
أعلن الجيش الباكستاني، الخميس، إسقاط 12 مسيرة هندية انتهكت المجال الجوي للبلاد، بعد يوم من إعلان حكومة البلاد إسقاط 5 مقاتلات هندية، ما أثار تساؤلات بشأن منظومات الدفاع الجوي التي تستخدمها إسلام آباد لاعتراض وإسقاط تلك الطائرات، وأبرزها HQ-9.
وقال مكتب رئيس الوزراء الباكستاني، الأربعاء، إن الجيش أسقط 5 طائرات هندية مقاتلة وطائرات مسيرة، لكن الهند لم تؤكد ذلك. ووصفت السفارة الهندية في بكين التقارير التي تحدثت عن إسقاط باكستان للطائرات المقاتلة بأنها "معلومات مضللة".
وأعلنت باكستان، الخميس، تمكنها من إسقاط طائرات هندية بدون طيار.
ما هي منظومة الدفاع الجوي HQ-9؟
HQ-9 هي نظام صواريخ أرض-جو بعيد المدى صيني الصنع يشبه في تصميمه منظومة S-300 الروسية، وتستخدمه باكستان للدفاع الجوي.
صُمم النظام لرصد وتتبع وتدمير طائرات العدو، وطائراته المسيرة وصواريخه على مسافات بعيدة. وأي أضرار تلحق بقاذفات HQ-9 أو معداتها الداعمة (مثل الرادار ومراكز القيادة وغيرها) ربما تؤدي إلى إضعاف قدرة الدفاع الجوي الباكستانية بشكل كبير في المنطقة المتضررة.
ماذا قالت الهند عن HQ-9؟
أفادت وسائل إعلام هندية بأن الهجوم الذي شنته نيودلهي على مواقع في باكستان، الأربعاء، وأطلقت عليه اسم "العملية سيندور"، كشف عما وصفته بـ"خلل فادح" في نظام الدفاع الجوي الباكستاني "HQ-9" صيني الصنع.
ونقلت وكالة أنباء الهند الهندية (ANI) عن مصادر لم تسمها أن وحدات الدفاع الجوي الباكستانية المزودة بقاذفات صواريخ HQ-9، تعرّضت لأضرار جسيمة، لافتة إلى أنها تُعدّ أيضاً جزءاً أساسياً من شبكة الدفاع الباكستانية متعددة المستويات.
متى حصلت عليها باكستان؟
ذكرت مجلة Military Watch في تقرير نشرته في أكتوبر 2021، أن إسلام آباد تسلّمت الوحدات الأولى من أنظمة صواريخ أرض-جو الصينية HQ-9B (FD-2000)، بعد ما أفادت عدة تقارير منذ عام 2018، نقلاً عن مصادر في وزارة الإنتاج الحربي الباكستانية، بأن عملية الشراء قيد الدراسة.
وأشارت المجلة الأميركية إلى أن قاذفات صواريخ HQ-9P، التي يُعتقد أنها نسخة مخصصة للتصدير من أنظمة صواريخ HQ-9B، مصممة خصيصاً لمتطلبات باكستان، دخلت الخدمة في 14 أكتوبر 2021.
وذكرت المصادر، في وقت سابق، أن باكستان كانت تدرس شراء 4 من أنظمة HQ-9 لتعزيز شبكة الدفاع الجوي في البلاد، على الرغم من أنه لا يزال من غير المؤكد عدد الأنظمة التي نشرتها. وهذه الأنظمة توفر لباكستان أول قدرة صاروخية أرض-جو طويلة المدى لها على الإطلاق.
ولفتت المجلة إلى أن هذه الصفقة جاءت في الوقت الذي تخطط فيه الهند للحصول على أول وحدات من منظومة صواريخ إس-400، ومن المقرر أن تدخل 5 بطاريات صواريخ الخدمة في عام 2025.
ما أهمية HQ-9 لباكستان؟
بالنسبة لباكستان، يُعدّ الحفاظ على رادعٍ قويّ ضدّ الجيش الهنديّ الأكبر حجماً والأفضل تمويلاً ضرورةً استراتيجية، ويعكس شراء أنظمة صينية مثل FD-2000، وهو نسخة مخصصة للتصدير من HQ-9، تحوّلاً من الاعتماد على التكنولوجيا الغربية إلى تحالف أوثق مع بكين.
