ربما يحقق إسقاط طائرة روسية مسيرة طراز S-70 Okhotnik في حرب أوكرانيا مكاسب غير متوقعة من خلال توفير بيانات استخباراتية لأوكرانيا والغرب، لا سيما أن الإلكترونيات والحوسبة تقدم بعض المؤشرات بشأن مدى تقدم روسيا في مجال معالجة بيانات الأهداف المدعومة بالذكاء الاصطناعي والشبكات الرقمية والعمل الجماعي بين الطائرات المأهولة وغير المأهولة.
وخلال السنوات الأخيرة، يبدو أن روسيا تحاول محاكاة الولايات المتحدة في دمج عمل الطائرات المسيرة مع الطائرات المأهولة، فيما يعرف ببرنامج Loyal wingman، إذ يُمكن تشغيل الطائرات المسيرة من قمرة القيادة لمقاتلة مأهولة، وفق موقع Warrior Maven.
وأحرزت القوات الجوية الأميركية تقدماً كبيراً في ربط طائرات F-22 وF-35 بالطائرات المسيرة في الجو. وتشير تقارير متعددة إلى أن الطائرة بدون طيار الروسية التي أسقطت كانت تعمل بالتنسيق مع مقاتلة شبحية روسية من طراز Su-57 من الجيل الخامس.
وتحدثت وسائل إعلام روسية طيلة سنوات عن ربط طائرة Okhotnik المسيرة مع طائرة Su-57 من الجيل الخامس.
وقال موقع Warrior Maven، إن الأدلة المحيطة بإسقاط الطائرة تشير إلى أن Okhotnik كانت تعمل بالتنسيق مع طائرة Su-57، ومن المحتمل أنها أسقطت عمداً، أو من خلال نيران صديقة.
نيران صديقة
لا تزال الظروف الدقيقة التي أدت إلى إسقاط Okhotnik غير واضحة. وتظهر لقطات فيديو للحادث، تداولتها قنوات تواصل اجتماعي مؤيدة لكل من كييف وموسكو، طائرة مقاتلة من طراز SU-57 تُسقط الطائرة المسيرة باستخدام ما يبدو أنه صاروخ جو-جو من طراز R-74M2.
ونشرت وسائل إعلام روسية، تقارير خلال السنوات الماضية بشأن كيفية نسخ موسكو الشبكات الناجحة للقوات الجوية الأميركية لطائرات F-35 وF-22، وValkyrie بدون طيار مع التعاون المأهول وغير المأهول بين Okhotnik وSu-57 من الجيل الخامس الروسي.
وأحرزت القوات الجوية الأميركية في السنوات الأخيرة، تقدماً كبيراً في تطوير مفهومها للتعاون بين الطائرات المأهولة وغير المأهولة، حيث تتمكن الطائرات المأهولة من الجيل الخامس من التواصل مع بعضها البعض أثناء الطيران، وتبادل البيانات الهامة في الوقت الفعلي.
وأظهر مختبر أبحاث القوات الجوية الأميركية، أن طائرتها المسيرة Valkyrie يمكنها تبادل البيانات أثناء الطيران مع طائرة F-35.
طائرة Okhotnik
بغض النظر عن المستوى المحدد من التطور التكنولوجي في مجال التعاون بين الطائرات المأهولة وغير المأهولة، تُعرف طائرة Okhotnik بأنها منصة خطيرة للغاية.
ولا تتميز هذه المنصة بالقدرة على التخفي فحسب، بل هي أيضاً طائرة بدون طيار مسلحة، وفقاً لتقارير عديدة.
وقال فاديم كوزيولين من الأكاديمية الروسية للعلوم العسكرية، إن ترسانة Okhotnik تتضمن صواريخ جو-أرض ومجموعة من القنابل التي يتم التحكم فيها عن طريق الانزلاق أو بواسطة المشغل، والتي لن يتم تعليقها من الأجنحة، ولكن سيتم إخفاؤها داخل الجسم لتقليل الرؤية على رادار العدو.
