المتاحف الثقافية تبتكر مساحات جديدة للتأمل والتفكير

 تلجأ المتاحف إلى إيجاد مساحات "ثقافية" لها وظائف جديدة، مثل التأمل والتفكير العميق، وهو ما فعله متحف كنساس الأميركي، الذي كلّف الفنانة الأميركية سمر ويت، Summer Wheat التي تشتهر بأشكالها المنحوتة وألوانها المعبّرة، وتتحدى حدود المادة والمعالجة، لتصميم عمل فني معاصر، هو عبارة عن مزار للتأمل في حرم المتحف في ولاية ميسوري. 

"البيت الجوهرة"، أو "Jewel House" تبلغ كلفته 3 ملايين دولار، وسيعيد تصوّر القبة السماوية التي كانت تضم معهداً للموسيقى، قبل أن يتمّ التخلي عنه في السبعينيات.

تبلغ مساحة المزار  600 قدم مربع، وسيضم عناصر من الزجاج الملوّن، والمنحوتات ذات الزخارف الكونية - بما في ذلك الإشارات إلى حامل الماء، وهو شخصية برج الدلو المتكررة في أعمال الفنانة، التي ترمز إلى الشفاء والتطهير.

وقالت الفنانة الأميركية لصحيفة "آرت نيوز"،  "سوف يجتمع الفن والتأمل معاً في هذا المكان، كي يتسنى للزائرين أن يفكروا في حياتهم ومجتمعاتهم بطرق أعمق".

أضافت: "لا نريد أن نطلق عليه بالضرورة اسم "مصلى"، لأننا لا نريد دلالات دينية مرتبطة بالعمل. نريد أن نوفر للأشخاص مساحة لاستكشاف عالمهم الداخلي."

واعتبرت الفنانة أنه "في ظل المناخ الحالي، هناك المزيد من الاضطرابات التي نتعامل معها كبشر. لذلك أردت أن ترمز هذه المساحة إلى نقطة الدخول إلى تطهير النفس".

وقالت "أود أن يكون هذا الموقع ملجأ للأشخاص الذين يرغبون في العثور على مساحة آمنة للنظر فيها، والتعرّف على اختلافاتهم والحصول على مساحة للتأمل".

ملاذ للضوء

وأوضح المتحف على موقعه، "أنه تمّ بناء الحديقة الشتوية عام 1910 لتخزين النباتات في الشتاء، ثم  جرى تعديل وظيفتها في الخمسينيات من القرن الماضي لإنشاء قبة سماوية، وسيتم تجديدها اليوم من قبل الفنانة الأميركية لتصبح عملاً فنياً معاصراً، يضم الزجاج والبرونز والفسيفساء". 

أضاف: "أن "Jewel House" سيكون "ملاذاً مليئاً بالضوء وغامراً وشاملاً للتأمّل والتفكير والتجدّد، ومركزاً للتواصل والإلهام والعمل. وسيوفّر التحفيز لأولئك الذين يسعون إلى المشاركة والمصالحة والشفاء. وسيركز على البرامج والممارسات التصالحية".

ستتعاون ويت مع الفنان Tyler Kimball لإنشاء عناصر الزجاج الملوّن، ومع International Architects Atelier (IAA)، وهي شركة مقرّها مدينة كانساس، التي عملت على مشروعات ثقافية أخرى في المنطقة، على غرار كنيسة "روثكو"، و"أوستن إلسورث كيلي".

تشتهر سمر ويت (1977) من أوكلاهوما، بلوحاتها النابضة بالحياة، ومنحوتاتها متعددة الأوجه، وتركيباتها الغامرة التي تنسج تاريخ المادية والتصوير والتجريد في كل من الفنون الجميلة والبيئات الحرفية.

 تتضمن أعمالها تجارب إنسانية فردية وجماعية مستمدّة من مصادر تاريخية ومعاصرة، من خلال مجموعة متنوّعة من المراجع التي تتراوح بين الفن القديم ومنسوجات القرون الوسطى، إلى النقوش من عصر النهضة، إلى التجريدات الحداثية.