وسط تهديد الصواريخ الأسرع من الصوت.. واشنطن لا تواكب قدرات الخصوم

time reading iconدقائق القراءة - 6
مناورات عسكرية روسية باستخدام صواريخ أسرع من الصوت في البحر الأبيض المتوسط، 3 ديسمبر 2024 - Reuters
مناورات عسكرية روسية باستخدام صواريخ أسرع من الصوت في البحر الأبيض المتوسط، 3 ديسمبر 2024 - Reuters
دبي -الشرق

بالتزامن مع تعهَّد إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، بإجراء مراجعة شاملة للتهديدات الصاروخية التي تواجه الولايات المتحدة، ينشر خصوم واشنطن، مثل روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية، مجموعة كبيرة من الصواريخ الباليستية، والصواريخ الموجهة، والصواريخ الأسرع من الصوت، مدعومة بأساطيل كبيرة من الطائرات دون طيار الاستطلاعية والهجومية، وفق مجلة The National Interest

وتعمل هذه الدول على تجميع مواردها في مجال الصواريخ. 

وتقدم كل من إيران وكوريا الشمالية صواريخ وطائرات دون طيار إلى موسكو، لاستخدامها ضد أوكرانيا، في حين تساعد روسيا برامج الفضاء الجوي لطهران وبيونج يانج.

وأشارت المجلة إلى حدوث بعض التغييرات التي وصفتها بأنها مفيدة؛ منها أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) بصدد نشر صاروخ اعتراضي من الجيل التالي قبل نهاية العقد الجاري.

صاروخ اعتراضي جديد

المجلة أفادت بأن الصاروخ الاعتراضي الجديد يجعل نظام الدفاع الأرضي متوسط المدى ​​الذي يحمي أميركا الشمالية من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات أكثر فعالية.

وأطلقت وكالة الدفاع الصاروخي فريق عمل جديد للتحول لتقييم الخيارات المتاحة، لإعادة تنظيم المهام والمسؤوليات، ودمج القدرات عبر المجالات، وتحديث التكنولوجيات الرقمية، وتحسين العمليات الداخلية للوكالة، وتعزيز التعاون مع القوات العملياتية والشركاء الآخرين.

وكان التقدم الذي أحرزته الولايات المتحدة في قدرات الدفاع الصاروخي واضحاً في الحروب في أوكرانيا والشرق الأوسط. 

وبوسع الولايات المتحدة أن تستفيد من هذه التقنيات لبناء درع صاروخي أكثر شمولاً، ولكن القيود المفروضة على الميزانية والأولويات المتنافسة من شأنها أن تؤدي إلى تدهور القدرات وزيادة المخاطر.

الدفاعات المضادة للصواريخ الأسرع من الصوت

ورأت المجلة أن "الدفاعات الأميركية ضد الصواريخ الأسرع من الصوت تعتبر متخلفة، في ظل استمرار الجيشين الصيني والروسي في بناء عدة أنواع من أنظمة الإطلاق التقليدية والنووية الفرط صوتية القادرة على السفر بسرعة تفوق سرعة الصوت بعدة مرات". 

ويقدر أحدث تقرير لوزارة الدفاع الأميركية عن القوة العسكرية الصينية أن بكين تمتلك ترسانة الصواريخ الأسرع من الصوت الرائدة في العالم. 

واستخدمت روسيا عدة صواريخ أسرع من الصوت ضد أوكرانيا، بما في ذلك صاروخها الباليستي متوسط ​​المدى الجديد Oreshnik، في ديسمبر الماضي.

ويرى القادة الصينيون والروس أن الأسلحة الأسرع من الصوت تزوّد بلادهم بقدرات استراتيجية وعملياتية بالغة الأهمية.

وعلى المستوى الاستراتيجي، يمكن للمركبات الانزلاقية الأسرع من الصوت بعيدة المدى، التي تحلق في مسارات غير متوقعة في الغلاف الجوي العلوي، أن تتحايل على الدفاعات الصاروخية الأميركية الحالية. 

