لم يكد يخرج الرئيس السابق دونالد ترمب من غرفة الطوارئ، واضعاً ضمادة على أذنه المصابة، حتى انتشرت عبر وسائل التواصل لوحة للفنان الهولندي فان جوخ، وهو يضع ضمادة مماثلة على أذنه، مع استبدال وجه الرسام الهولندي بوجه الرئيس ترمب.
وقارن بعض النقّاد الفنيين صورة ترمب الجريح، بعمل للفنان الفرنسي بول غوغان، هو عبارة عن رأس على شكل إبريق من الخزف (1889)، أنجزه الفنان عقب حدثين صادمين في حياته، فهو كان يزور فان جوخ عندما قطع أذنه اليسرى، وشهد بعد ذلك في باريس قطع رأس القاتل سيء السمعة برادو.
كما شبّه البعض صورة ترمب بلوحة "طوف ميدوسا" (1819) للفنان تيودور جيريكولت.
وروّجت وسائل التواصل لصور أخرى من محاولة الاغتيال، تُظهر ترمب جاثياً على يديه وركبتيه خلف منبره، ويساعده أفراده الأمنيون على الخروج من المنصّة، ما دفع ببعض الكُتّاب إلى تشبيها بصور من حياة يسوع : "الإيداع وحتى القيامة".
وتمّت مقارنة صورة ترمب بالصور الكلاسيكية من التاريخ الأميركي، مثل صورة مشاة البحرية وهم يرفعون العلم في إيو جيما خلال الحرب العالمية الثانية.
واستذكرت اللقطات التلفزيونية للحادثة أيضاً، عملية اغتيال رئيس آخر هو جون كينيدي، لكن على عكس حادثة ترمب، فإن ما لم يتم بثّه إطلاقاً، هو لقطات كينيدي بعد إصابته بجرح كبير في مقدّمة رأسه.
لقيت حادثة ترمب انتقاداً لاذعاً من قبل شريحة من المثقفين والمؤثرين على وسائل التواصل، الذين انتقدوا "الذكاء الإعلامي للرئيس السابق"، كما انتقدوا "ميل ترمب شبه الغريزي لإنتاج الصور التي تتصدّر الشاشات ووسائل التواصل".
وكتبت صحيفة "آرت نيوز"، أن محاولة اغتيال الرئيس السابق ترمب "هي اللقطة التي سُمعت في جميع أنحاء العالم"، في استعارة رمزية لعبارة عن حرب الاستقلال الأميركية، أعيد إنتاجها كثيراً: "اللقطة التي شوهدت في جميع أنحاء العالم". التقط الصورة إيفان فوتشي، كبير مصوّري وكالة أسوشيتد برس في واشنطن.
وقال موقع "Hyperallergic" الكندي، "إن حادثة إطلاق النار على ترمب، والصور التي توثّقه، كانت محاطة بنظريات المؤامرة، إذ ادعى البعض أنهم رأوا جسماً أصفر غريباً في يد ترمب، وتكهّنوا بأنه يحتوي على دم مزيّف".
ولفت الموقع إلى أن الضرر الأشد وقع بعيداً عن أعين المصوّرين، عندما أصيب أحد المتفرّجين بجروح قاتلة بطلقات نارية وأصيب آخرون، في حين أن الرجل الذي ذكره مكتب التحقيقات الفيدرالي بأنه الفاعل، توماس ماثيو كروكس، قُتل برصاص المخابرات السرية.
وعلى الرغم من أن الصورة التي التقطها مصوّر وكالة (أسوشيتد برس) إيفان فوتشي، لترمب الجريح هي "أيقونية" و"تاريخية"، وأن محاولة الاغتيال كانت حقيقية، "إلا أن كل ما أعقب الطلقة النارية كان مجرد استعراض واضح"، بحسب صحيفة "آرت نيوز".
من المعروف أن الصورة تساوي ألف كلمة، لكن صورة فوتشي قد تكون مفيدة أيضاً لملايين الأصوات في الانتخابات الرئاسية في الخريف، عندما سيواجه ترمب خصماً أكبر منه سناً.
ولفتت الصحيفة إلى أن "إحدى التفاصيل الصغيرة التي تم التغاضي عنها حتى الآن هي قبعة ترمب الحزبية ، والقبضة المرفوعة عالياً فوق رأسه".
أضافت: "قد لا يكون الرئيس مسروراً عندما يعرف أن القبضة المضمومة، كانت رمزاً مألوفاً في الأيقونات السوفييتية، وكان يفضّلها زعيم الثورة الكوبية، فيدل كاسترو".
وأشارت إلى أنها "تحمل ظلالاً من تحية القوّة السوداء في الستينيات، التي ردّدها المتظاهرون الداعمون لـ"حياة السود مهمّة" في وقت سابق من هذا العقد".
لكن القبضة المرفوعة هي أيضاً إحدى الإيماءات التي يلجأ إليها ترمب في لحظات التطرّف. وخلال إحدى الحملات الانتخابية في كنيسة في ديترويت الشهر الماضي، وقف ترمب أمام صليب مضاء ورفع قبضته. وقام بلفتة مماثلة لمؤيديه، بعد إدانته بارتكاب 34 جناية في نيويورك في مايو الماضي.