اليونسكو تمنح "حماية معززة" لدير هيلاريون في غزة

time reading iconدقائق القراءة - 5
القديس هيلاريون الناسك المولود في فلسطين - euromedmonitor.org
القديس هيلاريون الناسك المولود في فلسطين - euromedmonitor.org
دبي-الشرق

منحت منظمة اليونسكو "حماية معزّزة مؤقتة" لدير القديس هيلاريون في قطاع غزة، وهو أعلى مستوى من الحصانة ضد الهجمات التي حدّدتها اتفاقية لاهاي عام 1954.

تأتي هذه الخطوة، بعد تعرّض الموقع لأضرار خلال الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر في غزة. وتقدّم الوفد الدائم لدولة فلسطين لدى اليونسكو، بطلب حماية الموقع، الذي تشرف عليه وزارة السياحة والآثار الفلسطينية.

أقدم الأديرة

 دير القديس هيلاريون هو جزء من تل أم عامر، المدرج على قائمة اليونسكو للتراث المبدئي منذ عام 2012. ويقع في قرية النصيرات الساحلية، على بعد 8.5 كيلومتر جنوب مدينة غزة، وهو أحد المواقع الأثرية المهمّة، ومن أقدم الأديرة في فلسطين.

وقالت وكالة الأنباء "وفا"،" إن العمل جار منذ أربع سنوات لإحياء دير القديس هيلاريون والكشف عن مقتنياته الأثرية، إذ يضمّ أنقاض كنيستين، ومكاناً للدفن، وقاعات للعمادة والطعام، فضلاً عن الأرضيات المصنوعة من الحجر الكلسي، والفسيفساء الملوّنة والمزينة بالرسوم والنقوش المختلفة، والبلاط الرخامي، وكذلك حمامات بخارية كبيرة ونافورة، إلى جانب الديماس والمصلّى وغرف الرهبان والساقية.

وقال جهاد ياسين، مدير عام التنقيب والمتاحف في الوزارة لصحيفة "آرت نيوز"، لا نعرف إذا كان النصب نفسه قد تضرّر أم لا، لكننا نعلم أن المناطق المحيطة به قد تأثّرت.

أضاف: "من المهم حماية المنطقة بأكملها، بما في ذلك المنطقة العازلة، لأنها تحوي معالم أثرية أخرى غير مكتشفة".

ونظراً لاستحالة تقييم الأضرار في الموقع، يراقب خبراء اليونسكو الوضع عن بُعد، بحسب متحدث باسم اليونسكو، الذي أشار إلى "استخدام بيانات الأقمار الصناعية والمعلومات المرسلة من قِبل أطراف ثالثة".

وقال ياسين إن المعلومات والإحداثيات الخاصة بالعديد من المواقع الثقافية، تتمّ مشاركتها مع اليونسكو، كي تقوم بنقلها إلى إسرائيل في محاولة لحمايتها ". مؤكداً أن الأمر لا يتعلق بالقديس هيلاريون فقط، بل بالتراث الثقافي في غزة، وهذا يشمل الأراضي الرطبة الساحلية، وميناء أنثيدون، وهما موقعان مدرجان على قائمة التراث العالمي".

ولفت ياسين إلى أن "الميناء البحري في غزة، الذي كان مأهولاً بالسكان منذ عام 800 قبل الميلاد وحتى عام 1100 بعد الميلاد، دُمِّر بالكامل".

ويشير تقييم الأمم المتحدة، إلى أن أكثر من 40 ألف مبنى تضرّر، أو دمّر في قطاع غزة منذ اندلاع الحرب، بما في ذلك المواقع المرتبطة بإرث العديد من الحضارات.

ووفقا لوزارة السياحة والآثار الفلسطينية، هناك أكثر من 130 موقعا تاريخياً مسجّلا في غزة، باستثناء المنازل التاريخية، وتوجد ثلاثة مواقع في غزة على القائمة المؤقّتة للتراث العالمي لليونسكو.

ونشرت منظمة "التراث من أجل السلام" غير الحكومية، ومقرها إسبانيا، تقريراً أولياً  أدرجت فيه 104 مواقع تاريخية على أنها متضرّرة أو مدمرة في غزة. كما أصدر الفرع الفلسطيني للمجلس الدولي للآثار والمواقع (إيكوموس) تقريراً أوّلياً عن الأضرار في 6 ديسمبر.

نهب ثم تدمير

اكتُشف الدير عام 1993، أثناء عملية لتقسيم الأراضي، لكن سلطات الاحتلال التي كانت تسيطر على قطاع غزة، عمدت إلى نهب وسرقة القطع الأثرية من داخل الموقع.

يرجع تاريخ بناء الدير الأول إلى القرن الرابع ميلادي، وينسب إلى القديس هيلاريون، وهو من سكان منطقة غزة وأب الرهبنة الفلسطينية. دُمّر الدير عام 614 بسبب الزلزال، واكتشفه علماء الآثار المحلّيون عام 1999.

وكان الدير بمثابة محطّة مهمة على مفترق الطرق بين مصر وفلسطين وسوريا وبلاد ما بين النهرين. ويتألف من كنيستين ومدفن وقاعة معمودية ومقبرة عامة وقاعة للجمهور.

تصنيفات

قصص قد تهمك