كشفت كوريا الشمالية عن فئة جديدة من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، والتي تم اختبارها لأول مرة نهاية الشهر الماضي، وحلقت على ارتفاع يزيد عن 7 آلاف كيلومتر.
ويعد صاروخ Hwasong-19 الباليستي العابر للقارات الجديد، أكبر فئة من الصواريخ المحمولة على الطرق في العالم، وهو أكبر بكثير من صاروخ Hwasong-17 الضخم بالفعل الذي تم الكشف عنه في عام 2020 والذي حمل هذا اللقب سابقاً، وذلك وفقاً لمجلة Military Watch.
ويزيد مدى الصاروخ الجديد عن 15 ألف كيلومتر، ما يسمح له بضرب أهداف عبر البر الرئيسي للولايات المتحدة وما بعده.
وتكهن البعض بأن كوريا الشمالية قد تطور صاروخاً باليستياً عابراً للقارات بمدى طويل غير مسبوق، يسمح لها بضرب حدود الولايات المتحدة الجنوبية على مسار طيران أطول بكثير، يتخطى تماماً الدفاعات الصاروخية الحالية المتمركزة في الشمال.
وفي حين كان يُعتقد بالفعل أن صاروخ Hwasong-17 قادر على توصيل رؤوس حربية نووية متعددة عبر البر الرئيسي الأميركي، فمن المتوقع أن يكون لصاروخ Hwasong-19 قدرة أكبر بكثير على حمل الرؤوس الحربية.
وقد يكون هذا الأمر مهماً بشكل خاص مع تسريع كوريا الشمالية جهود إنتاج الرؤوس النووية الجديدة.
تحديات أكبر لأميركا
إلى جانب حجمه الهائل، يعد Hwasong-19 ثاني صاروخ باليستي عابر للقارات لكوريا الشمالية يستخدم مركب وقود صلب، إذ كان اختبار Hwasong-18 الأصغر حجماً الذي تم إجراؤه في أبريل 2023 هو الأول.
ومثل Hwasong-18، تم إطلاق Hwasong-19 من أنبوب ضخم مثبت على منصة إطلاق متنقلة، والتي يبدو في لقطات نشرتها وسائل الإعلام الرسمية أنها استخدمت نظام إطلاق ناعم.
ويمكن تخزين الصواريخ التي تعمل بالوقود الصلب وهي معبأة بالوقود بالكامل، وبالتالي يكون لها أوقات إطلاق أقصر بكثير، ما يفرض تحديات أكبر على الولايات المتحدة، والوحدات الجوية المنافسة التي تسعى إلى تحييدها.
ويعتبر Hwasong-19 هو خامس نموذج من فئة من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي تم اختبارها بواسطة كوريا الشمالية، بعد Hwasong-14 التقليدي نسبياً، ونظيره الأكبر Hwasong-15 الذي بدأ رحلات تجريبية في يوليو، ونوفمبر2017، بالإضافة إلى Hwasong-17 وHwasong-18 الأحدث.
وإلى جانب التقدم في تطوير الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، أحرزت كوريا الشمالية تقدماً كبيراً في تطوير المركبات الانزلاقية الأسرع من الصوت، إذ تم اختبارها لأول مرة في سبتمبر 2021.
وفي أبريل الماضي، أظهرت قدرات متقدمة بشكل خاص عند دمجها في صاروخ باليستي متوسط المدى من طراز Hwasong-16B.
وأثار هذا التقدم احتمالية كبيرة بأن الصواريخ الباليستية العابرة للقارات مثل Hwasong-19، قد تحمل في المستقبل أيضاً مركبات انزلاقية تفوق سرعة الصوت، ما من شأنه أن يحسن بشكل كبير من قدرتها على تجاوز دفاعات الصواريخ المعادية، مع تقليل زمن التحذير للبر الرئيسي الأميركي بعد الإطلاق.
وسيتبع ذلك دمج روسيا لمركبات الانزلاق الأسرع من الصوت من طراز Avangard على صواريخها الباليستية العابرة للقارات، بما في ذلك صاروخ RS-28 Sarmat الجديد، إذ من المحتمل أن تصبح كوريا الشمالية الدولة الثانية التي تفعل ذلك.
وأثار الحجم الهائل لصاروخ Hwasong-19 تساؤلات حول مدى قدرته على الحركة على شبكة الطرق في البلاد، حيث قد يكون من الصعب التعامل مع منصة الإطلاق والناقلة التي يبلغ طولها 30 متراً عند الخروج من الطرق السريعة الرئيسية.
ولا يزال هناك احتمال أن يتم تطوير الصاروخ إلى أول صاروخ باليستي عابر للقارات في البلاد ينطلق حصراً من مواقع تحت الأرض، أو أن يتم توسيع بعض شبكات الطرق خصيصاً لاستيعاب الصواريخ.