وعلى المستوى الإقليمي، يمكن للصواريخ الباليستية الأسرع من الصوت أن تدمر بسرعة أهدافاً عالية القيمة مثل مراكز القيادة الأميركية، والقواعد العسكرية، والقوات المنتشرة في المقدمة.

تهديدات أسرع من الصوت

بحسب  المجلة الأميركية، تحتاج الولايات المتحدة إلى خطة محكمة البناء لصد هذه التهديدات التي تفوق سرعة الصوت.

وتعمل وزارة الدفاع الأميركية على تطوير مجموعات من الأقمار الاصطناعية التي ترصد المركبات الأسرع من الصوت، والصواريخ الباليستية لتوفير تغطية مستمرة للمركبات الأسرع من الصوت أثناء الطيران. 

كما تعمل على تقييم برنامج لتحديث رادار التمييز بعيد المدى الذي يجري بناؤه لتحديد الأهداف الأسرع من الصوت، ولكن رؤية وتتبع الطائرات سريعة المناورة في الغلاف الجوي العلوي لا يمثلان سوى نصف المشكلة، نظراً لأن الولايات المتحدة بحاجة إلى إيجاد طريقة لإسقاطها.

وحدد الكونجرس موعداً نهائياً للولايات المتحدة لنشر قدرة اعتراضية للمقذوفات الأسرع من الصوت بحلول نهاية العقد الجاري. 

وبناءً على ذلك، يبني "البنتاجون" أول نظام مُحسَّن لمهاجمة المقذوفات الأسرع من الصوت. وعلى الرغم من أن هذه القدرة جديدة، إلا أن نظام اعتراض مرحلة الانزلاق (GPI) يستفيد من التقنيات المثبتة التي استخدمتها البحرية الأميركية لإسقاط مئات الصواريخ والطائرات دون طيار في الشرق الأوسط.

وعلى النقيض من برامج الصواريخ الهجومية الأسرع من الصوت في الولايات المتحدة، والتي شهدت انتكاسات فنية متكررة، كانت الجهود الدفاعية في المقام الأول مرتبطة بالميزانية وليس بالتكنولوجيا. 

وتنفق وزارة الدفاع الأميركية، سنوياً، أموالاً أقل على الصواريخ الاعتراضية الأسرع من الصوت مقارنة بإنفاقها على مقاتلتين جديدتين من طراز F-35.

قيود التمويل

وأجبرت قيود التمويل وزارة الدفاع الأميركية على تقليص الاتصالات البحثية والتطويرية اللازمة لتشغيل الطائرات الانزلاقية الأسرع من الصوت.

وفي الوقت نفسه، ظهرت مقترحات لتحويل التمويل المحدود لبناء صاروخ اعتراضي طرفي "لسد الفجوات" بقدرات محدودة لتوفير حماية متقطعة إلى أن يتم نشر نظام الدفاع الجوي الأرضي. 

وعلى الرغم من أن الصواريخ الاعتراضية الطرفية التي تحمي بضعة مواقع حرجة ربما تساعد في بناء دفاع متعدد الطبقات، إلا أن تمويل أي صاروخ لسد الفجوات ينبغي أن يكمل ميزانية نظام الدفاع الجوي الأرضي بدلاً من تقسيمها، وهو ما من شأنه أن يحمي منطقة أوسع كثيراً.

ويتضمن برنامج الطائر الانزلاقية - GPI أيضاً تقاسماً للأعباء. وخصصت الحكومة اليابانية 368 مليون دولار لدعم تطويره من خلال اتفاقية التنمية التعاونية مع الولايات المتحدة ووسائل أخرى. 

ويتعين على الرئيس الأميركي والكونجرس الاستفادة من هذه الأموال المطابقة لدعم برنامج صارم لتطوير GPI واختباره ونشره، بحسب The National Interest.

تصنيفات

قصص قد تهمك