ويبدو أن طائرة Okhotnik تشكل تهديدات كبيرة، إذ ورد أنها تعمل بحجرة أسلحة داخلية وطلاءات خفية وتشكيل أفقي خفي يشبه تصميم الطائرة B-2.
وتمتلك الطائرة الروسية المسيرة القدرة على الاحتفاظ بالأسلحة داخل الطائرة دون تعليقها تحتها على أبراج، ما يعني أن الطائرة بدون طيار يمكنها الهجوم أثناء العمل في وضع التخفي.
وقد يوجد في الطائرة بعض "النقاط الصلبة" الصغيرة لتمكينها من شن هجوم ثقيل. ويعني غياب الهياكل البارزة والأشكال والزوايا الحادة من أسفل الأسلحة أن رادار الدفاع الجوي الأرضي سيكون لديه قدر أقل بكثير من ارتداد إشارته أو الارتداد لتوليد عرض لأجهزة الاستشعار الأرضية.
وربما تتعلق الأسئلة الحقيقية بشأن الطائرة بدون طيار أيضاً بمستوى التطور التكنولوجي عندما يتعلق الأمر بخصائص التخفي الإضافية.
وقال موقع Warrior Maven، إن من بين التساؤلات، يعتبر الأكثر إلحاحاً هو مدى قدرة تلك الطائرة الروسية المسيرة على تطوير قدرات الذكاء الاصطناعي، وهو ما من شأنه أن يزيد بشكل كبير من قدرتها على معالجة بيانات الاستشعار، واستهداف المعلومات، والقدرة على التواصل مع كل من الأنظمة المأهولة وغير المأهولة الأخرى.
الذكاء الاصطناعي
وسيؤدي اعتماد الطائرة الروسية Okhotnik على الذكاء الاصطناعي إلى تقليل زمن الوصول، ويبسط احتمالات الهجوم، ويربط تفاصيل الهجوم عبر تشكيلات أوسع نطاقاً وأكثر تهديداً.
ولم تنتج روسيا بعد العديد من طائرات SU-57. وربما تكون هناك بعض التساؤلات بشأن ما إذا كانت لديها القدرة الصناعية على بناء أعداد مؤثرة من الطائرات المسيرة الجديدة.
وفي حين أن عدداً صغيراً من هذه الطائرات من المرجح أن يشكل تهديداً موثوقاً، ربما لا تمتلك روسيا القدرة على توسيع وجود هذه الطائرات المسيرة بسرعة.
وفي حين يُعرف عن الجيش الأميركي تشغيل طائرات بدون طيار خفية مثل Sentinel، فلا يوجد مؤشر واضح على أن الولايات المتحدة تدير طائرة بدون طيار خفية "مسلحة"، ومع ذلك فإن ظهور واحدة في المستقبل القريب لن يفاجئ أحداً.
واكتسبت طائرة Sentinel RQ-170 العسكرية الأميركية شهرة واسعة باعتبارها طائرة استطلاع خفية قادرة على تنفيذ مهام الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع في بعض المناطق الأكثر خطورة وإثارة للنزاع، ومع ذلك لا يبدو أن هذه المنصة مسلحة.
ولا يزال من غير الواضح إذا كانت الولايات المتحدة قطعت شوطاً طويلاً في تطوير طائراتها الهجومية الخفية بدون طيار، على الرغم من وجود طائرات بدون طيار خفية غير مسلحة مثل RQ-170.
وقبل سنوات، كان هناك برنامج يسمى UCLASS، وهي طائرة بدون طيار تطلقها البحرية من حاملات الطائرات، والتي تم استكشافها كطائرة هجومية مسلحة أو طائرة لتزويد الوقود أو أداة مراقبة.
وسبق البرنامج ابتكار مثير للاهتمام يسمى X-47B Demostrator، وهي أول طائرة بدون طيار خفية تطلق من حاملات الطائرات.
انتهى الأمر ببرنامج UCLASS إلى ما يمكن تسميته "تصادماً صغيراً من حيث الغرض والمهمة"، لكن انتهى به المطاف إلى التطور إلى طائرة بدون طيار MQ-25 Stingray الأولى من نوعها للبحرية الأميركية للتزوّد بالوقود.