
أفادت صحيفة "هاندلسبلات" الألمانية، الاثنين، بأن القوات المسلحة تستعد لتطوير طائرات مسيرة قتالية، بعيدة المدى، قادرة على ضرب أهداف في عمق أراضي العدو.
ووفقاً للصحيفة فإن 3 تكتلات تعمل على وضع تصورات بعدما أرسلت القوات الجوية الألمانية طلباً لشركات تصنيع دفاعي رائدة، وناشئة في ألمانيا وخارجها، لتوفير طائرات مسيرة قادرة على ضرب أهداف في عمق مناطق العدو.
وتساهم شركة "إيرباص" للدفاع في المشروع، إلى جانب شركة "كراتوس" الأميركية الناشئة، في حين تتعاون شركة "راينميتال" الألمانية مع "أندوريل" المتخصصة في الطائرات المسيرة.
وذكر التقرير أن "هلسينج" الناشئة، ومقرها ميونيخ، تشارك أيضاً في المشروع.
وأكدت وزارة الدفاع الألمانية للصحيفة الاستعدادات لمثل هذا المشروع، وقالت إن محادثات أولية جرت، لكن لم يتم إصدار أي عطاء رسمي.
ولم ترد الوزارة، والشركات المذكورة، على طلبات للتعليق أرسلتها "رويترز" عبر البريد الإلكتروني.
"أقوى جيش في أوروبا"
في مايو، قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس، في خطابٍ أمام البوندستاج (البرلمان)، إن ألمانيا ستتحمل مسؤوليةً أكبر في الدفاع عن أوروبا من خلال بناء أقوى جيش في الاتحاد الأوروبي، فيما حذّر وزير الدفاع من إمكانية العودة إلى التجنيد الإجباري.
وأضاف في تصريحات لمجلة "بوليتيكو": "ستوفر الحكومة الفيدرالية جميع الموارد المالية التي يحتاجها الجيش الألماني ليصبح أقوى جيش تقليدي في أوروبا. هذا أكثر من مناسب لأكبر دولة من حيث عدد السكان والأقوى اقتصادياً في أوروبا.. يتوقع أصدقاؤنا وشركاؤنا هذا منا أيضاً، بل إنهم يطالبون به بالفعل".
ويرى ميرتس أن الوفاء بوعده ببناء أكبر جيش تقليدي في أوروبا "لن يكون سهلاً"، وخلال النصف الثاني من خطابه، تعهد بإصلاح الاقتصاد الألماني المتعثر، القائم على التصدير، والذي انكمش لعامين متتاليين، من خلال إصلاح البيروقراطية في البلاد، وتحفيز الاستثمار وريادة الأعمال.
ومنذ الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، زادت ألمانيا إنفاقها العسكري بشكل كبير، على الرغم من أن قواتها المسلحة لا تزال في حاجة ماسة إلى الاستثمار بعد سنوات من نزع السلاح والتقشف بعد الحرب الباردة.
وتراجعت قدرات الجيش الألماني الدفاعية، وقدرته على الردع على مدى السنين، على خلفية يقين الحكومات الألمانية المتعاقبة، وخاصة في ظل حكم المستشارة التاريخية، أنجيلا ميركل، بأن نهاية الحرب الباردة تعني اختفاء الأعداء، وسلاماً شبه دائم في القارة الأوروبية، وانسجاماً مع هذه الرؤية تم إلغاء الخدمة العسكرية الإلزامية في ألمانيا عام 2011. لكن متغيرات اليوم، وفي مقدمتها الحرب في أوكرانيا، أعادت الألمان إلى دورة التسليح، فبعد أن وصف مفتش الجيش البري الألماني، ألفونس مايس، عشية الحرب في أوكرانيا عام 2022 جيشه بـ"العاري نسبياً"، ها هو اليوم يسعى للتحول إلى قوة ضاربة في المستقبل.
وتتزامن الجهود الألمانية مع سعي دول أوروبية أخرى لتعزيز قدراتها العسكرية كبريطانيا؛ التي أعلن رئيس وزرائها كير ستارمر نيته لبناء 12 غواصة بحرية نووية في السنوات المقبلة من قبيل الردع أيضاً.