لتعزيز وجودها في بحر الصين الجنوبي.. إندونيسيا تسعى لشراء حاملة طائرات

time reading iconدقائق القراءة - 6
أفراد من البحرية الإندونيسية يعتلون سطح سفينة KRI Bawal-875 خلال التدريبات البحرية متعددة الأطراف كومودو (MNEK) 2023 في بحر ماكاسار. 5 يونيو 2023 - Reuters
أفراد من البحرية الإندونيسية يعتلون سطح سفينة KRI Bawal-875 خلال التدريبات البحرية متعددة الأطراف كومودو (MNEK) 2023 في بحر ماكاسار. 5 يونيو 2023 - Reuters
دبي -الشرق

في خضم سباق التسلح البحري في آسيا، تسعى إندونيسيا للانضمام إلى نادي الدول المالكة لحاملات الطائرات، من خلال صفقة محتملة لشراء حاملة طائرات إيطالية "متقاعدة"، في خطوة تهدف إلى تعزيز قدراتها البحرية.

وتأتي الخطوة في وقت تستعد فيه الصين لإدخال حاملة طائراتها الثالثة Type 003 Fujian إلى الخدمة، وتواصل اليابان تحويل مدمرتيها متعددتي المهام إلى حاملتَي طائرات تعملان على تشغيل المقاتلة الشبحية من الجيل الخامس F-35B، وتدرس الهند بناء حاملة طائرات نووية.

لكن بدلاً من تحويل سفينة حربية أو بنائها محلياً، تتبع إندونيسيا نهجاً مشابهاً لما قامت به الصين والهند سابقاً، عبر السعي لشراء حاملة طائرات أوروبية "مجددة"، وفق مجلة The National Interest.

حاملة طائرات إيطالية

وعلى الرغم من توقيعها اتفاقية تطوير بحري مع الصين في نوفمبر الماضي، تسعى جاكرتا إلى تعزيز وجودها العسكري في بحر الصين الجنوبي، حيث تتداخل مطالبها مع مطالب بكين.

وتمتلك البحرية الإندونيسية أكثر من 245 سفينة، معظمها زوارق دورية صغيرة، بينما لديها فقط 4 غواصات، و7 فرقاطات، و25 كورفيت. وبالتالي، فإن امتلاك حاملة طائرات سيزيد بشكل كبير من قدراتها البحرية.

وعلى عكس الصين أو الهند، تفتقر إندونيسيا إلى القدرة على بناء حاملة طائرات حديثة. ولذلك، تتجه نحو خيار الشراء. ومن المصادفة أن إيطاليا لديها واحدة معروضة للبيع.

وقال قائد البحرية الإندونيسية، الأميرال محمد علي، للصحافيين في وقت سابق من هذا الأسبوع: "نحن في طور الحصول على حاملة طائرات كانت في الخدمة لدى البحرية الإيطالية، وهي 'جوزيبي جاريبالدي'، في إطار تعزيز وضعنا الدفاعي".

ظهرت محادثات شراء جاكرتا لحاملة الطائرات الإيطالية المتقاعدة في فبراير، لكن يبدو الآن أن الصفقة قد تتحقق فعلياً.

اقرأ أيضاً

بين النفط والتجارة.. هل يتحول بحر الصين الجنوبي إلى ساحة صراع؟

خلاف الصين والفلبين على بحر الصين الجنوبي يمتد من الثروات البحرية والنفطية إلى الملاحة العالمية، وسط تدخل أميركي ومخاطر بيئية تهدد الشعاب والصيادين.

وتسعى روما جاهدة لبيع حاملة الطائرات السابقة، التي سُميت على اسم جوزيبي جاريبالدي -الثوري والجمهوري الإيطالي الذي ساهم في توحيد إيطاليا في القرن التاسع عشر- وأحيلت هذه الحاملة الخفيفة، التي كانت السفينة الرئيسية السابقة للبحرية الإيطالية، إلى التقاعد في أكتوبر الماضي بعد ما يقرب من 4 عقود من الخدمة.

ورغم أنها كانت مزودة بمنحدر إقلاع (ski-jump) وتعمل بطائرات الإقلاع القصير والهبوط العمودي (STOVL)، ما يجعلها شبيهة بالعديد من حاملات الطائرات الحديثة، فإن "جوزيبي جاريبالدي" صُنفت رسمياً كـ"طراد حامل للطائرات" وليس كحاملة طائرات تقليدية.

وكانت أول سفينة حربية إيطالية تشغّل طائرات ثابتة الجناحين. ويبلغ طولها 591 قدماً فقط، أي ما يعادل تقريباً نصف طول حاملات الطائرات الأميركية من فئة Nimitz التي تعمل بالطاقة النووية.

وقال ماورو مانزيني، مدير المبيعات في وحدة الأعمال البحرية بشركة بناء السفن الإيطالية "فينكانتيري"، لموقع Naval News خلال معرض الدفاع العسكري "إندوديفينس 2025" في جاكرتا في يونيو: "السفينة جوزيبي جاريبالدي في حالة جيدة، ولديها ما بين 15 إلى 20 عاماً من العمر التشغيلي المتبقي. ويمكن نقلها بعد عملية تعديل لتناسب المتطلبات الخاصة للبحرية الإندونيسية".

كيف يمكن لإندونيسيا استخدام حاملة الطائرات؟

كانت "جوزيبي جاريبالدي" تعمل سابقاً بجناح جوي يضم ما يصل إلى 16 طائرة مقاتلة من طراز McDonnell Douglas AV-8B Harrier II، وهي طائرات ذات إقلاع وهبوط عمودي أو قصير (V/STOL). 

وبحسب مجلة Newsweek، قد تشمل الصفقة مع روما ما يصل إلى 30 طائرة من طراز Harrier II، بينما يمكن للحاملة أيضاً تشغيل مروحيات.

كما أثيرت تكهنات بأن إندونيسيا قد تتبع نهج تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، التي تبني حاملات طائرات مخصصة للطائرات المسيّرة. ويمكن لمثل هذه الأنظمة الجوية غير المأهولة أن تعزز بشكل كبير قدرات إندونيسيا في بحر الصين الجنوبي والمياه المتنازع عليها الأخرى في المنطقة.

وأشار قائد البحرية الإندونيسية، إلى أن السفينة الحربية ستُستخدم بشكل أساسي في "عمليات عسكرية غير قتالية"، لكن من غير الواضح ما الذي يعنيه ذلك تحديداً.

شكوك بشأن حاجة إندونيسيا لحاملة طائرات

فيما أعرب بعض المحللين عن شكوكهم بشأن حاجة إندونيسيا الفعلية لمثل هذه السفينة الحربية. وقال كولين كوه، الزميل البارز في معهد الدراسات الدفاعية والاستراتيجية في سنغافورة، لمجلة Newsweek إن رغبة جاكرتا في امتلاك حاملة طائرات قد تكون مسألة "هيبة وطنية" أكثر من كونها ضرورة لسد فجوة في القدرات البحرية.

وأضاف كوه: "إذا كانوا يريدون سفينة متعددة المهام للقيام بعمليات عسكرية غير قتالية (MOOTW)، على سبيل المثال، فيمكنهم ببساطة الحصول على مزيد من سفن الإنزال البرمائية، فهي أرخص في التشغيل والصيانة ويمكن اقتناؤها بأعداد أكبر من حاملة طائرات واحدة".

ومع ذلك، وبعد أشهر من التكهنات، يبدو أن إندونيسيا ستكون المشغل الآسيوي التالي لحاملة طائرات، حسبما أشارت مجلة The National Interest.

تصنيفات

قصص قد تهمك