انطلق مهرجان "إيكولوجيا جسم الأرض" في لندن، الخميس، بهدف استكشاف العلاقة بين الصحة العقلية وصحة النظام الإيكولوجي أو التغيّرات البيئية، وفهم التجارب الحيّة لصدمات الأرض ضمن المجتمعات المهمّشة أو الأصلية أو المعتمدة على الأرض.
يسعى المهرجان إلى فهم الـ " Solastalgia "، وهو مفهوم ناشئ تمّ تطويره ليدخل على القاموس النفسي، ويعني الشعور بالفقدان والألم الذي تتسبّب به التغيرات البيئية السلبية على محيط الفرد، أو الضيق الناتج عن التغيير البيئي، الذي يؤثّر على الأشخاص وارتباطهم المباشر ببيئتهم.
يستمر المهرجان على مدى أربعة أيام، وهو من تنظيم متحف "Wellcome Collection"، ويأتي تتويجاً لعامين من الاستكشاف من قِبل "Land Body Ecologies"، وهي بحسب المتحف شبكة تضمّ مجموعة من الفنانين والباحثين والأكاديميين، والناشطين في مجالات علم النفس والفنون والبيئة وعلم الاجتماع والطب وحقوق الإنسان.
صحّة الأرض
يستكشف المشاركون في المهرجان، الترابط العميق بين صحّة الأرض ورفاهية البشر، ويربط المجتمعات المحلية والعالمية بقادة الفكر والفنانين، وينشر "لغة المكان". كما يضم أنشطة فنية وورش عمل ومحادثات وأفلام وعروض، ترتبط بالتغيّرات المناخية والبيئية.
تخلق المحادثات الجماعية فرصاً للتبادلات الأعمق حول"العنف القائم على الأرض"، وفهم الصدمات بين الأجيال والمجتمعات التي تعيش هذه التجارب، بحسب بيان المتحف.
وقالت مديرة Wellcome Collection ميلاني كين: "توضح لنا إيكولوجيا جسم الأرض، كيف أنه عندما تمرض الأرض، فإننا نمرض جميعنا". أضافت: "يأتي هذا التجمّع الفريد في الوقت المناسب، إذ تعتبر خبرة الجميع في مجال الصحة أمراً مهمّاً".
وتابعت: "يمنحنا هذا المشروع فرصة للاستماع إلى مجتمعات السكان الأصليين، أو المجتمعات المعتمدة على الأرض، والتي تعاني من الآثار الكبيرة للصدمات التي تتعرض لها الأرض، والتغيّرات المناخية".
السكان الأصليون
تقع في قلب المشروع مجتمعات السكان الأصليين والمعتمدين على الأرض، بمن فيهم "Ogiek" في كينيا، و "Batwa" في أوغندا، و (Pgak'yau" (Karen"في شمال تايلاند ، و"Sami" عبر منطقة القطب الشمالي الأوسع، فضلاً عن المجتمعات التي تعيش في المناطق العازلة في المنطقة القطبية الشمالية، وحديقة"Bannerghatta" الوطنية في الهند، والمجتمعات المتأثّرة بسدّ الأنهار في شمال فنلندا.
تعرض خلال المهرجان سلسلة من الأفلام التي تعكس تجارب المجتمعات المهمّشة في أجزاء مختلفة من العالم، وتتضمّن فيلم "الطريق إلى كوثريار" (2021) للمخرج بهارات ميرل، الذي يروي قصة باحث في الحياة البرية، تغيّرت نظرته للعالم عندما استعان بدليل من أفراد القبيلة لمساعدته على رسم خريطة محمية للحياة البرية في تاميل نادو.
كما تتضمّن الحوارات "مذكّرات الفيل" للطبيب نيشانت سرينيفاسايا، التي تشارك قصصاً مقنعة عن دراسة سلوك الفيلة لسنوات في غابات جنوب الهند، واتساع الانعكاسات السلبية عليها جرّاء التغيّرات المناخية.
اقرأ أيضاً: