
أظهر مقطع فيديو انتشر أخيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، أن إيران نقلت أعداداً كبيرة من أنظمة "خرداد - 15" الصاروخي أرض - جو، محلي الصنع إلى مواقع استراتيجية رئيسية في جميع أنحاء البلاد، في ظل التهديدات الأميركية والإسرائيلية للمنشآت النووية الإيرانية، حال لم يتم التوصل إلى اتفاق نووي مع واشنطن، يمنعها من الحصول على قنبلة نووية.
ويحمل النظام اسم اليوم الخامس عشر من شهر خرداد (الشهر الثالث في التقويم الهجري الشمسي الإيراني)، إحياءً لذكرى حدث مهم في الثورة الإيرانية عام 1979.
ويمثل النظام الصاروخي "علامة فارقة" في سعي إيران لتحقيق الاكتفاء الذاتي عسكرياً، بحسب مجلة The National Interest.
وجرى تطوير "خرداد-15" بواسطة منظمة صناعات الطيران الإيرانية، التابعة لوزارة الدفاع، وهو عبارة عن منصة دفاع جوي متوسطة إلى طويلة المدى تهدف إلى مواجهة مجموعة متنوعة من التهديدات، بداية من الطائرات المقاتلة والطائرات الشبحية والطائرات دون طيار، وصواريخ كروز.
قدرات النظام
وباستخدام رادار مصفوفة المسح الإلكتروني السلبي (PESA)، يُعتقد أن النظام الإيراني قادر على اكتشاف وتتبع الأهداف الجوية بدرجة من التطور غير شائعة في الأنظمة الإيرانية الأخرى المنتجة محلياً.
ويُعتقد أن النظام قادر على اكتشاف الطائرات النفاثة والطائرات المسيرة على مدى يصل إلى 93 ميلاً، ويمكنه تتبع الأهداف في نطاق 74 ميلاً، والاشتباك مع الأهداف على بعد نحو 46 ميلاً من النظام بصواريخ "صياد-3".
وبالنسبة للأهداف الخفية، يتوقع أن نظام "خرداد-15" قادر على رصد الأهداف على بُعد 52 ميلاً، والاشتباك معها على بُعد 28 ميلاً.
ويبلغ أقصى ارتفاع تشغيلي للنظام حوالي 15 ميلاً، ما يعني أنه قادر على اعتراض الأهداف عالية الارتفاع أيضاً.
ويتم تركيب كل قاذف على شاحنة عسكرية، ويحمل 4 علب صواريخ مُرتبة في صفين، مع أنه يعمل عادة بصف واحد من علبتين في كل مرة.
وتحتوي شاحنة منفصلة على هوائي الرادار الدوار، ما يُعزز سهولة الحركة والمرونة، وهما ميزتان أساسيتان لمواجهة القوة الجوية للجيشين الأميركي والإسرائيلي.
والتسليح الأساسي لنظام الدفاع الجوي "خرداد-15" هو صاروخ "صياد-3"، وهو صاروخ محلي الصنع يبلغ مداه بين 74 و124 ميلاً، اعتماداً على الطراز.
ويستخدم صاروخ "صياد-3" أنظمة الملاحة بالقصور الذاتي (INS) للتوجيه في منتصف مساره، وتوجيه راداري نشط للاستهداف النهائي.
وصُمم هذا النظام لاستهداف ما يصل إلى 6 أهداف في آن واحد، وإطلاق ما يصل إلى 4 صواريخ في وقت واحد، ما يشير إلى قدرة قوية على استهداف أهداف متعددة. ويزعم المسؤولون الإيرانيون أن منظومة "خرداد-15" جاهزة للعمليات في غضون 5 دقائق من نشرها.
وتجعل قدرة "خرداد-15" على الحركة واستهداف الأهداف المتعددة النظام مكوناً أساسياً في استراتيجية الدفاع الجوي الإيرانية المتعددة الطبقات، والتي تجمع بين أنظمة قصيرة المدى، وأنظمة متوسطة المدى مثل "رعد"، ومنصات طويلة المدى مثل "باور-373".
ومن خلال نشر "خرداد-15" حول المواقع الحساسة، مثل منشأة نطنز النووية، وهي هدف مؤكد لأي ضربة جوية مستقبلية محتملة ضد إيران، ترسل طهران إشارة إلى كل من الولايات المتحدة وإسرائيل بأنها ستبذل قصارى جهدها لحماية البنية الأساسية الرئيسية، بحسب مجلة National Interest.
نظام لم يختبر.. وفعالية غير مؤكدة
المجلة الأميركية، أشارت إلى أن إيران ربما لا تكون مهتمة بالتراجع عن التزامها بتطوير الأسلحة النووية، حتى مع حشد إسرائيل أسطول طائراتها الحربية من طراز F-35I Adir، وبناء الولايات المتحدة جناحها الجوي من القاذفات الشبحية بعيدة المدى B-2 Spirit في قاعدة دييجو جارسيا الجوية.
ولكنها أشارت إلى أن نظام "خرداد-15" لم يُختبر بعد.
وأثبت سلاح الجو الإسرائيلي، في أكتوبر الماضي، "قدرته على الانتشار في عمق المجال الجوي الإيراني وتدمير أنظمة الدفاع الجوي الأساسية المحيطة بمنشآت تطوير الأسلحة النووية المشتبه بها".
وتوجد أسباب تدعو للاعتقاد بأن نظام "خرداد-15" لن يكون قادراً على اعتراض المهاجمين من الجو، نظراً لأن العديد من مكوناته قديمة جداً، وفق المجلة.
ورادار PESA الذي دمجته إيران في هذه الأنظمة لا يقترب بأي حال من تطور تقنية مصفوفة المسح الإلكتروني النشط (AESA) الموجودة على العديد من منصات الدفاع الجوي الأخرى، ما يعني أن الأنظمة ستواجه صعوبة في العمل بشكل صحيح عند تعرضها للتشويش الإلكتروني أو الهجمات المكثفة من النوع الذي ستستخدمه أي ضربة جوية أميركية شاملة ضد الدفاعات الجوية الإيرانية.
وقالت المجلة الأميركية، إن فعالية نظام الدفاع الجوي الإيراني غير مُثبتة بشكل كاف، ولكن الانتشار الواسع الحالي للأنظمة يُشير إلى مدى معارضة طهران لأي نوع من نزع السلاح النووي.
وعند دمج هذا النظام الإيراني مع أنظمة روسية أكثر فعالية، مثل نظام S-300، أو ربما S-400، من المُحتمل أن تواجه الطائرات الحربية الإسرائيلية والأميركية مشكلة إضافية تتمثل في نظام الدفاع الجوي "خرداد-15".
واعتبرت المجلة أن إيران لديها خطوات يمكن اتخاذها رداً على ضربة جوية إسرائيلية وأميركية محتملة، لكنها لا تملك الكثير لتفعله لمنع الضربة نفسها.