الهند تتجه لتوسيع صادراتها الدفاعية بعد الحرب مع باكستان

time reading iconدقائق القراءة - 6
منصات إطلاق صواريخ BrahMos تابعة للجيش الهندي خلال عرض عسكري بمناسبة يوم الجمهورية بالعاصمة نيودلهي. في 26 يناير 2013 - REUTERS
منصات إطلاق صواريخ BrahMos تابعة للجيش الهندي خلال عرض عسكري بمناسبة يوم الجمهورية بالعاصمة نيودلهي. في 26 يناير 2013 - REUTERS
دبي -الشرق

تسعى الهند لترويج صناعاتها الدفاعية في أسواق خارجية، وذلك بعد شهرين فقط من الحرب مع باكستان، وفق صحيفة "فاينانشيال تايمز".

وذكرت الصحيفة البريطانية، السبت، أن التوجه نحو تصدير المعدات العسكرية، سواء من شركات ناشئة أو كيانات حكومية راسخة مثل "براهموس"BrahMos ، يأتي في إطار سعي حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي إلى تعزيز التصنيع من خلال تصدير منتجات صناعية مصنعة محلياً، بدءاً من الهواتف المحمولة وصولاً إلى الصواريخ، في إطار حملة "صُنع في الهند".

وكانت الهند قد استخدمت صواريخ "براهموس" لضرب أهداف داخل عمق باكستان خلال "عملية سيندهور".

وقال فيفيك ميشرا، الرئيس التنفيذي لشركة Raphe mPhibr، وهي شركة ناشئة لتصنيع الطائرات المُسيرة، جمعت 100 مليون دولار في يونيو الماضي: "الأمر لا يتعلق بعملية معينة.. لكن، إذا كانت القوات الهندية تستخدم هذه الأنظمة في تضاريس وعرة وكانت راضية عن أدائها، فإن ذلك يُعد بمثابة تأكيد فاعلية لبقية الدول أيضاً".

وقادت شركة رأس المال الاستثماري General Catalyst جولة التمويل الأخيرة لشركة Raphe mPhibr، مما منحها تقييماً يقترب من مليار دولار، مدعوماً جزئياً بتوقعات بزيادة مبيعات الشركة من الطائرات المُسيرة في الأسواق الخارجية.

تشمل الطائرات المُسيرة التي تطورها الشركة الناشئة طرازات mR10 وmR10-IC القادرة على الإقلاع والهبوط عمودياً والعمل بشكل جماعي (swarm-capable)، وهي من النوع الذي استخدمته الهند داخل الأراضي الباكستانية خلال هجومها على ما قالت إنها "معسكرات إرهابية وقواعد عسكرية".

اقرأ أيضاً

الهند وباكستان.. الاشتباكات تنتقل إلى المسيرات واستهداف الدفاعات الجوية

قالت باكستان إن جيشها أسقط 12 طائرة هندية بدون طيار انتهكت مجالها الجوي، فيما أعلنت الهند "تحييد" محاولات باكستانية للهجوم على أهداف عسكرية

وقال وزير الدفاع الهندي، راجناث سينج، خلال فعالية نُظمت في نيودلهي في 8 يوليو الجاري: "الطلب العالمي على منتجاتنا المحلية ارتفع بشكل أكبر بعد ما أظهرناه من شجاعة، والقدرات التي أظهرتها معداتنا المحلية خلال عملية سيندهور".

وفي وقت سابق، أعلن سينج، أن الهند تهدف إلى زيادة صادراتها الدفاعية لأكثر من الضعف لتصل إلى 500 مليار روبية (5.8 مليار دولار) بحلول عام 2029، مقارنة بـ236 مليار روبية في السنة المالية الماضية.

وظلت الهند طيلة سنوات واحدة من أكبر مستوردي الأسلحة في العالم، إذ كانت تشتري الأسلحة من الولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل وغيرها، في إطار سعيها لتعزيز صناعتها الدفاعية في مواجهة الصين، وإعادة هيكلة جيشها الذي كان يعتمد سابقاً على روسيا.

