يفكّر صنّاع الموضة بما سترتديه نجمات الفن والسينما على منصّات الأضواء والصخب، وتفكّر بعض النجمات في معنى ما سترتديه، وأي دور لما سترتديه، في التعبير عن موقف أو قضية إنسانية أو سياسية.
الأنظار كلها كانت شاخصة إلى فستان الممثلة الأسترالية كيت بلانشيت في مهرجان كان السينمائي، الذي رآه البعض بياناً واضحاً للتعبير عن تضامنها مع فلسطين، وغزة على وجه التحديد، وهي تعمّدت رفع الفستان أمام المصوّرين لجذب المزيد من الاهتمام إلى البطانة الخضراء أثناء التصوير.
وقالت صحيفة "ذا غارديان البريطانية:"رفعت بلانشيت الجزء الخلفي من فستانها لتكشف عن البطانة الخضراء. وبالنظر إلى لون السجادة الحمراء لمهرجان كان السينمائي، فسّر العديد من المعلقين فستان بلانشيت على أنه رسالة تضامن مع الفلسطينيين، حيث أن الأسود والأحمر والأخضر، إلى جانب الأبيض، هي ألوان العلم الفلسطيني".
وعلّقت صحيفة "نيويورك تايمز قائلة: "تلقّت صور السيدة بلانشيت عشرات التعليقات مع رموز تعبيرية للعلم الفلسطيني أو البطيخة، وهو رمز يستخدم لإظهار الدعم للفلسطينيين".
أضافت: "لم تعلّق السيدة بلانشيت علناً على الفستان. ولم يفعل ذلك مصمّمها السيد أكرمان أو ممثّلو دار "جان بول غوتييه".
وقالت آفا غنيم، مؤرّخة وباحثة في مجال اللباس الأميركي من أصل فلسطيني: "إن فستان بلانشيت هو تقليد ولد من رحم الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، واتبعته النساء الفلسطينيات اللواتي استخدمن أجسادهن للتعبير عن قضيّتهنّ، وفستان بلانشيت يذكرنا بذلك".
ورأت سوزي التميمي، مصمّمة الأزياء الفلسطينية الأميركية المقيمة في بروكلين، أن فستان بلانشيت "رمز ذكي وواضح للتضامن مع فلسطين".
بلانشيت والقضايا الإنسانية
شغلت بلانشيت منصب سفيرة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين منذ عام 2016، وهي واحدة من لاعبي هوليوود المهمّين.
كانت بلانشيت صريحة بشأن الحرب في غزة. إذ وقّعت على رسالة وجّهتها مجموعة "Artists4Ceasefire" إلى الرئيس الأميركي جو بايدن، تحثّه على الدعوة إلى وقف إطلاق النار في إسرائيل وغزة.
وجاء في الرسالة: "نجتمع معاً كفنانين ومناصرين، ولكن الأهم من ذلك كبشر نشهد الخسائر المدمرة في الأرواح والأهوال التي تتكشف في إسرائيل وفلسطين. ونطلب منك كرئيس للولايات المتحدة، أن تدعو إلى وقف فوري للتصعيد، ووقف إطلاق النار في غزة وإسرائيل قبل أن يفقد آخرون حيواتهم".
العام الماضي، حضرت بلانشيت حفلاً في مدينة كان حافية القدمين، وافترض كثيرون أنها تلتزم بقاعدة الأحذية، في إظهار الدعم للنساء في إيران.
وأثناء تسليم الجائزة للممثل الإيراني زار أمير إبراهيمي، حملت بلانشيت الكأس مثل السكين وقالت: "هذا طعن للأشخاص كلهم الذين يقفون في طريق حقوق المرأة".
عام 2018، قادت بلانشيت 82 امرأة إلى السجادة الحمراء في مهرجان كان، للاحتجاج على عدم المساواة بين الجنسين في صناعة السينما.
تجدر الإشارة إلى أن المسؤولين الإسرائيليين قاموا بحظر العلم الفلسطيني خلال سنوات الانتفاضة، واعتقلوا أي شخص يحمله. وللتغلب على الحظر، قامت النساء بتطريز ألوان العلم على فساتينهن، كوسيلة لاستعادة هويتهن.
تمّ رفع هذا القانون بعد اتفاقيات أوسلو عام 1993، على الرغم من أن حكومة بنيامين نتنياهو حظرت مرة أخرى استخدام العلم في الأماكن العامة عام 2023.