بينما تستمر خطط الميزانية في تعليق برنامج القوات الجوية الأميركية لتطوير مقاتلة الهيمنة الجوية من الجيل التالي - NGAD، اقتربت البحرية الأميركية من طموحها في دمج الطائرات المأهولة بالطائرات المسيرة بدون طيار والتي يتم تحليقها من على متن حاملات الطائرات.
ونجحت البحرية الأميركية لأول مرة في تشغيل طائرة بدون طيار باستخدام نظام التحكم في الطائرات المسيرة الذي يتم تركيبه حالياً على حاملتي الطائرات العملاقتين من طرازي Nimitz وFord، بحسب موقع "EurAsian Times".
وجرى استخدام طائرة General Atomics MQ-20 Avenger، والتحكم بها بواسطة نظام التحكم في مهمة الطيران بدون طيار (UMCS).
وأصبحت حاملة الطائرات من فئة Nimitz USS George HW Bush أول حاملة طائرات تحصل على مركز الحرب الجوية بدون طيار (UAWC)، والذي يعد UMCS جزءًا منه.
"قفزة هائلة"
بحسب موقع EurAsian Times، يعد اختبار الطائرة MQ-20 بمثابة "قفزة كبيرة" لبرنامج الطائرات القتالية التعاونية -CCA في الولايات المتحدة، وهو البرنامج الذي يطلق عليه مسمى "الجناح المخلص" - Loyal Wingman.
وبموجب برنامج الطائرات القتالية التعاونية، من المتصور أن تحلق طائرة بدون طيار كبيرة إلى جانب الطائرات المقاتلة المأهولة.
ويهدف المشروع إلى استخدام هذه الطائرات بدون طيار للتحليق بمفردها أو في مجموعات صغيرة للقيام بمهام متنوعة، بما في ذلك القتال جو-جو، والقتال جو-أرض، والحرب الإلكترونية، والاستهداف، والاستخبارات، والمراقبة والاستطلاع.
وسيتيح برنامج CCA، الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي، التعاون مع الطيارين البشريين وتلقي التوجيهات منهم.
كما سيعمل على توسيع أسطول المقاتلات وحماية الطيارين البشريين بتكلفة أقل من الطائرات المقاتلة الحالية.
ويعد اختبار الطائرة المسيرة بمثابة "نجاح كبير" للبرامج التي تندرج تحت برنامج تطوير الجيل السادس للمقاتلات المأهولة الأميركية، والذي يخضع حالياً لمراجعة شاملة لإعادة تقييم متطلبات المقاتلة المأهولة من الجيل السادس في مواجهة التكاليف المتزايدة والتطور التكنولوجي السريع.
وستنتهي المراجعة بحلول نهاية عام 2024، وستقرر ما إذا كانت القوات الجوية الأميركية بحاجة إلى طائرة مقاتلة من الجيل السادس لتحل محل طائرة F-22 Raptors.
وأثار ارتفاع تكلفة طائرة الجيل السادس المقاتلة تساؤلات بشأن مدى أهميتها، ولكن البرامج الأخرى الملحقة لها استمرت.
وتشير المهمة الأولى الناجحة لـAvenger إلى أنه في المستقبل، ستتحكم UMCS في المزيد من الطائرات بدون طيار إلى جانب طائرة MQ-25 Stingray الناقلة، والتي من المقرر أن تكون أول طائرة بدون طيار متقدمة تعمل على حاملات الطائرات للبحرية.
مميزات متنوعة
وتتمتع Stingray، المسلحة بصواريخ AGM-158C طويلة المدى المضادة للسطح (LRASM)، بدور التزود بالوقود الجوي الأساسي.
وقالت قيادة أنظمة الطيران البحرية - NAVAIR إن طياري المركبات الجوية البحرية AVPs في قاعدة باتوكسنت ريفر الجوية البحرية بولاية ماريلاند تمكنوا من التحكم في طائرة MQ-20 [Avenger] أثناء رحلتها من موقع اختبار GA-ASI بكاليفورنيا.
وعمل طيارو المركبات الجوية البحرية (AVPs) بربط طائرة MQ-20 من خلال مجموعة أقمار اصطناعية منخفضة المدار (pLEO)، وأرسلوا أوامر التحكم في الطيران، واستقبلوا بيانات أنظمة المهمة.
وقالت شركة General Atomics، في بيان، إن هذه الرحلة كانت هي المرة الأولى التي تكمل فيها طائرة بدون طيار من طراز GA-ASI اتصالات ثنائية الاتجاه باستخدام أكواد تشغيل UMCS أثناء أداء سلوك مستقل.
وأضافت أنه أثناء الرحلة التجريبية، استخدمت MQ-20 أيضاً برنامج Tactical Autonomy Core Ecosystem (TacACE) الخاص بها للطيران في وضع شبه مستقل أثناء الاختبار.
وكانت طائرات Avengers بمثابة منصة اختبار لأنظمة الذكاء الاصطناعي المختلفة على مر السنين.
وسيسمح نظام التحكم الآلي المتطور هذا بالتحكم في جميع الطائرات غير المأهولة على متن حاملات الطائرات، بدءاً من طائرات MQ-25.
كما سيعمل على إدخال أنظمة مستقبلية غير مأهولة بكفاءة إلى بنية القيادة والتحكم المعقدة على متن حاملات الطائرات.
ويتوقع أن تدخل طائرات Stingray الخدمة بحلول عام 2026، وستحلق جنباً إلى جنب مع أسراب طائرات الإنذار المبكر والتحكم المحمولة جواً من طراز E-2 Hawkeye داخل أجنحة حاملات الطائرات.
وفي المستقبل، ستزيد طائرات MQ-25 من مدى الطائرات الموجودة على متن حاملات الطائرات وتزيل الحاجة إلى طائرات F/A-18E/F Super Hornets للطيران في دور الناقلات.
وتعتزم البحرية الأميركية، في الوقت الحاضر، شراء 76 من هذه الناقلات بدون طيار، التي ستقوم أيضاً بأدوار ثانوية في الاستخبارات والاستطلاع والمراقبة.
"مفتاح الهيمنة"
تبشر طائرات Avengers وStingrays بمستقبل جديد حيث ستحلق الطائرات بدون طيار جنباً إلى جنب مع الطائرات المقاتلة المأهولة لتقليل الاعتماد على طائرة مقاتلة مأهولة من الجيل السادس باهظة الثمن.
وكان التوقف الاستراتيجي، الذي فرضته الولايات المتحدة على برنامجها للجيل السادس من الطائرات المقاتلة، يهدف إلى إعادة تقييم المتطلبات الأساسية لطائرة مقاتلة من الجيل السادس.
وحرصت القوات الجوية الأميركية في البداية على امتلاك طائرة مقاتلة متطورة لتحقيق التفوق الجوي، لكن النهج الأحدث يأخذ في الاعتبار الاستعانة بطائرات مسيرة وقاذفات قنابل في ساحة معركة مترابطة للغاية للقيام بهذا الدور.
وبعد أن تم الترويج لتطوير طائرة F-35 باعتبارها واحدة من أغلى برامج الأسلحة في العالم، فإن تكلفة مقاتلة الجيل التالي من الطائرات تقدر بمئات الملايين من الدولارات لكل طائرة.
وتحول التركيز من طائرة مقاتلة واحدة شاملة إلى التعاون بين الأنظمة المأهولة وغير المأهولة لخفض تكلفة الوحدة إلى ما دون تكلفة طائرة F-35.