وتوسعت هذه الشراكة بشكل مطرد منذ ثمانينيات القرن الماضي، عندما بدأت باكستان بتنويع مورديها الدفاعيين في ظلّ علاقاتها غير المتوازنة مع الولايات المتحدة، بحسب موقع bulgarianmilitary.com.
ويمثل FD-2000، إلى جانب HQ-16FE وHQ-9BE، قفزةً نوعيةً في قدرة باكستان على مواجهة التهديدات الجوية، من الطائرات المقاتلة إلى صواريخ كروز.
ولا يشكل تحديث منظومة الدفاع الجوي الباكستاني ظاهرة حديثة، بل هو استمرار لجهود امتدت لعقود؛ ففي ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، اعتمدت باكستان إلى حد كبير على أنظمة أميركية مثل صاروخ "هوك"، الذي وفّر حماية محدودة ضد التهديدات التي تحلق على ارتفاع منخفض.
ما علاقتها بأنظمة S-300 الروسية؟
لطالما اعتبرت أنظمة HQ-9 بمثابة نظير صيني لسلسلة منظومة الدفاع الجوي S-300 الروسية الأكثر استخداماً، ويعتبر HQ-9B نظام الدفاع الجوي متعدد الأدوار طويل المدى الأكثر قدرة في الصين بخلاف نظام S-400 الذي حصلت عليه من روسيا.
وتوفر أنظمة الدفاع الجوي بعيدة المدى "وسائل غير متكافئة" للتصدي لهجمات جوية المعادية، وهو أمر ذو قيمة خاصة بالنسبة لباكستان، لأنها تفتقر إلى طائرات مقاتلة تشكل تهديداً جوياً، يمكن مقارنته بالطائرة Su-30MKIروسية الصنع التي كانت تعد "طائرات النخبة" لدى القوات الجوية الهندية، ويوجد منها أكثر من 270 طائرة في الخدمة.
ما أقصى مدى لصواريخ HQ-9؟
على غرار العديد من نماذج صواريخ S-300 الحديثة، تركز HQ-9 على مستوى عالٍ من الحركة للسماح بإعادة الانتشار بسرعة كبيرة وبالتالي تعظيم القدرة على البقاء.
ويبلغ أقصى مدى اشتباك للنظام الصاروخي ما بين 200 و300 كيلومتر بحسب مصادر مختلفة، على الرغم من أن المدى يقل بدرجة كبيرة ضد الأهداف الشبحية أو التي تحلق على ارتفاعات منخفضة.
وعندما يصل إلى أقصى مدى، يمكن لصواريخ HQ-9 الاشتباك مع أهداف في عمق المجال الجوي الهندي إذا نشرت بالقرب من المناطق الحدودية.
ويمكن للمنظومة العمل كجزء من شبكة، ومشاركة بيانات مع معدات عسكرية أخرى مثل أنظمة HQ-16 قصيرة المدى، وأنظمة HHQ-16 التي نشرتها البحرية الباكستانية، ومقاتلات JF-17 التي تستخدم حاليا صواريخ جو-جو طويلة المدى من طراز PL-12 الموردة من الصين.
ما خصائص HQ-9؟
FD-2000، الذي طوّرته شركة استيراد وتصدير الآلات الدقيقة الصينية، هو نظام صواريخ أرض-جو بعيد المدى مصمم لاستهداف مجموعة متنوعة من الأهداف.
وبمدى يصل إلى 125 كيلومتراً للطائرات و25 كيلومتراً لصواريخ كروز، يستطيع النظام تتبع أهداف متعددة والاشتباك معها في آنٍ واحد، بفضل أنظمة الرادار والتوجيه المتطورة.
ويستخدم النظام مزيجاً من الملاحة بالقصور الذاتي، وتحديثات البيانات في منتصف المسار، ومحطة للتوجيه النشط بالرادار، ما يسمح له باعتراض الأهداف بدقة.
ويوفر رادار HT-233، وهو من نوع رادارات منظومة المسح الإلكتروني قدرات رصد قوية، ما يجعله فعالاً ضد التهديدات التي تحلق على ارتفاعات منخفضة، مثل صواريخ كروز.
ما أبرز مميزات وعيوب HQ-9؟
بالمقارنة مع أنظمة غربية مثل نظام Patriot PAC-3 الأميركي، الذي يتميز بمدى أقصر يبلغ نحو 96 كيلومتراً ضد الطائرات، يقدم نظام FD-2000 أداءً تنافسياً بتكلفة أقل، وهو عامل رئيسي للجيوش ذات الميزانية المحدودة مثل باكستان.
ومع ذلك، وبخلاف ما يسمى تقنية "الضرب للقتل" (Hit-to-kill) التي تميز أنظمة باتريوت، يعتمد نظام FD-2000 على رأس حربي مُدمج، ربما يكون أقل فعالية ضد بعض تهديدات الصواريخ الباليستية.
ويُعد نظام HQ-16FE، وهو نظام صيني آخر موجود حالياً في ترسانة باكستان، مكملًا متوسط إلى طويل المدى لنظام FD-2000. بمدى يتراوح بين 25 و160 كيلومتراً وارتفاع اعتراض يصل إلى 27 كيلومتراً، صُمم هذا النظام للتعامل مع أهداف بحجم المقاتلات، وصواريخ كروز.
هل تملك باكستان منظومات صواريخ أخرى؟
يُوسّع نظام HQ-9BE، وهو نسخة أكثر تطوراً من سلسلة HQ-9، نطاق باكستان إلى أبعد من ذلك، بمدى يصل إلى 260 كيلومتراً ضد الطائرات، و25 كيلومتراً ضد الصواريخ الباليستية التكتيكية.
وخضعت مجموعة التوجيه لعملية تطوير، تتضمن رادار تحديد الأهداف JSG-400 ورادار المراقبة JPG-600، لاعتراض الصواريخ الباليستية، التي تشكل مصدر قلق متزايد في ظل ترسانة الصواريخ الهندية المتنامية.
شكّل إدخال الجيش الباكستاني نظام HQ-9P إلى الخدمة في عام 2021 إنجازاً هاماً، إذ وفّر قدرة دفاعية عالية إلى متوسطة الارتفاع بمدى 125 كيلومتراً. وتستند إضافة أنظمة FD-2000 وHQ-16FE وHQ-9BE إلى هذا الأساس، ما يُنشئ شبكة دفاعية متعددة المستويات مُصممة لمواجهة القدرات الجوية والصاروخية المتنامية للهند.
هل طوّرت الصين نسخاً أحدث من HQ-9؟
في نوفمبر 2024، كشفت الصين عن قاذفات الصواريخ المضادة HQ-19، التي يصل مداها إلى 3 آلاف كيلومتر، وتهدف إلى تكملة الأنظمة الحالية مثل HQ-9 وHQ-22، إلا أنها تشترك مع منظومة "ثاد" الأميركية في عدد من الوظائف.
ووفقاً لمجلة Military Watch، فإن النظام، الذي ظهر لأول مرة في معرض "تشوهاي" الجوي، قبل أيام، يتشابه في وظيفته مع منظومة "ثاد" ونظام AEGIS القائم على السفن عند دمج صواريخ SM-3.
ومثل منظومة "ثاد" الأميركية، يُعتقد أن قاذفة HQ-19 تستخدم مركبات القتل للاعتراض من المحطة إلى منتصف المسار، حيث تستخدم هذه المركبات توجيه الدفع للمناورة عالية السرعة على ارتفاعات قصوى، كما يهدف إلى اعتراض الصواريخ الباليستية متوسطة المدى في مراحل منتصف المسار خارج الغلاف الجوي.
وتستخدم مثل هذه الصواريخ رؤوس حربية قاتلة حركية، والتي تعتمد على التأثير المباشر لتحييد الأهداف القادمة، بدلاً من الرؤوس الحربية المتفجرة، الأمر الذي يتطلب درجات أعلى من الدقة.
ويفترض أن تستخدم HQ-19 نظام إطلاق بارد بزاوية شديدة الانحدار، لتقليل الضغط على منصات الإطلاق.