وقال مودي خلال اجتماع في مايو الماضي بمدينة كانبور بولاية أوتار براديش، وهي من مراكز الصناعات الدفاعية في الهند: "العالم شهد لمحة من (مبادرة) صُنع في الهند والمنظومات العسكرية المحلية خلال عملية سيندهور".

وأضاف: "الأسلحة المُصنعة محلياً وصواريخ براهموس تسببت في دمار هائل داخل عمق أراضي العدو".

تعزيز الإنتاج المحلي

وفتح مودي باب الصناعات الدفاعية أمام القطاع الخاص بعد توليه السلطة في عام 2014. وتُعد مجموعة Adani من أبرز التكتلات التي توسعت في المجال الدفاعي، إلى جانب شركات Tata و Mahindra وLarsen & Toubro.

وفي إطار المشاريع المشتركة مع شركات أجنبية، التي تهدف من خلالها الهند إلى تعزيز الإنتاج الدفاعي المحلي، تقوم شركة Tata بتصنيع طائرات النقل Airbus C295، وهياكل مروحيات "أباتشي" بالتعاون مع شركة "بوينج"، ومقصورات مروحيات S-92 لصالح شركة Sikorsky.

وتشمل مصالح مجموعة Adani في قطاع الدفاع تصنيع الأسلحة الخفيفة والذخيرة وأنظمة مكافحة الغواصات وأنواعاً متعددة من الطائرات المُسيرة، من بينها طراز Hermes، وذلك بالشراكة مع شركة Elbit Systems الإسرائيلية.

وقال رئيس المجموعة جوتام أداني، خلال الاجتماع السنوي للمساهمين الشهر الماضي، متحدثاً عن دور منتجات شركته في المواجهة الأخيرة مع باكستان: "طائراتنا المُسيرة أصبحت عيون في السماء وسيوف للهجوم، وساعدتنا أنظمتنا المضادة للطائرات المُسيرة في حماية قواتنا ومواطنينا".

وصدرت الهند صواريخ BrahMos المضادة للسفن، وهي مشروع مشترك بين الهند وروسيا إلى الفلبين في عام 2022 مقابل 375 مليون دولار، وفق مسؤول حكومي رفيع، وتجري حالياً محادثات لبيع هذه الصواريخ إلى كل من فيتنام وإندونيسيا.

وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم كشف هويته، أن نيودلهي تسعى أيضاً لتسويق منظومة الدفاع الجوي Akash، التي تصنعها شركة Bharat Electronics الحكومية، وقطع مدفعية إلى "دول أجنبية صديقة". وتابع: "نحن لا نروج بنشاط لأي أسلحة محددة".

صفقات عسكرية

وقبل عملية "سيندهور"، نجحت حكومة مودي في التوسط في صفقات عسكرية أخرى شملت شركات مملوكة للدولة، من بينها بيع أربع رادارات لتحديد مواقع الأسلحة من طراز Swathi من إنتاج Bharat Electronics إلى أرمينيا مقابل نحو 40 مليون دولار، وقد تم نشرها خلال النزاع القصير الذي شهدته البلاد مع أذربيجان في ذلك العام.

ومنذ ذلك الحين، اشترت أرمينيا أيضاً صواريخ Pinaka ومنظومات الدفاع الجوي Akash، لترتفع قيمة مشترياتها من الأسلحة الهندية إلى نحو 60 مليون دولار.

وخسرت الهند عرضها لتزويد ماليزيا بطائرات مقاتلة خفيفة من طراز Tejas، التي تصنعها شركة Hindustan Aeronautics الحكومية، في صفقة فازت بها شركة Korea Aerospace Industries الكورية الجنوبية الأكثر خبرة في عام 2023.

وتشكل الصادرات عاملاً حاسماً في ظل محدودية القدرة الشرائية للجيش الهندي، وتُبدي الشركات الدفاعية تفاؤلاً حيال فرصها في الأسواق الخارجية.

ودخلت شركة Solar Industries India، المتخصصة في تصنيع المتفجرات، مجال إنتاج الطائرات المُسيرة وأنواع أخرى من الأسلحة، وقد استخدم الجيش الهندي بعض الطائرات المسيرة التي تنتجها الشركة في عملياته داخل باكستان.

تصنيفات

قصص قد تهمك