أعلن برنامج "جدة التاريخية" بالتعاون مع هيئة التراث السعودية، الأحد، اكتشاف حوالى 25 ألف قطعة أثرية يعود أقدمها إلى القرنين الأول والثاني الهجري (القرنين السابع والثامن الميلادي)، وذلك في أربعة مواقع تاريخية.
شملت المواقع مسجد عثمان بن عفان، والشونة الأثري، وأجزاء من الخندق الشرقي، والسور الشمالي، وذلك ضمن مشروع الآثار الذي يشرف عليه برنامج "جدة التاريخية"، بحسب وكالة الأنباء السعودية "واس".
وأسفرت أعمال المسح والتنقيب الأثري التي بدأت في نوفمبر من العام 2020، عن اكتشاف 11 ألفاً و405 مواد خزفية يبلغ مجموع أوزانها 293 كيلو، كما عُثر على 11 ألفاً و 360 مادة من عظام الحيوانات، يبلغ مجموع أوزانها 107 كيلو.
كما عثر على 1730 مادة صدفية بوزن 32 كيلو، و 685 من مواد البناء بلغ مجموع أوزانها 87 كيلوغراماً، و191 مادة زجاجية بلغ مجموع أوزانها 5 كيلو.
ووصل عدد المواد المعدنية إلى 72 قطعة بوزن 7 كلجم، إذ بلغ إجمالي ما تم العثور عليه 531 كلجم، لتشكل قيمة مهمة للمكتشفات الأثرية الوطنية.
وكشفت الدراسات في مسجد عثمان بن عفان عن المواد الأثرية، التي يُرجّح أن يعود أقدمها إلى القرنين الأول والثاني الهجري (القرنين السابع والثامن الميلادي)، بداية من العصر الإسلامي المبكر، مروراً إلى العصر الأموي ثم العباسي والمملوكي وحتى العصر الحديث في مطلع القرن الخامس عشر الهجري (القرن الواحد والعشرين الميلادي).
وحددت الدراسات الأثرية التي أجريت على قطع خشب الأبنوس التي عُثر عليها معلقة على جانبي المحراب أثناء أعمال التنقيب والبحث الأثري في المسجد، أنها تعود إلى القرنين الأول والثاني الهجري (السابع والثامن الميلادي)، ويرجع موطنها إلى جزيرة سيلان على المحيط الهندي، ما يسلط الضوء على الروابط التجارية الممتدة لمدينة جدة التاريخية.
وتضمّنت المواد المكتشفة في المسجد، مجموعة متنوعة من الأواني الخزفية، وقطع من البورسلين عالي الجودة، التي نشأ بعضها في أفران مقاطعة جيانج شي الصينية، ما بين القرنين العاشر والثالث عشر الهجري تقريباً (السادس عشر والتاسع عشر الميلادي)، فضلاً عن أوعية فخارية تعود بحسب آخر ما وجدته الدراسات إلى العصر العباسي.
وفي موقع الشونة الأثري، تحدد التسلسل التاريخي للبقايا المعمارية إلى القرن الـ13 الهجري على الأقل (قرابة القرن التاسع عشر الميلادي)، مع وجود دلائل من بقايا أثرية ترجع تاريخياً إلى القرن العاشر الهجري تقريباً (القرن السادس عشر الهجري الميلادي).
كما عُثر على أجزاء من المواد الفخارية، التي تتكوّن من البورسلين وخزفيات أخرى من أوروبا واليابان والصين، والتي من المرجح أن يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر والرابع عشر الهجري (التاسع عشر والعشرين الميلادي).
وكشفت أعمال التنقيب بموقع الكدوة (باب مكة)، عن ظهور أجزاء من الخندق الشرقي الذي من المرجح أن يعود إلى أواخر القرن الثاني عشر الهجري (أواخر القرن الثامن عشر ميلادي).
كما عُثر على عدد من شواهد القبور من الأحجار المنقبية والجرانيت والرخام، التي حُفرت عليها بعض الكتابات وجدت في مقابر جدة التاريخية، ويرجّح المختصون أن بعضها يعود إلى القرنين الثاني والثالث الهجري (الثامن والتاسع الميلادي)، متضمنة أسماء أشخاص وآيات قرآنية، ولا تزال تخضع للدراسات والأبحاث لتحديد تصنيفها بشكل أدق من قبل المختصين.
وتضمنت الدراسات الأثرية للمواقع التاريخية الأربعة التنقيبات الأثرية، وتحاليل عينات الكربون المشعّ، وتحاليل التربة والدراسات الجيوفيزيائية والعلمية للمواد المكتشفة.
وتمّ نقل أكثر من 250 عينة خشبية من 52 مبنياً أثرياً لدراسته في مختبرات عالمية متخصّصة، بهدف التعرّف عليها وتحديد عمرها الزمني.
ونتج عن هذه الأبحاث جمع أكثر من 984 وثيقة تاريخية عن جدة التاريخية، بما في ذلك الخرائط والرسومات التاريخية لسور جدة التاريخي والشونة والمواقع الأثرية الأخرى في المدينة.
وأشرف برنامج "جدة التاريخية" بالتعاون مع هيئة التراث على عمليات التوثيق، وآليات تسجيل وحفظ المواد الأثرية المكتشفة في المنطقة، وإدراجها في السجل الوطني للآثار، ضمن قواعد بيانات علمية لحمايتها والمحافظة عليها.
كما تمّت أرشفة الوثائق والصور للمواد الأثرية المكتشفة، وذلك عبر مجموعة من الكوادر الوطنية المتخصصة في حفظ وتسجيل المواقع الأثرية، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية "واس".
يذكر أن أعمال مشروع الآثار في منطقة جدة التاريخية انطلقت في يناير 2020، واستهل المشروع أعماله بإعداد الدراسات الاستكشافية، وإجراء مسح جيوفيزيائي للكشف عن المعالم المغمورة في باطن الأرض، في 4 مواقع تاريخية تضم مسجد عثمان بن عفان، وموقع الشونة، وأجزاء من السور الشمالي، ومنطقة الكدوة.