
قال وزير الدفاع الأسترالي، ريتشارد مارليس، الخميس، إن أستراليا تراقب عن كثب مجموعة مهام تابعة للبحرية الصينية في المنطقة الاقتصادية الخالصة للبلاد قبالة ساحلها الشرقي، لكن السفن لم تشكل أي تهديد؛ لأنها لم تنتهك أي قوانين بحرية، حسبما ذكرت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" و"فاينانشيال تايمز".
وأضاف مارليس أنه تم رصد ثلاث سفن تابعة لجيش التحرير الشعبي الصيني، وتشمل فرقاطة من فئة Jiangkai Hengyang وطراد من فئة Renhai Zunyi وسفينة التزويد من فئة Fuchi Weishanhu، كانت تبحر قبالة شمال شرق كوينزلاند، وتم مراقبتها منذ ذلك الحين أثناء إبحارها جنوباً.
وذكرت البحرية الأسترالية أن هذه السفن كانت تبحر بشكل غير عادي على بعد 280 كيلومتراً تقريباً من سيدني في استعراض للقوة.
وقال مارليس لشبكة "سكاي نيوز": "لا شك أن هذا ليس حدثاً غير مسبوق، ولكنه حدث غير عادي"، مضيفاً أن سفن البحرية الأسترالية وطائرات القوات الجوية كانت تراقب تحركات السفن الصينية عبر المياه الدولية التي تقع في المنطقة الاقتصادية الخالصة لأستراليا، وهي المنطقة الواقعة خارج مياهها الإقليمية حيث تتمتع الدولة بحقوق اقتصادية حصرية.
وكشف وزير الدفاع الأسترالي أنه أصدر تعليماته لأصول أستراليا مثل الفرقاطات والطائرات بمراقبة أي تحركات قريبة من السفن الحربية الصينية. وعما إذا كانت الصين تشكل "تهديداً" قال "إنها ليست كذلك"، لأنها "تتدخل وفقاً للقانون الدولي".
ومع ذلك، أوضح مارليس أنه من المهم للحكومة أن تفهم الدافع وراء اقتراب الصين من ساحل أستراليا.
وذكر مارليس في وقت سابق، الأربعاء، "يحق لهم أن يكونوا حيث هم؛ كما يحق لأستراليا أن تكون حكيمة، ونحن نراقب عن كثب ما هي أنشطة مجموعة المهام الصينية". وأضاف: "ما سنفعله عندما تنتهي هذه المهمة من جانب بكين هو الانخراط في تقييم كامل لما كان الصينيون يسعون إلى تحقيقه فيما يتعلق بهذه المهمة".
فرض القوة في المحيط الهادئ
وفي بكين، سُئل المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، قوه جيا كون، في إفادة صحافية، الأربعاء، عن موقع السفن الحربية الصينية، فأجاب بأنه ليس على علم بالوضع.
وقال مصدر مطلع لصحيفة "فاينانشيال تايمز"، إنه "من غير المسبوق" أن تبحر سفن البحرية الصينية إلى هذا الحد على طول الساحل الشرقي لأستراليا، وأكد أن بكين تعمل على تطبيع إسقاط قوتها خارج سلسلة جزر المحيط الهادئ الأولى، والتي تمتد من اليابان إلى إندونيسيا، وسلسلة الجزر الثانية، والتي تمتد من اليابان عبر جوام إلى ميكرونيزيا.
وقال تشارلز إيدل، الخبير في الشؤون الأسترالية في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ومقره واشنطن: "بينما يختبر الصينيون قدرتهم على فرض قوتهم إلى الجنوب، بالإضافة إلى الشرق والغرب، يصبح السؤال هو إلى أي مدى يمكنهم المخاطرة، إلى أي مدى يمكنهم الإشارة إلى الأستراليين بأنهم قادرون على تهديدهم".
وقال إيوان جراهام، خبير الدفاع في مؤسسة أبحاث معهد السياسة الاستراتيجية الأسترالية في كانبرا، إن جيش التحرير الشعبي يعبر عن قوته في المحيط الهادئ بشكل متكرر. وأضاف أن الصين لديها تاريخ من الاستجابات غير الآمنة للنشاط البحري الأسترالي القانوني. وتعترض بكين عندما تبحر القوات البحرية الأميركية والأسترالية عبر المياه الدولية في مضيق تايوان.
وقال جراهام للصحيفة البريطانية: "إنهم يريدون الحصول على كعكتهم وأكلها. إنه معيار مزدوج واضح".
وقال مارليس، الذي يشغل أيضاً منصب نائب رئيس الوزراء، الأسبوع الماضي، إن القوات الجوية لجيش التحرير الشعبي أطلقت قنابل مضيئة على بعد 30 متراً من طائرة أسترالية من طراز P-8، في حادث "غير آمن" في المياه الدولية في بحر الصين الجنوبي.
في الأسبوع الماضي، أمر مارليس البحرية والقوات الجوية الأسترالية بمراقبة مجموعة المهام البحرية الصينية عن كثب. وردت بكين باتهام أستراليا بالتعدي المتعمد على حقوقها في بحر الصين الجنوبي.