"تحدث العربية".. مبادرة شبابية لإنقاذ "لغة الضاد"

time reading iconدقائق القراءة - 3
فريق "تحدث العربية" خلال زيارة أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل  - مبادرة "تحدث العربية"
فريق "تحدث العربية" خلال زيارة أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل - مبادرة "تحدث العربية"
الرياض -حسن رحماني

لم يستطع الشاب السعودي عبدالإله الأنصاري تجاوز ما حدث بينه وبين مديره، قبل 4 سنوات، حين طلب الأخير منه أن يكتب رسائل البريد الإلكتروني بالإنجليزية، فربما "يقرأها مسؤول أجنبي"، ليتساءل الأنصاري: "ولماذا لا يتحدث هذا المسؤول الموجود في بلد عربي، العربية؟".

ذلك التساؤل دفع الأنصاري إلى تأسيس مبادرة "تحدث العربية" قبل 4 أعوام "لدعم لغة الضاد والتصدي لتهميشها"، حسب ما يقول لـ"الشرق".

ويرى الأنصاري أن "اللغة العربية، التي تعبر عن هويتنا، تتعرض للتهميش والإقصاء داخل المؤسسات العربية، لذا كانت المبادرة وشعارها (تحدث العربية) بمثابة رسالة تذكير للتوعية بجمال لغتنا وتفرّدها، وبساطتها بعيداً عن التعقيد".

يقول: "حرصنا على أن يكون شعار حملتنا مباشراً وواضحاً بعيداً عن التعقيد، فالبساطة أكثر ما يميز لغتنا، وهو ما يسهل انتشارها كثيراً"، لافتاً إلى أن "المبادرة لاقت كثيراً من الدعم من المؤسسات السعودية، الحكومية والخاصة".

ويؤكد الأنصاري لـ"الشرق" أن المبادرة تهدف إلى "تغيير التصوّر لدى الشباب عن لغتهم الأم، والتركيز على جوانب القوة فيها، وأنها مصدر ثراء ديني وثقافي واقتصادي متى ما أعطيت قيمتها، كما تسعى المبادرة إلى تحسين وتطوير مهارة إتقان اللغة العربية وتفعيلها في الحياة".

الإذاعة

إذاعة "تحدث العربية" هي المنتج الأحدث للمبادرة، وهي كما يصف ثامر السنيدي خطوة فعالة في مشوارهم. يقول: "الإذاعة والجداريات التي نكتبها، تكملان ما بدأناه، بإلقاء الضوء على جماليات اللغة وفنونها، وبلاغتها".

تحديات

التحدي المالي والتمويل اللازم لاستمرار الحملة كان أكبر العقبات التي واجهت فريق "تحدث العربية" في البداية، ما دفعهم للبدء في الترويج لشعار الحملة وطباعته على عدد من المنتجات طلباً للدعم والاستمرارية.

ثامر السنيدي، أحد مؤسسي المبادرة والقائمين عليها، يقول إن "المبادرة بدأت في الانتشار من خلال طباعة منتجاتها الخاصة وشعار (تحدث العربية) على القمصات والأدوات البسيطة، وهو شيء أساسي لدعم رحلتنا واستمرار حملتنا، ليصبح مشروعاً قائماً بذاته".

للترويج لمنتجاتهم، اتخذ فريق "تحدث العربية" طريق الفكاهة منهجاً. يقول الأنصاري: "ننقد دائماً المواقف الحياتية بشكل ساخر، فكما قال الأديب الإنجليزي أوسكار وايلد (إذا أردت أن تخبر الناس بالحقيقة، فعليك بالفكاهة)، لذا نلجأ إلى الحسّ الشعبي الفكاهي للترويج، وخدمة اللغة. ونعتقد أن هذا من أهم عوامل القوة في شخصية مبادرتنا".

ويتطلع فريق "تحدث العربية" إلى المزيد من الحملات المستقبلية لخدمة اللغة والهوية لتتسع رقعة المستفيدين وأن تبلغ "تحدث العربية" كل لسان عربي، وأن تعود الريادة إلى المملكة العربية السعودية في هذا المجال، على حد قولهم.