"الروبوتات القاتلة".. سباق روسي أوكراني لنشر أنظمة أرضية مسيّرة

time reading iconدقائق القراءة - 4
جنود أوكرانيون يجرون اختبارات ميدانية للمسيرة القتالية الأرضية Gnom-2 في زابوروجيا. 9 أبريل 2025 - Reuters
جنود أوكرانيون يجرون اختبارات ميدانية للمسيرة القتالية الأرضية Gnom-2 في زابوروجيا. 9 أبريل 2025 - Reuters
دبي-الشرق

أثبتت الطائرات المسيَّرة باختلاف أنواعها أنها قادرة على "تغيير قواعد اللعبة" في ساحات المعركة بطريقة لم تكن متوقعة، وبشكل خاص في الحرب الروسية الأوكرانية التي اندلعت قبل نحو 3 سنوات.

واستخدم الجانبان الطائرات المسيّرة بشكل مدمر في الصراع الجاري، حيث نفَّذ الجيشين الروسي الأوكراني عدة ضربات عالية المستوى باستخدام طائرات مسيّرة لضرب أهداف حيوية، وفق مجلة The National Interest.

وأشارت المجلة الأميركية إلى أن قدرات الطائرات المسيّرة كانت غير متوقعة، وربما لم يستوعب المخططون العسكريون بشكل كامل أن "الروبوتات" يمكن أن تكون جزءاً من خطط أسلحة الجيل التالي عالية التقنية.

الطائرات المسيّرة والروبوتات

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) في أكثر من مناسبة، أن الطائرات المسيّرة ستعمل كـ"جناح مخلص"، أي أنها تعمل جنباً إلى جنب مع الجيل التالي من الطائرات المقاتلة.

ويجري هذا الجهد حالياً مع برنامج الطائرات القتالية التعاونية (CCA)، بينما تستكشف البحرية الأميركية كيف يمكن للطائرات المسيّرة تعزيز قوة السفن الحربية والغواصات المأهولة.

وليست الولايات المتحدة وحدها التي تركز على الأنظمة المستقلة، ولكن المخططين العسكريين الروس يتطلعون إلى تحديد أفضل السبل لاستخدام "المنصات الروبوتية القتالية".

وفي مؤتمر علمي وتقني استضافته وزارة الدفاع الروسية، في وقت سابق من الشهر الجاري، دعا الكرملين المسؤولين العسكريين المعنيين والصناعة الروسية ومراكز الفكر إلى التركيز بشكل أكبر على منصات الروبوتات القتالية.

مساعٍ روسية

ذكرت وكالة "تاس" للأنباء أن وزارة الدفاع الروسية وجَّهت المسؤولين المعنيين والمنظمات لتحديد ترتيب تطوير الأنظمة الأرضية، ومعالجة عيوبها على أساس الاحتياجات الحالية للجيش، وكذلك إنشاء آلية ردود فعل تربط الجيش بمرافق الإنتاج، وضمان استخدام أجزاء موحدة ومعيارية لإنتاج الروبوتات، وتحديد نهج معياري لإنتاجها وصياغة الوثائق اللازمة لإكمال المهام ذات الصلة.

وأشار وزير الدفاع الروسي أندري بيلوسوف إلى تسليم عدة مئات من الروبوتات الأرضية للجيش الروسي، مع التخطيط لتسليم المزيد هذا العام.

وبحسب وسائل إعلام رسمية، جمع الحدث الأخير كبار المسؤولين من الوزارة، والوكالات الحكومية الفيدرالية، ومنظمات الأبحاث التابعة لوزارة الدفاع الروسية، ومرافق الإنتاج.

ولا يزال من غير المعروف أنواع الروبوتات التي يمكن إنتاجها، لكن جهود روسيا السابقة في هذا المجال "أثبتت فشلها". وأشار خبراء إلى أن أول هجوم روسي كبير باستخدام طائرات مسيّرة أرضية "لم يكتب له النجاح"، بحسب مجلة The National Interest.

تحديات كثيرة

وبما أن الطائرات المسيّرة أثبتت نجاحها في الجو وعلى سطح الماء وتحته، فإن الحرب البرية قد تواجه تحديات كثيرة يصعب التغلب عليها.

وجرى تدمير اثنتين، أو أكثر، من الدبابات الصغيرة المجنزرة والمسلحة التي تطلق القنابل اليدوية، عندما حاولت مهاجمة موقع أوكراني في وقت قصير. ومع ذلك، ستواصل روسيا محاولة إيجاد خيارات لتنفيذ خطتها.

وقد يكون أحد العوامل هو أن روسيا فقدت عدداً كبيراً من الدبابات ما يجعل الأنظمة الأرضية الصغيرة غير المأهولة خياراً أكثر فاعلية من حيث التكلفة، مع أنها قد تكون أقل فاعلية قتالية بكثير.

جهود أوكرانية

ويستخدم الجيش الأوكراني أيضاً أنظمة أرضية "روبوتية" لزرع الألغام، وتنفيذ عمليات الاستطلاع، وحتى توفير توصيل الذخيرة والإجلاء الطبي. ووافقت وزارة الدفاع الأوكرانية مؤخراً على الروبوت الأرضي D-21-12R.

وقالت الدفاع الأوكرانية، في بيان، إن النظام الروبوتي الأرضي مزوّد بمدفع رشاش من عيار كبير، يمكنه أداء مهام متنوعة، بما في ذلك المراقبة، والدوريات، وتقديم الدعم الناري للوحدات، واستهداف أفراد العدو والمركبات المدرعة الخفيفة، وغيرها.

ويتميز النظام بكفاءته في عبور الطرق الوعرة، والأهوار، وحواجز المياه الضحلة، ويتحكم المشغل في عمليات النظام من ملجأ محمي يقع على مسافة بعيدة.

ورغم عدم الإشارة إلى الحجم الدقيق للمنصة، إلا أنه يبدو، استناداً إلى الصور التي نشرتها وزارة الدفاع الأوكرانية، أنها بحجم مركبة رباعية الدفع للطرق الوعرة، مع برج صغير مثبت في الأعلى، ومجهّز بمدفع رشاش ثقيل من طراز  Browning M2 عيار 50.

ولا تزال هناك تساؤلات حول مدى التشغيل، وكمية الذخيرة التي يمكنها حملها، ومدى الاستقلالية التي تتمتع بها المنصة.

تصنيفات

قصص قد تهمك