أدان مجلس الكنائس العالمي (WCC)، تعرّض كنيسة القديس بورفيريوس في غزة، ثالث أقدم كنيسة في العالم، للاعتداءات الإسرائيلية للمرة الثانية على التوالي.
وكانت الكنيسة تعرّضت قبل أشهر لأضرار جسيمة، عندما أصيبت بصاروخ في 19 أكتوبر 2023، ما أدى إلى مقتل 18 شخصاً، وإصابة ثلاثة آخرين.
ونشرت صحيفة "هآرتس" تحقيقاً حول قصف المواقع التاريخية في غزة بعنوان: "إسرائيل تدمّر كل ما هو جميل".
وجاء في الصحيفة، "أنه وبسبب القصف الإسرائيلي، تمّ تدمير عشرات المواقع التراثية في قطاع غزة، بدءاً من المسجد العمري الكبير الذي يعود تاريخه إلى القرن الثالث عشر، وكنيسة القديس برفيريوس، وموقع التنقيب في الميناء القديم، إلى جانب آلاف القتلى ومئات الآلاف من النازحين". (26 ديسمبر 2023).
سلام على هذه الأرض
ودعا القسّ جيري بيلاي، الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي في بيان، "جميع الأطراف إلى إنهاء هذه الحرب، ومن ثم التفكير بشكل أعمق في كيفية تمكين الناس من العيش معاً بسلام على هذه الأرض".
وقال: "يدين مجلس الكنائس العالمي الهجمات على الكنائس والمواقع الدينية والمستشفيات والمدارس والأماكن التي يتمركز فيها المدنيون". مؤكداً أن المجلس "سيواصل الصلاة والعمل من أجل السلام في غزة والأراضي المقدسة وبقية العالم".
أهمية الكنيسة
تعدّ كنيسة بورفيريوس موقعاً مهماً للمسيحيين في قطاع غزة، الذين يشكلون نحو 1000 شخص، معظمهم من الروم الأرثوذكس، من إجمالي سكان القطاع، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.
تقع الكنيسة شمالي القطاع، في حي الزيتون بالبلدة القديمة، وهي المنطقة التي عانت من أعنف عمليات القصف خلال الحرب.
يعود تاريخ الكنيسة إلى عام 407م. تمّ تحويلها إلى مسجد في القرن السابع. ثم بنيت كنيسة جديدة في القرن الثاني عشر على يد الصليبيين. وتمّ تجديدها آخر مرة عام 1856.
الممتلكات الثقافية
واستنكرت اليونسكو الاعتداء على الكنيسة، ودعت إلى ضرورة عدم استهداف الممتلكات الثقافية، أو استخدامها لأغراض عسكرية، باعتبارها بنية تحتية مدنية”.
أضافت: "لا نزال نشعر بقلق بالغ إزاء الوضع في غزة فيما يتعلق بالتراث الثقافي، ونكرّر ضرورة التزام جميع الجهات الفاعلة بالقانون الدولي".
وقال عماد وفا الصايغ، رئيس مجلس إدارة "جمعية الشبان المسيحيين" في غزة لموقع (Art News): " عند التاسعة مساء سمعنا ضربة قوية في المبنى الذي نسكن فيه داخل الكنيسة، أصابت القذيفة المكان الذي ينام فيه أطفالي وسبعة آخرون، فألحقت أضراراً بالسقف والجدران، ثم سقطت في الطابق الأرضي".
أضاف: "أوجّه رسالة إلى العالم الحرّ، وأقول لهم ماذا تفعلون لوقف هذه الحرب وهذه الجرائم؟"
ولجأ الصايغ وعائلته، مثل الكثيرين إلى داخل الكنيسة في 9 أكتوبر، ورفض المغادرة قائلاً: "إنها واحدة من أقدم الكنائس في العالم، كيف يمكننا أن نتركها؟"
وعلى الرغم من خسارته منزله ومصنعه وتعرّض الكنيسة للقصف مرتين، يقول الصايغ: "نحن لا نخاف من المزيد من الهجمات، وكل شيء في يد الله".