مجالاً منتجاً للثروة، وموفّراً لفرص التشغيل، وهو ما سيسهم حتماً في حمايته وصيانته والمحافظة عليه".
"التراث في تحوّل"
ولفتت المنظمة إلى ما يتعرّض له التراث الثقافي من "تهديدات ونهب واتجارٍ غير مشروع بمختلف مناطق النزاع، وخصوصاً الاعتداءات المتكررة على التراث الفلسطيني، على الرغم من صبغته الإنسانية، ومن الدعوات المتكررة للنأي به عن المعارك والصراعات المسلحة، والاحتكام إلى المواثيق الدولية الحامية له".
وأشارت إلى أن الشعار الذي تمّ اختياره هذا العام تحت عنوان "التراث في تحوّل"، يدلّ على "الوعي المتنامي لدى المجموعة الدولية، وتطوّر النظرة العامة لهذا التراث، ودوره في المواطنيه وفي حوار الحضارات، للاستثمار والإسهام في النمو الاقتصادي لدى حَمَلة هذا التراث، أو ضمن المشاريع التنموية الكبرى المرتبطة بالسياحة الثقافية والاقتصاد الثقافي الرقمي".
اقرأ أيضاً: