خطوة حاسمة لبسط نفوذها في المحيطين.. الصين تبدأ إنتاج الطائرة الشبحية J-35

تعمل على حاملة الطائرات Fujian.. وتصنيع 50 مقاتلة سنوياً

time reading iconدقائق القراءة - 9
نموذج مصغر للطائرة المقاتلة الشبحية J-35 في معرض الصين الدولي للطيران والفضاء، تشوهاي، مقاطعة جوانجدونج، الصين. 14 نوفمبر 2024 - REUTERS
نموذج مصغر للطائرة المقاتلة الشبحية J-35 في معرض الصين الدولي للطيران والفضاء، تشوهاي، مقاطعة جوانجدونج، الصين. 14 نوفمبر 2024 - REUTERS
دبي-الشرق

بدأت الصين رسميًا إنتاج الطائرة المقاتلة الشبحية من الجيل الخامس J-35، وهي منصة مصممة خصيصًا للعمليات على متن حاملة الطائرات الثالثة التابعة للبحرية من طراز Type 003 fujian. 

وتُمثل هذه الخطوة الحاسمة "قفزة نوعية" في طموحات الصين طويلة المدى لبناء بحرية حديثة قادرة على العمل في المياه العميقة، وبسط نفوذها في المحيطين الهندي والهادئ، بحسب موقع Army Recognition.

وتشكل طائرة J-35، المعروفة أيضًا باسم FC-31 المخصصة لحاملة الطائرات، نواة الجناح الجوي لسفينة Fujian، وهي سفينة حربية مسطحة من الجيل التالي مزودة بأنظمة إطلاق كهرومغناطيسية، وهي ميزة حصرية للبحرية الأميركية في الوقت الحالي.

وبخلاف مقاتلات J-15 الحالية التابعة للبحرية الصينية، والتي تعمل من حاملتي الطائرات Liaoning وShandong باستخدام تكوينات القفز التزلجي (STOBAR)، صُممت J-35 لعمليات الإقلاع بمساعدة المنجنيق والاستعادة المتعثرة (CATOBAR).

وتتضمن المقاتلة الجديدة العديد من المزايا التصميمية الرئيسية للاستخدام على حاملات الطائرات، بما في ذلك معدات هبوط مُعززة، وأطراف أجنحة قابلة للطي لتوفير مساحة تخزين أكبر على حاملات الطائرات، ونظام خطاف خلفي للهبوط المتعثر. 

وبسبب هيكلها منخفض الرصد، ومنافذ محركاتها المُحسّنة، وأجهزة الاستشعار المُدمجة، أصبحت J-35 منصة حقيقية من الجيل الخامس، ما يُسهّل سد الفجوة التكنولوجية مع طائرة F-35C التابعة للبحرية الأميركية.

وحققت صناعة الطيران الصينية تقدمًا كبيرًا في تكنولوجيا المقاتلات الشبحية على مدار العقد الماضي، وتُعد طائرة J-35 دليلًا واضحًا على هذا النضج.

وتعمل الطائرة بمحركين، وتشير تقارير إلى أن المتغيرات المبكرة استخدمت محرك WS-13E قبل الانتقال إلى محركات WS-19 الأكثر قوة في نماذج الإنتاج اللاحقة، وسط توقعات أن توفر هذه المحركات نسبة دفع إلى وزن مُحسّنة وموثوقية، ما يسمح بأوزان فائقة للإطلاق من سطح حاملة الطائرات. 

وتتميز طائرة J-35 بحجرة أسلحة داخلية قادرة على حمل صواريخ جو- جو بعيدة المدى من طراز PL-15 خارج مدى الرؤية، وصواريخ PL-10 قصيرة المدى بالأشعة تحت الحمراء، وذخائر موجهة بدقة.

ويُعتقد أيضًا أنها تحمل نظام رادار AESA متطورًا ونظام استهداف كهروضوئي مثبت على الذقن (EOTS)، وهو مشابه في مفهومه للأنظمة الموجودة على متن طائرة F-35.

وبالمقارنة مع طائرة F-35C التابعة للبحرية الأميركية، تقدم الطائرة الصينية J-35 بعض المزايا الفريدة وتواجه قيودًا واضحة.

ويوفر تكوين المحركين لطائرة J-35 تكرارًا إضافيًا وقد يقدم أداءً أفضل للعمليات البحرية عالية الوتيرة المستدامة، خاصة في سيناريوهات التعافي من حالات الطوارئ. 

وتستفيد طائرة F-35C حاليًا من قدرات حربية أكثر تقدمًا تركز على الشبكة، بما في ذلك دمج البيانات المتفوق والتكامل السلس في عمليات القوات المشتركة والوصول إلى شبكات اللوجستيات والصيانة التي أثبتت جدواها في المعارك. 

وخضعت المنصة الأميركية F-35C لمؤهلات واسعة النطاق لحاملات الطائرات وتقييمات الاستعداد القتالي الحقيقية، بينما لا تزال طائرة J-35 في مرحلة التكامل. 

ولا تزال قدرة الصين على مطابقة أو تجاوز طائرة F-35C من حيث دمج المستشعرات ومتانة الطلاء الشبحي ونضج البرامج بشكل عام غير مؤكدة، على الرغم من أن مسار التطوير يشير إلى أن طائرة J-35 ربما تسد هذه الفجوات قريبًا.

وتزايدت الأدلة المرئية على إجراء طائرة J-35 اختبارات طيران على ارتفاعات منخفضة منذ عام 2021، لكن أبرز تأكيد على نيتها البحرية جاء من صور الأقمار الصناعية والصور التي تُظهر نماذج أولية مطلية باللون الرمادي البحري، وأجنحة قابلة للطي، وميزات متوافقة مع حاملات الطائرات في منشآت مثل شيان - يانليانج ومصنع شركة شنيانج للطائرات. 

ومؤخرًا، انتشرت صور مسربة تُظهر طائرتين J-35 على الأقل في اختبارات طيران نشطة مع تعديلات تشير إلى معايير ما قبل الإنتاج النهائية. 

وأفادت تقارير من مصادر عسكرية صينية بأن معدل إنتاج يبلغ نحو 50 طائرة J-35 سنويًا، وهو معدل، في حال استمراره، يؤدي إلى إنتاج أجنحة جوية كاملة لحاملات الطائرات Fujian وحاملات الطائرات العملاقة الصينية المستقبلية في غضون بضع سنوات.

حاملة الطائرات Fujian

تُمثل حاملة الطائرات Type 003 Fujian نقلة تكنولوجية هائلة للبحرية الصينية، وجرى إطلاقها في يونيو 2022، وهي أول حاملة طائرات صينية مُجهزة بنظام إطلاق الطائرات الكهرومغناطيسي (EMALS)، ما يُتيح إطلاقًا أسرع وأكثر مرونة للطائرات المقاتلة مقارنةً بالمقاليع البخارية التقليدية. 

وبفضل إزاحتها التي تُقارب 80 ألف طن وسطح طيرانها المُسطح بطول كامل، صُممت Fujian لتشغيل طائرات أثقل وأكثر قدرة، ودعم معدل أعلى من توليد الطلعات الجوية. 

وتشير التقديرات إلى أن Fujian قادرة على دعم جناح جوي يضم ما يصل إلى 60 طائرة، بما في ذلك مقاتلات J-35، وطائرات الإنذار المُبكر المحمولة جوًا KJ-600، والطائرات العمودية.

وبدأت التجارب البحرية لحاملة الطائرات Fujian في مايو 2024، وتتقدم بوتيرة سريعة، وتوقع معلقون عسكريون صينيون إمكانية إعلان جاهزية حاملة الطائرات للعمل في النصف الثاني من العام الجاري. 

ويُمكّن دمج نظامي EMALS وJ-35 البحرية الصينية من إجراء عمليات جوية متواصلة عالية السرعة تتجاوز بكثير مدى وقدرة حاملات الطائرات السابقة. 

وكثفت شركات بناء السفن البحرية الصينية ومصنعو الإلكترونيات الدفاعية جهودهم لدمج أنظمة الاتصالات المحلية، وبرامج إدارة المعارك، وتقنيات مراقبة الحركة الجوية، لرفع Fujian إلى مستوى يُضاهي حاملات الطائرات العملاقة الأميركية التي تعمل بالطاقة النووية، وإن كانت دون الدفع النووي نفسه.

تداعيات استراتيجية

موقع Army Recognition، ذكر أن الطائرة J-35 وحاملة الطائرات Fujian لهما تداعيات استراتيجية بالغة الأهمية، معتبراً أنه "بفضل هذه الأنظمة، تُصبح الصين ثاني دولة بعد الولايات المتحدة تُشغل مقاتلات شبحية من الجيل الخامس انطلاقًا من حاملات طائرات".

ويُوسع هذا بشكل كبير قدرة البحرية الصينية على تنفيذ ضربات بعيدة المدى ودقيقة، والحفاظ على التفوق الجوي فوق المناطق البحرية المتنازع عليها، وإجراء مهام استخبارات ومراقبة واستطلاع في عمق منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

ويُمكّن تصميم طائرة J-35 الشبحية، إلى جانب دمج أجهزة الاستشعار الشبكية، من العمل في بيئات شديدة التنافس، ما يُشكل تحديًا خطيرًا لشبكات الدفاع الجوي والصاروخي الإقليمية.

وبالنسبة لدول منطقة المحيطين الهندي والهادئ، يُمثل هذا التطور "تهديدًا جديدًا".

وتؤدي قدرة الصين على نشر مقاتلات شبحية من حاملة طائرات يمكنها العمل بعيدًا عن مياهها الإقليمية إلى توسيع نطاق قوتها البحرية بشكل كبير. 

ودفع هذا بالفعل دولًا مثل الهند واليابان إلى تجديد استثماراتها في الطيران البحري وقدرات الضربات.

وعززت الولايات المتحدة وجودها في المنطقة من خلال دوريات متكررة لمجموعات حاملات الطائرات، وإجراء تدريبات مشتركة مع حلفائها الإقليميين للحفاظ على حرية الملاحة والأمن البحري.

ومع تقدم طائرة J-35 نحو قدرتها التشغيلية الكاملة، واقتراب Fujian من التشغيل الرسمي، يبدأ فصل جديد في توازن القوة البحرية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ. 

ولا يمثل سعي الصين إلى تطوير طائرات الجيل الخامس القائمة على حاملات الطائرات طفرةً تكنولوجية فحسب، بل يعتبر أيضًا تحولًا مدروسًا واستراتيجيًا نحو نشر القوة العسكرية بما يتجاوز حدودها البحرية التقليدية، وفقArmy Recognition.

وبالنسبة للمحللين العسكريين وصانعي السياسات، سيكون تتبع وتيرة وحجم إنتاج J-35 ودمجها في عمليات حاملات الطائرات أمرًا بالغ الأهمية لفهم العقيدة الصينية المتطورة ونواياها المستقبلية في المنطقة.

تصنيفات

قصص قد تهمك